** ما حدث بين بشرى الصادق والوليد مادبو ..نأمل ألا يكون عرضا من الأعراض الجانبية لما يحدث في حزب الأمة القومى منذ مؤتمره العام ..وكذلك نأمل ألا يتواصل التلاسن الحاد بين ابن الامام وابن الناظر - بيانا أو حوارا - بحيث يصبح جزءا من الكل المغلي في دهاليز الحزب - منذ مؤتمره العام - والذي لم يطفح بعد ، ونأمل ألا يطفح كل الغليان ..ولكن ما نيل المطالب بالآمال فقط ، بل بالأعمال أيضا ، ولهذا تساءلت مشفقا في السابع عشر من مارس الفائت هنا : الحزب يغلي ، فأين الإمام ..؟ ** يوم تساؤلى ، السابع عشر من مارس الفائت ، كان الإمام الصادق المهدي بالقاهرة ، تاركا هنا حزبا لم يتفق أنصاره بعد على أمينهم العام ..وفي اليوم التالي للتساؤل بعث لي الأخ الأستاذ محمد زكي الإعلامي بمكتب الإمام بالتوضيح التالي ..« توجه الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي فجر الخميس الموافق 12 مارس إلى العاصمة الألمانية برلين بدعوة من مؤسسة برتسمان لحضور مؤتمر دور أوربا في السياسة الخارجية مع العالم الآخر .. وبعدها سيتوجه إلى استانبول للمشاركة في أعمال المجلس العربي للمياه ..ومن ثم إلى العاصمة الإسبانية مدريد للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية ومجلس إدارة نادي مدريد ..ومن المقرر أن يلتقي بمسؤولين على الصعيد الرسمي والشعبي ويعقد عدة ندوات ومحاضرات.. إبراهيم علي إبراهيم ، مدير المكتب » ..!! ** مضى على التوضيح شهر ونيف ، ولا يزال الإمام الصادق بالقاهرة ..نعم ، بقاء الامام هناك شأن خاص ، حزبيا كان أو شخصيا ، فالأمر يعنيهم ولا ينبغي لي وللأخرين من غير أنصاره أن يناقش ويحلل أسفاره ..ولكن أحسب أن مايحدث من تلاسن وتناحر إعلامى متواصل بين أنصار الحزب منذ مؤتمر الحزب ، يستدعي وجود الإمام وتواجده بينهم ، ليعمل مع حكماء الحزب الأخرين مايمكن عمله لتخفيف حدة التناحر وجمع الصف الأنصارى ، بحيث لايكون عراكهم وصراعهم مباحا لمجالس المدينة وضاجا في صفحات الصحف..ولهذا فقط ، أى لكي لا تتباعد المسافات بين المختلفين ، يجب أن يكون الإمام قريبا منهم اليوم أكثر من أي وقت مضى ، و مخطئ من لايرى تحت رماد تلاسن هذه الأيام وميض شئ نأمل ألا يكون هو : نار الإنشقاق .. لقد إكتوت البلاد والعباد من هذه النار مرارا وتكرارا ، ومن البؤس ألا تتعلم نخبنا السياسية من تجاربها ، بحيث تطفئ شرارة الأزمة قبل أن تأتيها رياح الاشتعال..وأحسب أن السيد الصادق من القادرين على إطفاء شرارات أزمات حزبه ، فقط : أين هو ، ولماذا التأني ..؟.. وهو العارف بأن مايحدث في حزبه - سلبا وإيجابا - يؤثر في مجمل أوضاع البلاد ، حاليا و ..مستقبلا ..!! ** هناك أيضا البعض المصاب بقصر النظر ، بحيث يعجبهم ما يحدث بين بشرى والوليد ، وما يحدث بين الكل منذ المؤتمر العام ، ويزيدون نار الحدث بحطب الترويج الإعلامى غير الحميد ، بمظان : مصائب قوم عند قوم فوائد ..وهنا مكمن الداء الذي ظل يلازم السودان ، فالصيد السياسي يجب ألا يتم في المياه العكرة وبأساليب تتنافى مع قيم أهل السودان ، وكذلك الاستقطاب ما لم يكن بالفكر والبرنامج يصبح لعبة قذرة تدفع ثمنها البلاد والعباد ..وكان خيرا للناس والبلد والحزب لو ذهب ما بين بشرى والوليد إلي حيث القانون أومجالس الحكماء بلا ضجيج إعلامي يلفت هواة الفتن ، لابارك الله فيهم في أى زمان ومكان .. وكذلك خير للحزب بأن تنتبه قيادته لمنعطف ما قبل الإنتخابات ..تحديات المرحلة القادمة تقتضي الترفع عن الصغائر ، ليس من أجل انصار الحزب فحسب ، بل من أجل .. أهل السودان جميعا ..!! إليكم - الصحافة –الاثنين 18/05/2009 .العدد 5708