تفاءلنا خيرا بانعقاد مؤتمر حزب الامة القومي لاقتناعنا بان مجرد عقد مؤتمرات الاحزاب وان جاءت منقوصة فانها مهمة لانها تتيح للقواعد فرصة ممارسة حقها الديمقراطي في اختيار قيادتها. * كنا نظن ان بعض الاحداث المؤسفة التي تزامنت مع انعقاد المؤتمر، مثل الاحتجاجات او حتى الاشتباكات التي تمت وسط الشباب ظاهرة معزولة، رغم استهجاننا ورفضنا لها، فهي لا تشبه اسرهم ولا الحزب الذي ينتمون إليه. * جاءت الزيارات التي دفع بها رئيس حزب الامة القومي الامام الصادق المهدي لعضوية الهيئة المركزية رغم التبريرات التي ساقتها لتفجر خلافات ليس من مصلحة الحزب الدخول فيها، وفتحت المجال لاقاويل تدعي انحياز رئيس الحزب للمرشح الذي فاز بمنصب الامين العام. * كنا ومازلنا نرى ان حزب الامة في حاجة اكثر من اي وقت مضى لاستيعاب الذين خرجوا والتحقوا بالسلطة تحت مظلة الحزب، وليس الدخول في خلافات جديدة يمكن ان تستغل ضد الحزب ونهجه الديمقراطي. * ما حدث بالامس في مكتب القيادي البارز في حزب الامة موسى آدم مادبو يمكن استغلاله ايضا ضد الحزب في ظل التوترات التي عمقتها مشاجرات (الابناء) الذين للاسف اساءوا لاسرهم الكبيرة قبل ان يسيئوا لهذا الحزب العريق. * اننا لا نريد ان نستبق التحقيقات التي قد تبرئ الابناء من هذا الفعل المشين، ولكننا نتحسر على ما آل إليه حال هذا الحزب من جراء مشاجرات بعض الابناء الذين فتحوا الباب امام الآخرين من اعداء الحزب لاستغلال الموقف لزرع الفتن وتعميق الخلافات داخله. * ان الاصلاح وبناء الديمقراطية داخل الاحزاب انما يتم داخل مؤسسات الحزب وليس من خارجها، وليس من مصلحة حزب الامة ترك الحبل على غارب الابناء الذين كنا نعول عليهم آمالا عريضة ولكنهم للاسف اساءوا التصرف في وقت يستوجب الحكمة من الجميع. * والفرصة مازالت مواتية لحزب الأمة لمحاصرة هذه الخلافات بعيدا عن ردود الفعل المتشنجة التي يريد بها البعض (فش غبينته) ولو على حساب حزبه. كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1196- 2009-3-12