دعونا نحتفل اليوم بعيد الحب الذي نرى انه عصب الحياة, الذي يستحق ان نحتفي به كل يوم خاصة في ظل الضغوط المادية والمعيشية التي بدأت تطغى على مجمل حياتنا الانسانية. * ان الحب ليس ثقافة غربية حتى وان ارتبط عيد الحب بالقس فلانتين الذي نحمد له انتباهته لهذه الحاجة الانسانية السامية التي جعلها الله سبحانه وتعالى قيمة عليا مرتبطة بالعلاقة الزوجية بل دعامة من دعاماتها الاساسية. * ان الله سبحانه وتعالى عندما جعل لنا ازواجا لنسكن اليها وجعل بيننا وبينهم المودة والرحمة سبق جل وتعالى سبحانه وهو الاول والاخر كل الذين حاولوا تصوير هذه العلاقة بين نصفين يبحث كل منهما عن الاخر او انهما روح واحدة في جسدين. * صحيح لا ينبغي حصر الاحتفال بالحب في يوم من الايام او في طقوس لا معنى لها، وان كنا لا نرى غضاضة في اتخاذها وسيلة من وسائل التعبير مثل اهداء الورود، لانه حاجة ضرورية من الحاجات الانسانية بدأت تتوارى في زحام الحياة اليومية وضغوط المعيشة ولابد من احيائها في كل حين. * اننا عندما نطالب باحياء هذه القيمة العليا في حياتنا الاسرية لا ينبغي ان نحرم الشباب منها ولا نستطيع، وانما لابد من رعاية مثل هذه القيمة الانسانية النبيلة وحمايتها من الانحراف والدفع بها نحو بناء الاسر السعيدة المعافاة. * بل اننا نرى في الحب معاني ودلالات اشمل واعمق فهو حاجة انسانية نبيلة تمتد ظلالها الوارفة من حب المخلوقات إلى حب الخالق الذي وهبنا كل هذا الحق والخير والجمال والمودة والرحمة لتكون اساس الوجود الانساني والكوني. * ان هذه الحاجة الانسانية النبيلة التي تبدا بحب الصغار لامهاتهم وابائهم وحب الاخوان والاخوات والاهل والجيران وتشمل حسب حب الناس وحسن معاملتهم بل وتمتد لحب البشرية جمعاء والتعايش معهم سلميا هي ذاتها بذرة الاسرة الصالحة السعيدة وهي ذاتها صمام الامان لحياة انسانية يعم فيها السلام والوئام والخير العميم للناس اجمعين. * بل انها دعامة الايمان بالله الذي ليس كمثله شئ في الوجود, كامل الاوصاف الذي تجلت جمالاته في مخلوقاته التي بها نعرفه ونتوسل اليه بالدعاء ليهبنا حبه الخالص لوجهه الكريم بلا شوب يشوبه وان يرزقنا قربا يمحق ما بيننا وبينه من البين حتى تقع العين على العين ونسأله سبحانه وتعالى ان يجمعنا مع من يحب يوم لا ظل إلا ظله. * اللهم اجعل ايامنا كلها عامرة بالمحبة والمودة في الدنيا والآخرة كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1170- 2009-2-14
