اكتشفت أنني جاهل وأمي وغير مواكب لأي شيء عندما تلقيت رسالة تتضمن »تنبؤات امرأة اسمها ماغي فرح لعام 2011«، فقد كتبت اسمها في محرك البحث قوقل فإذا بها موجودة في آلاف الصفحات وعشرات المواقع، وهكذا اكتشفت وجود مواقع متخصصة في التنجيم وقراءة الطالع والنازل، وكنت في نهاية كل عام انتظر تنبؤات شخص يسمى الألوسي ويسبق اسمه لقب دكتور، ولم أسمع من قبل عن وجود جامعة أو روضة في أي بقعة في العالم تعطي الدرجات فوق الجامعية في التخريف والشعوذة، ولكنني سمعت أنه كان يملك محلا لقراءة الطالع في بغداد، وكان معظم زبائنه من النساء، وفجأة صار يتنبأ في أوضاع الأمور في فنزويلا وكمبوديا وكندا، وكان قد تكهن في مطلع عام 2003 بأن نظام صدام حسين سيعقد سلاما دائما مع الولاياتالمتحدة، وبعدها بنحو شهرين كانت القوات الأمريكية قد دخلت بغداد وكان ما كان من أمر القبض على صدام حسين وإعدامه،.. ربما كان الألوسي يقصد ان الموت يعني السلام والسلامة من مشاغل الدنيا، وكنت أحرص على متابعة خطرفات الألوسي من باب التسلية لأنها لا تخلو من الاستهبال الذي يميز تكهنات أكبر مستهبل في التاريخ »نوستراداموس«، فهو ذكي أحيانا بحيث يقول كلاما من شاكلة ما تقوله ضاربات الودع: عمرك طويل، بس أجلك قصير، فتكون تكهناته: سيتعرض زعيم معروف لاسهال، وسيخسر الحزب السمبوكسي بالبشاميل الانتخابات في آيسلندا، بينما يتعرض زعيم غربي لمحاولة اغتيال. ثم اطلعت على تنبؤات ماغي فرح التي لم اسمع بها من قبل رغم وجود مئات الآلاف الذين ينتظرون »رجمها بالغيب«، ولاحظت أن ماغي هذه متواضعة مقارنة بالألوسي فهي تقصر نشاطها في مجال الأبراج، وقالت فيما يتعلق بحظوظ الناس العام 2011 أنه »سيكون مقسّماً... يتغير الوضع الفلكي وينتقل كوكب الحظ في النصف الثاني من السنة. بمعنى أن بداية السنة ستكون جيدة على البعض ونهاية السنة جيدة على البعض الآخر. (ومثل هذا الكلام لا يصدر إلا عن شخص شرب شوربة ماجي منتهية الصلاحية) لكنّ هناك برجين يمتلكان حظوظاً كثيرة هذا العام وسيتخلّصان من الكثير من المعاناة والضغوط وهما القوس والجوزاء. أما العذراء فسيكون الحظ بالنسبة إليه تصاعدياً... كيف يملك مواليد القوس والجوزاء حظوظا كثيرة وهم سيتخلصون من الكثير من المعاناة والضغوط؟ معنى كلامها أنهم سيعانون من بعض الضغوط والمعاناة حتى وإن تخلصوا من الكثير منها.. ويبدو أن ماغي التي تعاطت شوربة ماجي آنفة الذكر لا تعرف معنى كلمة »تصاعدية« ولا تعرف أنني عذراء (هذا ما يقوله عني جماعة الأبراج بحكم انني من مواليد الأول - وليس الفاتح الله يخليكم - من سبتمبر، رغم أنني صاحب عيال!!) فكيف يكون مواليد القوس والجوزاء أحسن مني حظا بينما حظي تصاعدي أي في تحسن مستمر«؟ نواصل بعد الفاصل: أما الأبراج سيئة الطالع، فهي الجدي والميزان. (الله يصبركم يا جماعة الجدي وهو اسم يطلق في الخليج على التيس، وهاردلك يا جماعة الميزان لأنه سيختل خلال العام الجاري وعندنا شواغر في برجي - العذراء - وأنا مستعد أكفل أي شخص جدياوي أو ميزاناوي حتى نهاية العام نظير ألف دولار شهريا، ولا تشيلوا هم لأنه تبقى من السنة 9 أشهر وقبل قليل طلب الرئيس اليمني السماح له بالحكم لتسعة أشهر، ولكن المعارضة قالت له »ولا تسعة أيام«) أما السرطان فسيكون في نصفه الثاني أفضل نوعاً ما من النصف الأول لكنه ليس الأفضل بالمعنى الدقيق. (أُمّال بالمعنى العجين؟) فستكون بداية العام مربكة بين كانون الثاني (يناير) وحزيران (يونيو).. وأرجو من القارئ ان يحاول أن يعرف معنى »مربكة« لأنها كلمة تصلح أساسا لوصف ما يجري في منطقة الجزاء في كرة القدم، وربما تقصد ماغي ان جماعة السرطان سيتخلصون من الربكة بالخضوع للعلاج الكيميائي بعد يونيو. [email protected]
