** وزير الدولة بالزراعة لم يقل كل الحقيقة في مؤتمره الصحفي الأخير .. ولكن أرض البلد بالقضارف والنيل الأزرق قالت كل الحقيقة .. للأسف لم تنتج الأرض هذا الموسم محصول زهرة الشمس كما كانت تنتج في المواسم الفائتة ... تلك هي الحقيقة التي تلف وتدور حولها وزارة الزراعة ..وقبل الملخص نرصد أحاديث أطراف الإنتاج المتدني ، حيث إن في أحاديثها ما يغري الجهات العليا بتشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة تبدأ بوزارة الزراعة ذاتها ، هذا ما لم تكن النهضة الزراعية شعارا فقط لاغير .. وإليكم أحاديث الأطراف ..!! ** إمين عام اتحاد مزارعي القضارف يتحدث نصا : هناك أضرار مادية لحقت بعدد 200 مزارع بسبب تدنى إنتاج زهرة الشمس ، ونطالب بتعويض المزارعين ، والفدان الذي كان ينتج سبعة جوالات في المواسم الفائتة ، أنتج هذا الموسم أما جوالا واحدا فقط لاغير أو نصف جوال ..والمزارعون رغم الخسائر مجابهون بدفع تكاليف الحصاد وقيمة التقاوى للبنوك ، ونحمل الجهات التى استوردت تقاوى زهرة الشمس مسؤولية هذه الأضرار ، ويجب تشكيل لجان لتكشف الحقائق للناس بشأن التقاوى ، حتى لايتحمل المزارع أخطاء الجهات المستوردة ..!! ** وهذا حديث وزير الدولة بوزارة الزراعة ، يضرب حديث اتحاد مزارعي القضارف بعرض الحائط ، حيث يقول نصا : نعم الإنتاج ضعيف ، ولكن بسبب غزارة هطول الأمطارة في شهري يوليو وأغسطس ، وليس بسبب التقاوى المغشوشة ، وتأكدنا من ذلك بواسطة لجنة شملت وزارة الزراعة والنهضة الزراعية وغيرها من الجهات الأخرى .. الأمطار الغزيرة هى السبب وليست التقاوى المغشوشة ..!! ** ذاك حديث وزير الدولة بالزراعة ، ولكن إقرأ حديث مزارعي النيل الأزرق بلسان المزارع أحمد بابكر- عمره سبعون عاما - ، حيث يقول نصا أمام نائب رئيس اتحادهم : اتبعنا كل الحزم التقنية المطلوبة لزراعة هذا المحصول ، ومعدلات هطول الأمطار كانت جيدة ، وتوزيعها كان ممتازا ، أي لم تكن غزيرة ، ولم تكن هناك حشرات ، غير أن الحصاد كان هشيما ، انتج الفدان مابين الجوال ونصف الجوال ، وهذا يعتبر كارثة ..!! ** هكذا ، الوزير يبرر ضعف الانتاج بالأمطار الغزيرة ، والمزارع يشكر الله على معدلات هطول الامطار بامتياز ويبرر ضعف الانتاج بالتقاوى المغشوشة .. وبما أن الوزير أثبت جودة التقاوى بواسطة لجنته ، نتابع حديث مزارعى القضارف عن تلك اللجنة .. تابع ..ولكن كن صابرا ..!! ** حيث يقول الأمين العام لاتحاد مزارعي القضارف نصا : اللجنة التى شكلتها وزارة الزراعة للتحقيق لم تخطر بها اتحاد المزارعين ، ولم نشارك فيها ..بل اللجنة لم تزر المناطق التى استخدمت التقاوى المغشوشة ، ولكنها زارت مناطق اخرى استخدمت تقاوى مختلفة أحضرها بعض المزارعين بطريقتهم الخاصة ، وهى المناطق ذات الانتاج الجيد ، والامطار ليست هى السبب بدليل وجود انتاجية عالية فى مناطق لم تستخدم هذه التقاوى التى نتحدث عنها ،ولجنة التحقيق لم تشمل ممثلا للمزارعين ، والأمطار بريئة من تهمة إفساد الموسم ، ورئيس اتحاد مزارعي النيل الأزرق أكد لى براءة الأمطار عندما التقيته بالدمازين ..!! ** أها .. هكذا السجال ..!! ** قبل أن تبدي رأيك صديقي القارئ ، يجب أن نلخص جوهر الأزمة لمن يهمهم أمر الزراعة بالبلد ، هكذا .. الوزير يتهم الأمطار ويبرئ التقاوى ولكن المزارع يبرئ الأمطار ويتهم التقاوى ، وبما أن ذات الأمطار هطلت بذات الكثافة فى ذات المناطق وأنتجت محصولا جيدا بمزارع لم تستخدم هذه التقاوى، فإن الأمر يستدعي تشكيل لجنة تحقيق تبدأ عملها بوزارة الزراعة ثم تكشف الحقائق التالية : كيف نالت شركة صافيولا استيراد تقاوى زهرة الشمس ..؟.. هل نالته بواسطة عطاء علنى ومنافسة شريفة ومفتوحة أم بطريقة ( ياخي جيبو لينا تقاوى ..أو .. ياخي جبنا ليكم تقاوى ) ..؟..ثم ، يجب إخضاع هذه التقاوى للجهات العلمية ومعاملها لتفتي بجودتها أو بالعدم ، خاصة بعد أن قال اتحاد مزارعي القضارف بأن لجنة الوزير زارت مزارع لم تستخدم تلك التقاوى .. هكذا يجب أن يكون التحقيق .. علما بأن الأمطار ليس باستطاعتها عقد مؤتمر صحفي لتدافع عن نفسها ، كما فعل وزير الدولة ...!! إليكم - الصحافة –الثلاثاء 20/01/2009 .العدد 5590