* عندما نقول اننا من انصار الحل السياسي السلمي الديمقراطي فان هذا لا يعني رفضنا للجهود الاقليمية والدولية ومبادرات الاشقاء والاصدقاء ولكنها تبقى جميعها عونا لنا في تحقيق هذا الحل وليس انجاز الحل نفسه. * نقول هذا بمناسبة ردود الفعل التي صاحبت بدء اجتماعات الدوحة التي تبنت مشكورة مبادرة لتحقيق الحل في دارفور، خاصة من الحركات المسلحة الدارفورية، وتحديدا (حركة تحرير السودان- دارفور) فصيل مني اركو مناوي الذي يشغل حاليا منصب كبير مساعدي رئيس الجمهورية. * لذلك ظللنا ننبه إلى ان حل مشكلة دارفور لا يمكن ان يتم عبر اتفاق ثنائي مثل الذي حدث مع فصيل مني ولا يمكن ايضا ان يتم مع فصيل آخر بمفرده مهما قيل عن قدراته العسكرية والقتالية والا فان النزاعات ستندلع من جديد تماما كما حدث عقب اتفاق ابوجا. * اننا لا نقلل من اهمية الحوار مع حركة العدل والمساواة فصيل د.خليل ابراهيم، بل طالبنا بالحوار معها ولكن في اطار حوار لا يعزل الاخرين خاصة فصيل عبد الواحد محمد نور، وفصيل مني اركو مناوي بل والاحزاب ذات الثقل السياسي المعروفة والتي لها القدرة عمليا على محاصرة هذه النزاعات وهي احزاب الامة والاتحادي الديمقراطي والمؤتمر الشعبي بقياداتها التاريخية والآنية المعروفة. * نحن نحمد للشقيقة قطر حرصها على انجاح المفاوضات الجارية من اجل تحقيق السلام في دارفور ونقدر في ذات الوقت كل جهود الاشقاء والاصدقاء في مصر والجماهيرية الليبية واريتريا دون اي تقاطعات, الا ان الاهم في راينا مخاطبة مشكلات ومطالب اهل دارفور المعروفة للجميع وليس ارضاء زيد او عبيد مهما كان وزنه الميداني عسكريا. * اننا نؤيد ما تم الاتفاق عليه من اطلاق لسراح محكومي العدل والمساواة ووقف العدائيات ولكن الاهم ان تستفيد الحكومة من اخطائها الماضية في عقد الاتفاقات الثنائية وان تسعى جادة لمخاطبة الحلول العملية على ارض دارفور قبل التوقيع على الاتفاق الذي لابد ان يكون اتفاقا شاملا وليس اتفاقا مع فصيل على حساب فصائل اخرى او العكس. * ان تصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري احمد عبد الله آل محمود التي اكد فيها حرص دولة قطر الشقيقة لاقناع جميع الاطراف, وانهم لا يسعون لاقصاء أي فصيل ولابد من اشراك كل الفصائل الدارفورية الفاعلة في هذه المفاوضات, نتطلع لحوار دارفوري شامل يضم حملة السلاح والاحزاب السياسية لانجاز الاتفاق الاهم في هذه المرحلة. كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1167- 2009-2-11