** إن لم تكن تتصدر قائمة ولايات السودان الغنية ، فان لولاية القضارف موقع متميز في تلك القائمة ، ولم تنل ذاك الموقع بالنفط والذهب ، ولكن تربعت عليه بالأرض والمطر وسواعد بنيها ..وكثافتها السكانية لم تتجاوز مليونين ونصفها في التعداد السكاني الرابع ، وأما التعداد الخامس فلم يعلن رسميا بعد ،ولكن هي بالتأكيد - مثل كل ولايات السودان - تعاني من الفقر السكاني غير الموازي للمساحة وغيرها من العوامل الأخرى ، ولكنها تميزت عن الولايات الأخريات بالأرض الشاسعة التى حين ترويها السماء تنتج غزيرا، ولله الحمد ..ومع ذلك ، حال الخدمات الأساسية في ولاية القضارف لم يبارح محطة : محلك سر .. وإليك ، صديقي القارئ ، إعتراف ولاة أمرها ..!! ** أولا ، تأمل حال الصحة ، على لسان وزير الصحة بالولاية ، حيث يقول : الولاية تعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية ، يصل إلى أكثر من ألف كادر طبي وفني مساعد ، أي بنسبة 47 % ..والولاية بحاجة إلى مائة مؤسسة طبية حتى نصل مرحلة تغطية طبية ( معقولة ) ..والولاية تفتقر إلى مستشفيات ريفية بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية..والولاية تفتقر الى مؤسسة طبية تشتمل على ثلاثة أضلاع رئيسية : المعدات الطبية ، الأدوية ، الكادر الطبي المؤهل ..والولاية بحاجة الى مشافي على مستوى المحليات ، بحيث تسع مائة وخمسين سريرا ، لتغطي ثمانين الف مواطن، بشرط أن تتوفر فيها التخصصات الاساسية ..هكذا عرض وزير الصحة - في الصحف -حال خدمة الصحة بولايته .. تلك هي الصحة ، يلا نمشي للتعليم ..!! ** وزير التربية والتعليم هو المتحدث ، واليوم تعمدت الكتابة بطريقة ( سمح الغنا في خشم سيدو ) .. يلا ..نستمع معا لشدو وزير التعليم بالقضارف ، حيث يقول لصحيفة الوطن : نعم ، توجد إشكالات حقيقية تواجه تعليم الأساس بالولاية ..ونتائج هذا العام تدنت ، بحيث بلغت ( 51،4%) ..والسبب : ضعف الجانب التأهيلي لمعلمي الأساس ، وكذلك إقتصار أيام الدراسة على ( 179 يوما ) ..وتسيير مدارس الأساس يعاني من نقص مالي حاد ..ومدارس الولاية تعاني من نقص حاد في المعلمين ، بلغ ( 1835 معلما ) ..ونطالب بتدخلات عميقة لتجويد العملية التعليمية بالولاية .. هكذا أيضا عرض وزير التعليم - في الصحيفة - حال خدمة التعليم بولايته ..ختم عرضه طالبا جهة ما بالتدخل العميق ،ولا أدرى من المناط به مهام هذا التدخل العميق لإصلاح الحال ..؟.ربما أنت عزيزي القارئ ، فتدخل إن إستطعت إلى ذلك سبيلا ..!! ** هكذاحال أهم خدمتين في حياة المواطن - الصحة والتعليم - وباعتراف ولاة أمرها ،وبولاية تسير بمواردها الركبان كل موسم ..ولاية بحاجة إلى مائة مؤسسة صحية لتصل مرحلة التغطية المعقولة ، وليست الممتازة ولا الجيدة ..والمدهش فى تبرير الوزير لهذا العجز قوله : ميقات بداية السنة المالية هو السبب ، بحيث يوليو لايصلح بأن يكون شهرا لبداية السنة المالية بوزارته لدخول موسم الأمطار ووعورة الطرق ، ويطالب بإعادة النظر في السنة المالية لتحقيق أكبر قدر من التنمية الصحية ، أو كما برر سيادته ..تأمل : هذا التبرير المراد به إقناع عقول الناس بأن : موسم الخريف يعيق التنمية الصحية .. وفى التعليم أيضا ذات الحال من العجز ، بحيث الولاية بحاجة إلى تدخل عميق وسد نقص أكثر من الف وثمانمائة معلم لإصلاح حال تعليم تلاميذها ، أوكما قال الوزير .. هكذا حال الصحة والتعليم في ولاية هى الأعلى ضجيجا بشعارات ومسميات ومهرجانات التنمية .. سادتى : إذا تخطت التنمية في بلاد الدنيا والعالمين صحة الإنسان وتعليمه ، تسمى ب ..( ألعاب نارية ) ..!! إليكم - الصحافة –الثلاثاء 19/05/2009 .العدد 5709