لان الديمقراطية لا يمكن ان تتنزل الا عندما تنزل الاحزاب لقواعدها وتعقد مؤتمراتها القاعدية وتُصعد قياداتها من القواعد وحتى القمة فاننا نبارك التحرك الذي ابتدره حزب الامة القومي لعقد مؤتمراته القاعدية. * اننا نعلم ان طريق الديمقراطية طويل ويحتاج إلى تهيئة اجواء اقلها دمقرطة القوانين وتعزيز الحريات وبسط العدل وقبل ذلك استكمال السلام في كل ربوع البلاد خاصة في دارفور ولكن لا يعني هذا ان تنتظر الاحزاب ان تاتيها الديمقراطية حبواً على قدميها وانما لابد من المساهمة الفاعلة في بنائها. * كما ان الديمقراطية لا يمكن ان تتحقق في ظل ضعف الاحزاب وغياب الديمقراطية وسط مؤسساتها واعتماد العمل الفوقي الذي لا يشبه الاحزاب ولا يشبه الديمقراطية, لذلك لابد من الرجوع للقواعد ليس لحشدها للانتخابات المعلقة حتى الان وانما لاستيعابها داخل مؤسسات الحزب واشراكها في العملية الديمقراطية. * ان حزب الأمة القومي بقيادة الامام الصادق المهدي لم يغب عن الساحة الداخلية، وظل وجودا فاعلا من خلال تحركاته في شتى الميادين وفي كل المناسبات الوطنية بل تشهد له اسهاماته الخارجية بدور رائد مقدر ومشرف ولكن كل ذلك لا يغني عن العمل المؤسسي الذي يعزز هذا الحراك ويسنده جماهيريا. * ان عقد مؤتمر الحزب بمحلية الجزيرة ابا خطوة في الطريق الصحيح لعقد مؤتمرات الحزب القاعدية الضرورية لقيام المؤتمر العام للحزب على قواعد جماهيرية مُصعدة ديمقراطيا وهي في ذاتها فرصة للذين ينتقدون قيادة الحزب بانها صفوية لكي يتنافسوا على القيادة من القواعد بما في ذلك اولئك الذين خرجوا لاسباب مختلفة ليس المجال هنا للخوض فيها. * والفرصة مواتية داخل المؤتمر العام للحزب لكل دعاة الاصلاح والتجديد للعمل المؤسسي، ولكن ليس من خارج الحزب وانما من داخله لان ذلك يعزز تماسك هذا الحزب الذي ليس من مصلحة حتى الذين خرجوا من تحت عباءته اضعافه، او تشتيت جهدهم في بناء كيانات موازية هم يعلمون تماما انها لن تحقق طموحاتهم، هذا اذا قامت اصلا. * هذا الكلام ليس لحزب الامة وحده وانما لكل الاحزاب، خاصة الحزب الاتحادي الديمقراطي وحزب المؤتمر الوطني لان الديمقراطية هي صمام امان السلام والوحدة والتنمية والعدل, ولا ديمقراطية بدون احزاب ديمقراطية حقيقية. كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1172- 2009-2-16