وما نيل المطالب بالتمني ×× ولكن تؤخذ الدنيا غلابا وهكذا دقت ساعة العمل \"الفوري\" ولابد من تحرك سريع لاهتبال الفرصة المتمثلة في ولادة طفل صيني بمخين .. نعم عنده \"2 مخ\" وهو في صحة جيدة ومشكلته الوحيدة أن وجود مخين في جمجمته يحرمه من النوم .. والرأي عندي هو ان نقوم بتشكيل لجنة قومية تمثل جميع القبائل العربية من المحيط إلى الخليج لاختطاف هذا الطفل قبل أن يتدخل الأطباء الصينيون بإبرهم العجيبة لاستئصال أحد المخين. والغرض من الاختطاف نبيل وليس إجراميا ، بل لابد من التعهد بإعادته إلى ذويه بعد ان يبلغ الخامسة والعشرين .. يا جماعة نحن بحاجة ماسة إلى هذا الطفل ل \"تحسين النسل\"، فهو يحمل الدواء الشافي والناجح لواحدة من أخطر العلل التي نعاني منها إلا وهي \"النوم\" ... ولابد أن تكون لدينا الشجاعة للاعتراف باننا نعاني من داء النوم .. أفقنا ذات مرة لبرهة قصيرة فوجدنا بلداننا مستعمرة .. فتثاءبنا تعبيرا عن استيائنا ثم واصلنا النوم (فزهج) الاستعماريون منا وعادوا إلى ديارهم، فاستيقظ بعضنا وجلسوا بتثاقل على كراسي الحكم .. وكلما استرسل هؤلاء البعض في النوم، استيقظت مجموعة أخرى واستولت على الحكم، بحيث أصبح تداول السلطة في العالم العربي وقفا على القادرين على الاستيقاظ المبكر. وقبل بضعة قرون راح أسلافنا في نومة ليجدوا أنفسهم في زوارق متجهة جنوبا عبر مضيق جبل طارق.. ولكنوا خلفوا وراءهم في الأندلس فيروس النوم فأصبح الاسبان الأمة الأوروبية الوحيدة التي تعرف نوم القيلولة \"السيستا\"، ولولا ان ادركتهم رحمة من ربي لاصبحوا مثلنا ينامون عقب كل صلاة .. شاعرنا القديم كان فخورا بحبيبته لأنها \"نؤوم الضحى\".. وفي السودان ، في عام 1971 استثمر العسكريون الشيوعيون وباء النوم هذا بذكاء شديد وحركوا قواتهم بعد أن تناول الشعب السوداني \"الشغيغ\" طعام الغذاء وهجع.. واستولوا على السلطة من دون أن يحس بهم أحد واذاعوا بيانهم رقم واحد واعلنوا حظر التجوال، وفي الخامسة مساء استيقظت الجماهير من نومة القيلولة وتدفقت إلى الشوارع لاستئناف حياتها العادية واسقط في يد الجنود المناط بهم تنفيذ حظر التجوال. ماذا يفعلون بتلك الملايين \"اللي مش جايبة خبرولم تسمع بسقوط حكم نميري؟\" المهم بحلول صباح اليوم التالي كانت أجهزة الاعلام قد أكدت الخبر فخرجت مظاهرات التأييد للانقلاب هادرة ، وسرت همهمات المعارضة مستنكرة.. وفي اليوم الثالث لجأ انصار نميري إلى نفس الحيلة.. انتظروا حتى اتت \"الملوخية والبامية والفاصوليا\" مفعولها وقاموا بتحرك مضاد حتى وصلوا إلى أبواب القصر الجمهوري حيث كان نميري محتجزا ، واضطروا إلى إطلاق زخات من الرصاص على نافذة الغرفة التي كانت سجنه لإيقاظه والايعاز إليه بالفرار من القصر حتى يتسنى لهم مقاتلة القوات اليسارية . عاد نميري إلى السلطة التي حرم منها ثلاثة أيام ولكن الجماهير الوفية لم تعرف ذلك إلا بعد ساعات طويلة بالرغم من أن اليساريين ظلوا يقاتلون انصار نميري من شارع إلى شارع فكان أن هرع البعض إلى مكاتب البريد لإرسال برقيات التأييد إلى الحكومة اليسارية وهم لا يدرون انها كانت دفتها بين قتيل وسجين، وهكذا جنى مرض النوم على الانتهازيين مؤيدي كل حكومة.. فقد ألقى نميري بكثيرين منهم في السجون، وقد شهدت مختلف البلدان العربية الكثير من المضحكات المبكيات بسبب داء النوم هذا، فمنها من لم يستيقظ اهله بعد ليكتشفوا أن هناك اشياء مثل السينما والاتاري وعربسات (وهو للعلم قمر صناعي ناقل لفيروس النوم من خلال القنوات التلفزيونية التي ظل ينوء بحملها) . المهم.. الحل يكمن في إلقاء القبض على ذلك الصيني واستغلاله لإنجاب سلالات عربية ذات مخين حتى لا يعرف النوم طريقه إلى عيون \"الأمة\" وحتى يكون للإنسان العربي مخ \"احتياطي\" يقوم مقام المخ الأصلي المخلخل أصلا! أخبار الخليج - زاوية غائمة [email protected]