!! * جاء فى عمودى الأمس لصديقينا الاستاذ محجوب عروة والباشمهندس عثمان ميرغنى بعض الاشياء التى أحب أن أناقشها معهما واشرك معي القراء وارجو أن تكون سنة حسنة نداوم عليها !! * أستاذنا ورئيس تحرير صحيفتنا وصاحب العمود المقروء (قولوا حسنا) شاركنا أمس بقلمه المميز فى الكتابة عن الظلم الذى تعرضت له الزميلة (لبنى)، ولا غرابة في ذلك فهو صاحب مواقف صلبة ومميزة، فضلا عن خبرته في مجال الصحافة التي تضمن النجاح لأية مطبوعة صحفية يكون على رأسها. * وجاء مقاله كالعادة يحمل القول الحسن والنقد الهادف والنصح الجميل للحكومة بقفل هذا الملف بما يحفظ لكل جهة حقوقها، إلا أن( الحلو ما بيكملش) كما يقول أهلنا فى مصر، فلقد حمل المقال تحريضا صريحا لشرطة أمن المجتمع بمداهمة أهم مناسباتنا الأسرية وهى حفلات الزواج لترى العجب العجاب، حيث تساءل أستاذنا .. (لماذا لا يذهب أمن المجتمع لحفلات الأعراس ويرى العجب العجاب؟!) !! * من الواضح أن الاستاذ يتحدث عن بعض مظاهر اللبس الشاذ في بعض مناسبات الافراح، التي لا شك أنها تجد استهجان واستنكار الكثيرين، أولهن النساء والفتيات أنفسهن، فكثيراً ما نسمع أمهاتنا وأخواتنا ينتقدن مثل هذه المظاهر، ولكن هل شرطة أمن المجتمع هي الجهة الصحيحة التى تتولى علاج مثل هذه المظاهر؟! * تخيل يا أستاذ عروة أن شرطة أمن المجتمع قامت بمداهمة أحد بيوت الأفراح لضبط هذه المظاهر الشاذة، فما الذي سيحدث في رأيك؟! لا شك ان أكثر المعادين لتلك المظاهرسيعترض على هذه المداهمة بل ربما يتصدى بنفسه مع بقية المتصدين للشرطة ويحدث ما لا تحمد عقباه، وهنالك الكثير من التجارب المؤلمة في هذا المجال، وأذكر في هذا المجال حديثاً طيباً لدكتور محمد محي الدين الجميعابي معتمد أم درمان السابق، ظل يكرره في زياراته المستمرة لمراكز شرطة النظام العام، وقد حضرت إحداها، بأن لا يقربوا بيوت الأفراح إلا عند حدوث ما يستدعي ذلك فقط مثل الفوضى والشغب، لأن السودانيين بطبيعتهم لا يقبلون تدخل الآخرين في خصوصياتهم، حتى لو كانت الشرطة، ويتعاملون مع هذا التدخل بحدة شديدة، فما بالك بأمر يتعلق بأخواتهم أو بناتهم ؟! وبالفعل شهدت فترة الدكتور في ام درمان انخفاضاً ملحوظاً لتجاوزات شرطة النظام العام واحتكاكاتها مع المواطنين!! * يقيني أن الأستاذ عروة لم يكن يقصد تحريض شرطة أمن المجمتع، وإنما إجراء مقارنة بين التهمة التى وجهت للأخت ( لبنى) بدون سبب مقبول وبعض المظاهر الشاذة في بيوت الأفراح، وأرجو ألا تنفعل الشرطة مع هذا التحريض (غير المقصود) فتتحول بيوت الأفراح الى فوضى تهدد النظام العام، فهذه المظاهر لها أسباب متعددة لا تعالج بالقانون فقط، خاصة إذا كان محل جدل وخلاف !! * مقال الباشمهندس عثمان عن زيارة والي ولاية الخرطوم دكتور الخضر لمنطقة الخليلة (مسقط رأس الباشمهندس)، جاء رائعا ومتميزا مثل كل ما يكتب أبو عفان، ولكن ألا يتفق معي أنه بالغ في مدح الرجل وأن مثل هذا المدح مما يفسد الحكام، خاصة أن ما وعد به لم يتحقق بعد؟! وارجو أن يكون تعليقي هذا حافزا للأخ الوالي لتنفيذ وعوده حتى يكون حسن ظن عثمان به في محله !! مناظير [email protected] جريدة السودانى، 11 أغسطس ، 2009