في أواخر أكتوبر المنصرم، نشرت صحيفة \"المصري اليوم\" حكاية مهندسة بترول، طلبت الطلاق بعد شهر واحد من الزواج، وكانت هذه السيدة قد جلست مصادفة خلال رحلة جوية بجوار رجل اتضح انه مهندس، فكانت نظرة فهمسة فلمسة، وبعدها بأسبوع حدث الزواج.. الحب \"في طيارة\" لا يختلف كثيرا عن الحب عبر فيسبوك، بل إن الحب من خلال فيسبوك يستغرق عادة شهورا وربما سنوات، وعندما ينتهي حب كهذا بالزواج، ينتهي الزواج في معظم الأحوال بالفراق، وهكذا تكون عادة نهاية الحب الترانزيت.. يا جماعة أحيانا يتزوج طرفان بعد تعارف ولقاءات متكررة وتزكيات من الأقارب والأصدقاء ثم يتضح أن أحد الطرفين أو كليهما كان يجيد \"التمثيل\"، ويظهر على حقيقته بعد الزواج، فما بالك بزواج ينجم عن ونسة داخل طائرة ثم تتواصل الونسة عبر التلفون وبعد سبعة أيام يقرر المتونسان الزواج، وما بالك بزواج ينجم عن علاقة الكترونية عبر الانترنت، يرسم خلالها كل طرف صورة زاهية لنفسه ويتم تبادل عبارات من نوع: سبحان الله.. أنا وأنت نتفق في الطباع والعادات والمزاج.. ويتم تبادل أرقام الهواتف و: سبحان الله.. صوتك يطابق صورتك.. ثم تأتي مرحلة الاتفاق على لقاء ولو تطلب ذلك الضرب على أكباد الإيرباص أو البوينج.. وعند اللقاء: يا سلام.. شخصيتك الحقيقة أحلى من شخصيتك الافتراضية (اقرأ العبارات أعلاه وأدناه بصيغتي المذكر والمؤنث).. ثم يقرران التصعيد والحصول على التصديقات والموافقات الرسمية: أنا لقيت شريك الحياة اللي كنت بحلم به، ومش حتنازل عنه أبداً مهما يكون.. أبدأً.. \"أبدن\"، ولكي لا أستمر في هذا السيناريو الافتراضي تعالوا نسمع من مهندسة البترول المصرية لماذا طلبت الطلاق من رجل عشقته من أول كلمة ونظرة: يا حضرة القاضي، إحنا متجوزين من شهر، وأحلف لك أن جوزي ما استحماش ولا مرة واحدة من تاريخ الجوازة المهببة دي.. قال إيه؟ قال عندي حساسية من الميّه! بالذمة ده اسمه كلام؟ يعني الميه بتعمل له حساسية لما تلمس جلده وما بتعملهاش لما يشربها؟ طنطنت ونقنقت عشان اقنعه يستحم بس مفيش فايدة.. قال لي بصريح العبارة: ديه عادتي.. ما بحبش استحم!! ولما طلبت منه الطلاق، رفض، وأديني قدامك يا سعادة القاضي طالبة الطلاق للضرر الذي أصاب جيوبي الأنفية وسبب لي عسر الهضم! تخيل لما نكون على تربيزة السفرة ويرفع إيده عشان يتناول حاجة.. يييع.. يييخ.. بروح في غيبوبة! ولما اعترف الرجل أمام القاضي بأنه يكره الاستحمام صدر الحكم بالتفريق بينهما. بعد أن قرأت حكاية السيدة التي اتضح لها انها تزوجت رجلا من فصيلة التيوس (لو عندك مخ ستستنتج أن الرجل لا يصلي!! أخذا في الاعتبار أن الزوجة لم تذكر في شكواها منه أمراً يتعلق بالحرمان من حقوق شرعية!!).. المهم أنني وبعد ان قرأت تلك الحكاية حمدت الله على أنني عقدت قراني ثم سافرت الى لندن لدراسة فنون العمل التلفزيوني من دون ان اصطحب زوجتي معي!! ولو كنت أيها القارئ قد تابعت هذه السلسلة من المقالات، قد تذكر ما كتبته قبل أيام عن إقامتي في سكن طلابي كانت فيه أماكن الاستحمام بلا أبواب، فمكثت 10 أيام أو أكثر بلا استحمام طلبا للستر الذي هو أهم من النظافة في مثل تلك المواقف! وتخيل حالي لو كانت معي زوجة،.. فضيحة خلع في محاكم الخواجات!! لا أفهم لماذا يستحم الخواجات وهم عرايا أمام آخرين عرايا؟ غزوا الفضاء واخترعوا كل الضروريات والكماليات وينفقون التريليونات على الأسلحة لقتل مواطني الدول الغلبانة ولكن عندما يتعلق الأمر بالستر وتركيب أبواب للحمامات يقولون: لابد من ترشيد الانفاق. أخبار الخليج - زاوية غائمة [email protected]