(1) أنا شخصياً والكاشف أخوي "محمد أحمد" المواطن المسكين لاشك البتة مستفيدين من توقف صادر اللحوم بسبب زعم التجار بأن المحليات فرضت رسوما (كبيرة) على ذبيح الصادر بمرسوم محلي مؤقت.. الصراع الذي لا ناقة لنا فيه (أنا والكاشف أخوي) يدور بين الحكومة وبين اتحاد غرف الزراعة والإنتاج الحيواني.. الحكومة بالأمر المحلي تحاول (خمش ما يمكن خمشه) بالعملة المحلية من تجار الماشية وتتطلع (لخمش) دولارات التصدير، لكن التجار قالوا للحكومة مهددين بعد فرض تلك الرسوم (أها نحنا ما حا نصدر لحوم والدولارات راحت عليكم).. أما أنا والكاشف أخوي مبسوطين جداً عشان أسعار اللحمة (حا ترخص)، بعد ما سارت الرياح بأخبار محبطة جداً بأن سعر الضأن قد يصل حاجز المائة جنيه.. لو صدّر التجار لحومهم و(انبهلت) الدولارات لخزائن الحكومة، فإن التجار سيذبحون للسوق المحلي الذي اشترى منه أنا والكاشف أخوي (الجلافيط) ولا شيء غير (الجلافيط) من البهائم، لمَ لا فالسمين والمكتنز باللحم يصدر ليجلب الدولارات التي تتقاسمها الحكومة مع التجار ونأكل نحن (الجلافيط وكمان) بسعر (100) جنيه للكيلو (العجبو عجبو والما عجبو ينوم قرمان)!!.. بالطبع فإن الدولارات التي تدخل خزينة الدولة لا نعرف أين تذهب مع موجة الفساد والإفساد الطاغية وفي أحسن الأحوال توزع تلك الدولارات كبدلات وتذاكر سفر لوفود التفاوض (الرايحة والجاية بدون نتيجة زي ساقية جحا) وبالطبع هذه الحالة من حالات الشفافية النادرة؟!.. نسأل الله أنا وأخوي الكاشف أن تقوم الحرابة بين الحكومة وتجار اللحوم ولا تقعد ولا ينفع معها مفاوضات ولا مصفوفة ولا حتى قرارات من مجلس الأمن الدولي (عشان نأكل لحم شوية ونحارب القرمة المتفشية فينا).. سيحدثنا التجار بلغة المثقفين أن تلك الرسوم تعتبر هزيمة لسياسات الدولة وللبرنامج الإسعافي الخاص بتشجيع الصادرات وإحلال الواردات.. لكن (برضو) سنقول ما (همانا) ولا يعنينا (بس عايزين لحمة رخيصة). (2) العميد (م) صلاح الدين محمد أحمد كرار أحد أعضاء مجلس قيادة ثورة الانقاذ الوطني الذي ابتعد أو أُبعد، لكنه ليس مثل زملائه المبتعدين أو المبعدين (سكت ومسك لسانه) مثل العميد (م) "عثمان أحمد حسن"، واللواء (م) "فيصل أبو صالح"، والعميد (م) طيار "فيصل مدني"، لكنه ظل (يناوش) ويصدع بالكثير عن أسرار وخفايا وكواليس انقلاب 1989.. استمتعت بالحوار الذي أجرته "المجهر" معه الذي أدلى فيه بمعلومات مهمة.. ولدي قصة طريفة مع العميد "كرار" ففي خواتيم عهد الديمقراطية الثالثة والتدافع السياسي الحزبي على أشده، وفي ذلك اليوم وعند منتصف النهار دلف ضابط وجيه برتبة عقيد في البحرية إلى مكاتب صحيفة (ألوان) وكنت حينذاك محرراً بقسم الأخبار.. الضابط جاء غاضباً ومهتاجاً، يشكو ممارسات الأحزاب واستهتارها بالوطن.. في طاولة الاجتماعات استمعنا أنا وزميلي "حسن إبراهيم البشير" يعمل حالياً بالتلفزيون إلى العقيد الغاضب وكان شاباً ينضح حيوية.. للرجل قصة اثارت غضبه مع عضو الحزب الشيوعي الراحل "عز الدين علي عامر" الذي دخل الجمعية التأسيسية (البرلمان) كعضو مستقل في واحدة من ألاعيب الحزبية.. حادث سير في شارع أفريقيا جمع بين "كرار" و"عز الدين علي عامر"، يقول "كرار" إن عضو (البرلمان) صدم سيارته وألحق أضراراً بها لكنه لم يكترث به مستفيداً من وضعيته البرلمانية.. "كرار" قال إنه لم يأت ليشكو الرجل ولكن جاء لينبه إلى استغلال الأحزاب للنفوذ.. كما أن (المعتدي) كان يقود سيارة مرسيدس رغم شيوعيته و(مزاعمه) بالوقوف إلى جانب الطبقة الكادحة (البروليتاريا).. بعد تنفيذ الانقلاب بعد عدة أشهر من تلك الحادثة والإعلان عن شخصيات الضباط المنفذين (مجلس قيادة الثورة)، تعرفت مباشرة على صاحبنا "كرار" بشحمه ولحمه.. لماذا يتحدث "كرار" بينما يصمت البعض الآخر؟ وأين هم في زحمة الحياة؟، أم أنهم أصبحوا نسياً منسياً؟.. لاشك أن الكثير والمثير بخصوص أكثر الأنظمة التي مكثت في حكم السودان ما زال في قلوب أولئك الرجال. • آخر الكلام: التناقض سيد الموقف في ولاية جنوب دارفور.. بينما يستمر مسلسل التدهور الأمني يستمتع الوالي وضيوفه من الخرطوم بالطرب والليالي الملاح في إطار معرض نيالا التجاري!.