** كنت قد وعدت الأستاذة هويدا عتباني ، بنشر رسالتها في حال إرسالها ، وذلك في إطار توضيح الرأي الآخر بشأن موضوع المجلس الطبي وتلك الحادثة ، علما بأنها كانت عضوا بلجنة الشكاوى .. وبما أن رسالتها تعد تعقيبا ثالثا من المجلس ،اتمنى أن تكون هى التعقيب الأخير أيضا .. وأهلا بالرسالة وكاتبتها ...!! ** ( الاخ : الطاهر ساتي .. السلام عليكم ..كنت قد وعدت بالرد على القضية التي وردت في عمودك يوم 6 يناير 2009 ، والتي توفى فيها مريض بسبب الاهمال .. واعتذر لتأخير الرد حيث انتظرت بعض الاحصاءات والتقارير التي ابني عليها ردي ، اضافة الى انني رأيت من الاجدى ان يتزامن ردي مع نهاية دورة المجلس الطبي ..!! ** ولعل بداهة البداهة تدعونا الى ان نثمن ونثني مساندتك ودعمك لتلك القضية ، ولا شك ان الحد الادنى من العاطفة والعقل الانساني يأسى على موت اي انسان بسبب الاهمال ..لكن الاشد ايلاما وقسوة هو ان نبخس الناس جهدهم ونتهمهم جزافا ..وقد اتهمت المجلس الطبي دون ان تكلف نفسك بالاستناد على دليل محكم ، فاتهمته في عمودك الموقر بالاهمال والسلحفائية ، ورغم انك افسحت المجال للرد مرتين الا ان ذلك لم يشفِ لي غليلا ..وعليه اورد الحقائق التالية ولينظر كل من ملك ذرة من العدل ويحكم ان كانت الشكاوى قابعة في دهاليز المجس الطبي وتسير بسلحفائية ام لا..؟ ** أولا : منذ ان تكونت لجنة الشكاوى في سبتمبر 2004 وحتى اليوم لم يحدث ان تأجل اجتماع او لم ينعقد بسبب عدم اكتمال النصاب ، فنحن نجتمع اسبوعيا منذ ذلك التاريخ وحتي اليوم الامر الذي ساعد على الحسم والفصل في اكوام من الشكاوى لتصبح كلها شكاوى حديثة. ثانيا : كثرة الشكاوي وتطلب الحكم العاجل دعى الى تشكيل لجنتين للشكاوي بدلا عن لجنة واحدة وذلك منذ شهر ابريل 2007 حيث انبثقت اللجنة الثانية من الاولى وانضم الى اللجنتين عدد من الاطباء المختصين الاكفاء ..!! ** ثالثا : عادة ما يتم الاستماع الى الشاكي والتحقيق مع المشكو ضده (طبيب او مستشفى) والاستماع الى الشهود ، وان كانت القضية معقدة فإن التحقيق يستمر لعدد من الاجتماعات لتصل اللجنة الى وجود اهمال او عدمه .. رابعا : نظرت اللجنة الى اكثر من 182 شكوى وقد حسمت امر 132 شكوى واصدرت فيها توصية نهائية ، ومن المجموعة الاخيرة فإن 74 شكوى وجد انها تستحق المحاسبة بينما سقطت 58 شكوى وتوجد 36 شكوى قيد النظر..!! ** خامسا : تجلس اللجنة الساعات الطوال تفند الشكوى وتحللها تحليلا طبيا دقيقا يعين على ذلك اطباء متخصصون من عضوية اللجنة واحيانا من خارج اللجنة. سادسا : يستدعي الامر احيانا وللمزيد من توخي العدل، التحقيق مع طاقم المستشفى او السفر الى الاقاليم للتحقيق في قضية بعينها . سابعا : يصل الامر احيانا التحقيق في بعض القضايا دون ان تصلنا شكوى ، بعد اخذ حيثيات القضية من الصحف اليومية ..!! ** ومهما يكن فإن بعض الشكاوى تظل معلقة بسبب عدم حضور الشاكي او عدم متابعته للشكوى وربما عدم جديته والنموذج الحيوي لذلك ، الشكوى التي اوردتها في عمودك ، فما ذنب المجلس الطبي ولجنة الشكوى ان لم يحسم الامر مبدئيا بواسطة صاحبه أم ترانا نحكم جزافا ونظلم الناس ..؟..وإنني أؤكد ما قاله الامين العام السابق د.امام صديق وجود كثير من المعوقات والتي تفضلت في عمودك بحث المسؤولين على حلها فجزاك الله خير الجزاء .. ولعله من المهم جدا ان نوضح اننا نبذل كل ذلك الجهد تطوعا دون مقابل ولا نريد جزاء ولا شكورا ، وكل ما نرجوه ان يكلف المرء نفسه ساعة زمن يأتي ليعاين الامر بنفسه للتأكد من تلك الحقائق ..!! ** وفي الختام لقد انتهت الدورة السابقة بخيرها وشرها ، فإن كان هناك شر فلسنا معصومين عن الخطأ فإنه منا ومن الشيطان، وان كان خير فمن الله العلي القدير ونسأله ان يوفق الاعضاء في الدورة الجديدة ويعينهم لما فيه خير البلاد والعباد وكفى ..ولك مني الشكر الجزيل ..هويدا صلاح الدين عتباني ، جامعة جوبا ، عضو سابق في لجنة الشكاوى بالمجلس الطبي ..) ** من إليكم : شكرا للأستاذة هويدا ، وبالتوفيق إن شاء الله لها ولكل ساع إلي خير البلاد ، والغاية كانت ولاتزال وستظل أن يجتهد الكل في موقعه لإصلاح مايمكن إصلاحه في حياة الناس ..ونأمل أن يستفيد المجلس الطبي في دورته الجديدة هذه، من أخطاء دورته السابقة ويزيل المعوقات التى تفضل بذكرها مشكورا الدكتور امام صديق -الامين العام السابق - في تعقيبه ، وذلك ليؤدي دوره كما يتمنى الجميع ..وبالله التوفيق. ساتي إليكم - الصحافة –الثلاثاء 27/01/2009 .العدد 5597