«1» ** تقبل الله صيامكم وأثابكم فيه بأجر عظيم .. وأعاده عليكم - أعزائي - وأنتم بعافيتكم في وطن ينعم بالأمان والرخاء .. شهر بمثابة واحة يخفف على المرء رهق بيداء العام .. تستظل برحمته الأفئدة وتلوذ ببركته الأنفس .. وأسال الله لي ولكم فيه الرحمة والمغفرة ثم العتق من النار .. !! «2» ** مائدة الإفطار العامرة بالشيوخ والشباب والصبيان ، في الشارع العام ، أمام بيت كبير الحي ، أو في بهو المسجد و المسيد..ثقافة سودانية تكاد أن تندثر وتتلاشى ، وإندثرت في بعض الأحياء المسماة بالراقية ..فالرقي هو أن يتكافل الناس في ما بينهم ، وتتراحم ، وتتآلف قلوبهم بالمودة ..وتلك هى قيمة وقيم موائد الإفطار في بلدي .. نأمل أن نحافظ على قيمتها ونعض على قيمها بالنواجذ .. حيث الكل يأتي بما أنعم الله عليه من طعام وشراب .. ويجلس على جانبي السجادة أو البرش كل أهل الحي في صفوف أو صفين ..!! «3» ** الموائد العامرة بعامة الناس أفضل .. فاقصدها .. لاتفرق فقيرهم من ثريهم ، ولاتعرف أيهما أيسر حالا أو أعسر .. يتبادلون فيما بينهم الملح والملاح .. ويسأل بعضهم بعضا عن الحال .. ويتفقدون الغائب منهم ويسألون الله الشفاء للمريض .. أو هكذا مائدة الرحمن في ريف البلد الحبيب وبعض المدائن الشعبية المشبعة بقيم الريف .. وهنا مكمن الرقي .. ليت تلك الأحياء المسماة بالراقية ترتقي في هذا الشهر الفضيل الى مراقي ..« الرقي الشعبي » ..!! «4» ** وجارك بيمينك أويسارك أنت أعلم الناس بحاله .. قد يكون شيخا تقدم به العمر أو تقاعد بداء ما .. وقد تكون امرأة فقدت زوجها ولم تفقد الأمل في الله ثم الصالحين من عباده .. لهما زغب صغار لم يفهموا بعد بأن الحياة الدنيا - مثل البحر- ذات أمواج ، ترتفع حينا وتنخفض حينا آخر .. لاتدعهم - بالله عليك - في حال سبيلهم ، فيرهقهم النهاربالصوم ثم يؤرقهم الليل بالجوع ..فكن لهم بطيب خاطرك طعاما وشرابا بفضل ما أطعمك الخالق وسقاك .. ثم كن لهم بعضا من رحمة هذا الشهر الفضيل .. !! «5» ** وشرطيا .. موظفا .. عاملا .. يؤدى واجبه بجوار بيتك - في مرفق ما - في ذات اللحظة التى تنتظر فيها مع أسرتك آذان المغرب .. تذكره يا صديق ، ولاتنسى بأن له أسرة كان يجب عليه أن يتقاسم معها فرحة تلك اللحظة .. ولكن آداء الواجب يمنع ذلك .. فكن أسرته .. وابسط له بعضا من فرحتك ..!! «6» ** وليت وزارات الدولة ومؤسساتها ثم شركات تكف هذا العام عن تلك « الموائد الإعلانية » التى يعمها الزعماء والأثرياء ومن يسمونهم بوجهاء الناس ، ويغيب عنها الضعفاء والبسطاء .. بسطاء الناس هم وجهاؤها إن كنتم تعلمون .. فسخروا أموال الناس للناس رحمة بهم .. ولاداعي للبذخ والترف و - الشوفونية - بموائد لليتامى والمساكين في لحومها وعصائرها حق معلوم ..فكم من نازح في معسكره ينتظر جرعة ماء ، وكم من طالب في داخليته بحاجة الي لقمة غذاء .. فهذا وذاك أحق بقيمة تلك «الموائد التجارية » ...هداكم الله ... !! «7» ** ولك ولأسرتك - صديقي القارئ - ،،،، « تصوم وتفطر على خير » .......!! إليكم - الصحافة -الاثنين 01/9/ 2008م،العدد5462 [email protected]