!! * يبدو أن المتطرفين أو المزاج المتطرف في الطريق الى السيطرة على العالم.. في الشرق وفي الغرب على السواء!! * ظلت كندا على الدوام أكثر الدول قبولا لثقافات وفكر ومعتقدات الآخرين بدون أدنى حساسيات أو قيود، وقد انعكس ذلك على كل شيء تقريبا، ولم تحدث إلا نادرا أية حالات صارخة لانتهاك حقوق الآخرين أو إساءة معاملتهم!! * من الطبيعى جدا أن ترى المرأة المسلمة التي ترتدى الحجاب أو النقاب، أو الرجل السيخي المتزمت الذى يتمسك بالعمامة واللحية ولا يتخلى عنهما لاى سبب من الاسباب في كل مجالات الحياة بدون ان يلفت ذلك نظر أحد او يثير حساسية أحد، ولقد أفتت المحكمة العليا الكندية قبل بضعة أعوام بحق السيخ العاملين في جهاز الشرطة الكندية باطلاق لحاهم وارتداء العمامة، فصار من المألوف أن ترى شرطيا كنديا ملتحيا ويرتدى العمامة بدلا عن الكاب !! * يمنع القانون الكندى منعا باتا التمييز بين أفراد المجتمع على أساس الدين أو الجنس أو اللون أو اللغة أو العمر.. إلخ، ويعتبره من الجرائم الكبرى، بل إن المواطن الأجنبي الذي يقيم في كندا ولم يحصل بعد على الجنسية الكندية يتمتع بنفس الحقوق التى يتمتع بها المواطن الكندي ما عدا حق المشاركة في الانتخابات !! * ولا يجرؤ أى شخص (أو جهة) في كندا ان يلزم مسلما أو هندوسيا او يهوديا.. إلخ، بالعمل في المناسبات الدينية أو أوقات العبادة، ويعاقبه القانون إن فعل، وبقدر ما يسمح القانون بإقامة الكنائس وتقديم الدعم الحكومي او الشعبي لها، فإنه يعامل المساجد والمعابد..إلخ، بالمثل !! * على هذا الأساس المتين من الحريات، ظلت كندا هي المكان المفضل للكثير من افراد الطوائف الدينية والأفكار ولغيرهم من الذين يبحثون عن الامن والأمان لممارسة حياتهم ومعتقداتهم بحرية وسلام..!! * غير أن حكومة مقاطعة (كويبك) التى ينتمي جل سكانها لأصول فرنسية ويتحدثون اللغة الفرنسية، أفصحت عن مشروع قانون (ستجرى مناقشته في المجلس التشريعى للمقاطعة في الشهر القادم) يمنع إرتداء غطاء للوجه في الأماكن الحكومية سواء للعاملين أو طالبى الخدمات وذلك على خلفية نزاع بين استاذ في مادة اللغة الفرنسية وتلميذته المنقبة التى طالبها بنزع النقاب لمسائل تعليمية فرفضت، ولقد أحدث مشروع القانون ضجة كبرى خاصة في أوساط المثقفين والصحفيين لتناقضه مع المبادئ الليبرالية الراسخة التى تتمتع بها كندا، بينما قابله أغلبية المواطنين بارتياح بالغ واعتبروه حماية واجبة وضرورية لثقافتهم التى تهددها الثقافات الوافدة.. وهو ما اعتبره الكثيرون تغيرا كبيرا في المزاج الكندي المعتدل لصالح الغلو والتطرف.. فهل نحن على أعتاب مواجهة بين المتطرفين والمهووسين في العالم ؟! مناظير - صحيفة السوداني [email protected] 29 أبريل 2010