* ما الذي يخشاه المؤتمر الوطني من تأجيل الانتخابات بضعة أشهر حتى تكتمل التجهيزات الكفيلة بإقامة انتخابات مبرأة من العيوب والتجاوزات التي قد تفتح الباب واسعا أمام الانتقادات والأقاويل والإدعاءات حول نزاهتها، أو تتيح الفرصة لإثارة القلاقل والاضطرابات بحجة عدم نزاهتها؟!. * تشير كل الدلائل إلى عدم اكتمال الاستعدادات لقيام الانتخابات باعتراف نائب مفوضية الانتخابات نفسه الذى قال فى حوار مع صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية الصادرة أمس ان طباعة بطاقات الاقتراع لم تكتمل بعد، كما اعترف بوجود أخطاء فى عمليات التسجيل؟! * وعندما سئل السيد نائب رئيس المفوضية عن تعقيد العملية الانتخابية التي تتضمن الاقتراع على عدة بطاقات في نفس الوقت، مما يهدد بوجود اوراق تالفة كثيرة تؤثر على النتيجة، وان المفوضية لم تقم بتقديم الارشادات الكافية للناخبين، رد على ذلك بأن نسبة الاوراق التالفة في بروفة انتخابية أجريت في أحد المراكز بالخرطوم لم تزد عن ورقتين تالفتين فى كل ورقة، (أي 2%) بالمفهوم الاحصائى البسيط، فإذا كان الحال كذلك في مركز بالخرطوم العاصمة منطقة الوعي والكثافة التعليمية العالية، وفي بروفة جرت في اجواء مريحة وليست مشحونة أو مضغوطة بضيق الوقت والازدحام، فكيف يكون الاوضاع في مناطق نائية وطرفية؟!. * إذا افترضنا أن نسبة الأصوات التالفة ستكون (10%) وهو أقل تقدير في ظروف السودان، فإن عدد البطاقات التالفة سيكون حوالى (700 ألف) بافتراض ان نسبة التصويت (60 %) من عدد أصوات الناخبين الذى يبلغ (13 مليونا)، وهو عدد كبير سيؤثر بدون شك على النتيجة النهائية للانتخابات ويؤدى لحدوث مشاكل!!. * لا أريد أن اعيد هنا ما ذكرته من قبل عن الانتخابات البرلمانية والمجالس المحلية في اسكتلندا عام 2007 التى سنحت لي الفرصة لتغطيتها بدعوة من الحكومة البريطانية، وبلغ فيها عدد البطاقات التالفة (142 ألف) بطاقة أو حوالى (7%) من أصوات الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم وهو ما أحدث ضجة كبيرة ودعا إلى تقديم الكثير من الطعون، وقد عزا الخبراء والمحللون هذه النسبة الكبيرة للأصوات التالفة إلى تعقيد العملية الانتخابية برغم أنها كانت تتضمن الاقتراع على بطاقتين فقط، فإذا كانت تلك هي أسكتلندا صاحبة الإرث الانتخابى الطويل والنسبة العالية للذين يعرفون القراءة والكتابة، فكيف سيكون الوضع في السودان بمساحته الشاسعة ونسبة الأمية العالية، الذى سيقترع فيه الناخبون على ثماني بطاقات في فترة زمنية ضيقة جداً!!. * عندما يطالب الناس بتأجيل الانتخابات فإنهم يسعون في حقيقة الأمر إلى ضمان قيام انتخابات عادلة ونزيهة، تبشر ببداية جيدة لعهد ديمقراطي جديد وحقبة جديدة لوطن عانى طويلاً وحان الوقت ليرتاح، ولكن يبدو أن المؤتمر الوطني يريد الفوز بأية طريقة حتى لو بقطع الأيدي؟!. مناظير - صحيفة السوداني [email protected] 27 مارس 2010