في ظل الأنظمة الديمقراطية يمارس المواطنون عباداتهم وشعائرهم الدينية بحرية، بعيداً الوصاية أو القهر الفكري، ولعل هذا ما جعل الامام محمد عبده يقول عندما زار فرنسا أنه وجد الإسلام في بلاد غير المسلمين مشيراً بذلك إلى السلوك والمعاملات التي وجدها هناك والتي تشبه الإسلام وأهله. * نقول هذا بمناسبة الهدية التي قدمها المركز الإسلامي الاسترالي للتلاميذ الصغار من أبناء المسلمين هناك حيث وزع المركز أكياساً بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم مكتوب عليها R.A.C أي Ramadan awarness campaign أي حملة التوعية الرمضانية. * تحوي هذه الأكياس افلاماً واسطوانات C.D وكراسات تتضمن معلومات وارشادات عن الصلاة والصيام وبعض الدروس الدينية ومسابقات من بينها مسابقة لأحسن مصمم سجادة للصلاة. * ضمن هذه الارشادات الموجهة لهؤلاء الصغار معلومات حول كيفية تغذية الروح وكيفية تمضية الوقت في نهار رمضان ومجموعة من الصور التي تحمل معلومات دينية قيمة مصممة بطريقة سهلة ومباشرة. * افادني بذلك غسان سعيد والد الصغير (سند) الذي يدرس بمدرسة regents park ريجنتس بارك بسدني وقال ان هذا المركز الذي يرعى شؤون المسلمين الاستراليين لديه فرع بوزارة التربية والتعليم الاسترالية وهو الذي ينظم مثل هذه الحملات كما يشرف على تدريس حصة الدين الإسلامي في المدارس لأبناء المسلمين. * والد الصغير سند قال أنهم لا يكتفون بتعليم الصغار شؤون دينهم وانما يعلمونهم أيضاً كيف يحترمون عقائد الآخرين منذ الصغر، في المرحلة التمهيدية التي يدرسونهم فيها المواد الأساسية مثل اللغة والدين والحساب إلى جانب الاهتمام بمواهبهم وقدراتهم الذاتية التي يشرعون في تنميتها وتطويرها منذ تلك الفترة أيضاً. * هذه التجربة الدينية التربوية التي يحتاج إليها صغارنا نقدمها هدية مجانية للمسؤولين عن التربية والتعليم وللمهتمين بأمر الدعوة والارشاد الديني وقيم وممارسات التعايش الديني في بلادنا، لاننا في أمس الحاجة إلى مثل هذه الممارسات التربوية الايجابية التي تسهم في تعزيز الثقافة الدينية وسط الصغار وتنشئهم على احترام معتقدات الآخرين الدينية. * ورمضان كريم. كلام الناس - السوداني - العدد رقم 1012 - 2008-09-08
