الأمطار الخريفية الأخيرة شكلت للكثير من المواطنين خطراً بيناً.. حيث تعرضت بيوتهم وممتلكاتهم للخطر.. وحقيقة ركود وثبات المياه وسط المساكن يهدد صحتهم وأرواحهم، حيث بح صوت الشكاة والمطالبين لحل تصريف مياه الخريف الأمر الذي أصبح مثل «حجوة أم ضبيبينة».. كل عام تغرق عاصمة السودان الحضارية في «شبر موية الأمطار».. لا أعرف لماذا لا تكون هناك خطة فنية مدروسة قابلة للتنفيذ على أرض الواقع توقف هذا الوجل.. ولا أعرف روعاً وخوفاً أكثر مما تبدى في هؤلاء المساكين وهم يجابهون الخريف بمعاولهم وجرادل المياه.. يشفطون مياه دورهم إلى الخارج لترتد إليهم مرة أخرى، ذلك لأن معظم المجاري مغلقة.. وكثير من البيوت المتهدمة كانت بسبب عدم قدرتها على مجابهة السرعة التي هطلت بها الأمطار.. ولا أظن أن أضرار الأمطار الأخيرة كانت بسيطة، بل تضرر الكثير من المواطنين بصورة أو بأخرى.. يتعشم مواطن الولاية «العاصمة» في إيجاد حل جذري للوقوف دون الآثار السالبة للخريف، الذي يترجاه المزارع في الحقل والساسة للمخزون الإستراتيجي.. وحتى لا يصبح الخريف الجميل عند البعض مصدراً للخوف والقلق والأرق النفسي لابد من عمل جاد من أهل العزائم على كافة المستويات.. وحتى يسهل على المواطنين المتعرضين سنوياً لهذا الخطر، لابد من يد حانية تحاول أن تخفض من أسعار مواد البناء الثابت، لمواطنين معظمهم دخولهم محدودة جداً جداً.. بل لو حاول أي «هميم» في هذا البلد حساب معادلة الدخول وأسعار المواد البنائية الثابتة، لوجد فروقات كبيرة جداً جداً بل لظن أنه من المستحيلات أن يستطيع هؤلاء توفير «طوبة طوبتين» ناهيك عن الأسمنت والحديد و.. و... آخر الكلام: كل عام تكشف أمطار الخير والرحمة عورات المواطنين الغلابى الذين يحتاجون للمزيد من الاهتمام والعمل الخالص لوجه الله.. فهل يجد هؤلاء ضالتهم.. الله رسوله أعلم. سياج - آخر لحظة الجمعة 28/08/2009 العدد 1099 [email protected]