نبقى مع كتاب الشيخ عبد السلام البسيوني \"مشايخ ظرفاء\" الذي يحاول فيه نفي تهمة التجهم وثقل الدم عن الدعاة والفقهاء والوعاظ، وأعود الى شيخي المفضل في كتابه، أعني الدكتور السعودي عبد الله المطلق ففي أحد برامجه التلفزيونية اتصل به مستفت من اليمن وقال : يا شيخ : أنا أدخل بالجوال في دورة المياه، ومخزّن فيه القرآن الكريم ، فهل يجوز ذلك ؟ جاوبه الشيخ المطلق :لا بأس! فكرر السؤال فقال : لكن فيه القرآن مخزن ؟! قال الشيخ : يا أخى لا بأس هو محفوظ في ذاكرة الجهاز !فراجعه السائل: هذا القرآن يا شيخ.. هل يجوز أن يدخل دورة المياه؟! فقال: أنت حافظ شي من القرآن؟ فرد: نعم يا شيخ حافظ الكثير .. فقال الشيخ : خلاص اذا بغيت تدخل دورة المياه خل مخك برا ! وأعود أيضا الى الشيخ عبد الحميد كشك، وكان يقول عن بابا النصارى ، ناعيًا أن المسلمين لا رأس لهم : آه ياني ، يللي مالناش بابا .. ويشبه هذا ما يقول شيخنا القرضاوي ، هُمّا لهم بابا ، واحنا مالناش لا بابا ولا ماما ! وكم كان يسخر من الممثلين والمطربين المعروفين ، ومن كلمات الأغاني التي لا تعجبه ، ويتخذ من ذلك مادة لفكاهته ؛ فمن مأثوراته الساخرة التي ذاعت عنه : كنا نبحث عن إمامٍ عادل، آمْ طِلِعْ لِنا عادل إمام، وهاجم أم كلثوم ذات مرة : امرأة في السبعين من عمرها تقول: خدني لحنانك خدني .. يا شيخة ربنا ياخدك وتريّحينا ! ونعطف مرة أخرى على أحد أشهر علماء الإسلام المعاصرين الشيخ ابن عثيمين، ومن سرعة بديهته ومزحه اللطيف أن سائلاً سأله رحمه الله : إذا انتهيت من الدعاء ؛ إيش اسوي يا شيخ ؟ فقال الشيخ بسرعة : نزل يدك ! وسئل ذات مرة : إذا كان القارئ يستمع إلى المسجّل فمرّ بسجدة تلاوة ، هل نسجد للتلاوة ؟ فقال الشيخ : إيه ، إذا سجد المسجل سجدة التلاوة فاسجد معه! ومن أجوبته اللطيفة عن سؤال يقول فيه صاحبه إنه متزوج ويريد الزواج بالثانية بنية إعفاف فتاة ومحاربة العنوسة : فقال له الشيخ ابن عثيمين أعط المال لشاب فقير يتزوجها، وخذ اجر الاثنين! وصادف أن أحد كبار السن من أهل البادية صلى في مسجد الشيخ ابن عثيمين - وهو لا يعرفه - وعندما كان الشيخ في صلاة جهرية نسي أثناء القراءة إحدى الآيات ، فذكّره بها أكثر من شخص خلفه، وعندما انتهى الشيخ من الصلاة أشار للحاضرين أن التذكير لا يكون بهذا الشكل الجماعي ، وأن واحدًا يكفي عن البقية ، فقال البدوي الشيبة : بس المفروض أن الشايب اللي مثلك ما يعرف يقرا، يصف ورا ، ويخلي الصلاة لأهلها ! ومن النوادر التي يحكيها البسيوني على لسان الشيخ يوسف القرضاوي أن شرطيا ضبط شخصًا يقول : الله يخرب بيتك يا عبد الجبار ، فقبض عليه ، ولما قدمه إلى الضابط سأله : إيه تهمته يا عسكري ؟ قال : يا سيادة الضابط ، دا غلط في اسم رئيس الجمهورية ! ومنها أن شرطيا ضبط شخصًا يدعو من قلبه على الحكومة الظالمة ، وصرخ فيه : انت بتشتم الحكومة يا مجرم ؟! فقال الرجل : أنا قصدي حكومة المجر يا بيه ، فرد العسكري: إنت مفكر إنك ها تضحك علينا ؟ هُوّا فيه حكومة ظالمة إلا حكومتنا ؟! ومنها أن الحكومة - لسبب ما - كانت تقبض على الجِمال، فوجد الناس حمارًا يعدو ويشتد ، ليختبئ من رجال الأمن الذين يبحثون عن الجِمال ، فسألهم أحدهم : لماذا تختبئ ، وإنما تأخذ الحكومة صنف الجمال ، خايف من إيه وانت البعيد حمار مش جمل؟ فقال : حِلني، علشان أثبت لهم اني حمار مش جمل ، هايكون ضاع نصف عمري! أخبار الخليج - زاوية غائمة [email protected]