وجدت تصريحات رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي، التي انتقد فيها تحالف المعارضة ووصفه بالهلامي، ردود أفعال واسعة وسط عدد من القيادات السياسية والخبراء المحليين، مشيرين إلى أن الهجوم يعبر عن رأيه الشخصي خاصة وأن مؤسسات الحزب لازالت جزءاً من القوى السياسية المعارضة، وانتقدوا مواقف رئيس الحزب المتناقضة تجاه الحكومة، مرة مع توقف الأجندة الوطنية بجانب إسقاط النظام بالطريقة الديمقراطية التي قالوا إن الحزب يفتقدها في مؤسساته. ويقول الدكتور عبد الرحمن أبوقريش المحلل وأستاذ العلوم السياسية بالمعهد الدبلوماسي إن حزب الأمة القومي فيه مشكلة كبيرة جداً في أخذ الرأي، ويعاني من غياب المؤسسية، وظهر ذلك خلال مشاركة نجله العقيد عبد الرحمن الصادق في الحكومة مساعداً لرئيس الجمهورية، لافتاً بأن أمر المشاركة واجه الصادق بانتقادات عنيفة من المعارضة واتهامها له بأنه وراء عملية المشاركة، وهذه أضعفت موقف الصادق المهدي مع المعارضة.. ولكن بعد مشاركة الاتحادي الأصل في الحكومة عاد المهدي يهاجم المعارضة في عدد من المنابر خاصة في الفترة الأخيرة.. ووصف أبوقريش مواقف المهدي بالمتذبذبة والتعامل معه تعامل صعب و«ما تقدر تمسكه في حاجة». وأشار في حديثه لآخر لحظة أن صياغة القرار هي التي تجعل الشباب بالحزب يطالبون بتغيير رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي.. ولكن يرى الدكتور آدم موسى مادبو القيادي بحزب الأمة القومي - التيار العام أن الصراعات بالحزب« بدأت من بدري، وكان في خلاف بين الصادق المهدي والإمام الهادي وكان الخلاف مبنياً على أساس أن الصادق المهدي يعتقد بأن رئيس الوزراء يجب أن يكون رئيس الحزب إذا ما تولى الحزب السلطة بمعنى أنه يكون هو رئيس الحزب وليس المرحوم محمد أحمد المحجوب.. وكذلك يرى بأن إمام الانصار لايكون مسؤولاً عن الأمور السياسية»، ولكن أخيراً أصبح إمام ورئيس الحزب. وذكر مادبو عدداً من المراحل التي شهد فيها حزب الأمة خلافات وصراعات بداخله، و الخلاف الأخير بعد انعقاد المؤتمر السابع واختيار هيئة مركزية يفوق عددها العدد الذي ينص عليه الدستور الأمر الذي قاد كثيراً من القيادات لعدم الاعتراف بالهيئة نفسها ولا بمخرجات المكتب السياسي والأمانة العامة، ويواصل مادبو في حديثه لآخر لحظة بأن بعض الخلافات ناتجة بأن رئيس الحزب وبعض أبنائه في كثير من الأحيان يتخذون قرارات دون الرجوع إلى مؤسسات الحزب.. وعاد مادبو وقال إن بعض التصريحات التي تصدر من الصادق المهدي تعبر عن رؤى شخصية وليست قرارات مؤسسات، وأضاف هناك أمثلة كثيرة لذلك، مشيراً بأن الذي رتب لزيارة سلفاكير ميارديت رئيس دولة الجنوب إلى إسرائيل إما شخص مجنون أو خائب وهذا لايعكس العلاقة الوثيقة بين الحزب والحركة الشعبية وليس فيه احترام لسيادة الجنوب.. وأعاب مادبو هجوم الصادق المهدي على المعارضة ووصفه للتحالف بالهلامي، و قال ينبغي أن يكون هو جزء من المعارضة، وحديثه يعبر عن رأيه الشخصي وليس مؤسسات الحزب.. بجانب أن هذا الهجوم وجد استهجاناً من القوى السياسية المعارضة مما جعلها تقاطع عدداً من الأنشطة بداخل حزب الأمة ومناسبة عيد ميلاده الأخيرة.. ويضيف مادبو في إطار السياسة العامة لحزب الأمة القومي هناك رفض لكثير من سياساته من قبل قيادات وكوادر وجماهير الحزب خاصة الشباب في داخل وخارج السودان، وذلك مما جعل الشباب في أمريكا وأوربا والخليج يتقدمون بمذكرات تنتقد سياسات الحزب وتعتبرها تناقضاً مع نضال الحزب وتضحيات جماهيره لمحاربة الأنظمة الشمولية العسكرية، وتطالب أيضا بوقف الحوار مع الوطني والانضمام إلى القوى السياسية المعارضة، بجانب تقديم استقالته براً بالوعد الذي قطعه على نفسه إذا لم تقبل الحكومة بالأجندة الوطنية فإنه سوف يقدم الاستقالة من رئاسة الحزب وهذا لم يفعله حتى الآن، أو الانضمام للمعارضة.