الأسوة الحسنة /القدوة السيئة الأسوة الحسنة هي الإقتداء بأهل الخير والفضل والصلاح في كل ما يتعلق بمعالي الأمور وفضائلها.وكلمة أسوة أعم وأشمل من كلمة قدوة ففي الأسوة الأخذ بالكلية في جميع المعاملات والأحوال ،، أما كلمة القدوة تميل إلى المحدودية في الإقتداء وليس الأخذ بالكلية، قال تعالى :[ ولكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا] والأمر هنا للأخذ بالكلية في جميع أحوال النبي ص وليس مجرد الإقتداء ،، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال :"قدم رسول الله ص فطاف بالبيت سبعا ، وصلى خلف المقام ركعتين ، وطاف بين الصفا والمروة وقال :{ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله ص قال :{ ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي ، إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها لتخلف من بعدهم بخلوف جمع خلف وهو الخالف بشر يقولون ما لا يفعلون ، ويفعلون ما لا يؤمرون ، من جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل }وعن عمر رضي الله عنه أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله ،فقال :" إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت النبي ص يقبلك ما قبلتك" من ذلك نفهم أن النفوس مجبولة على حب الإقتداء ، والعاقل من أحسن إلى نفسه ، وصدق معها في إختيار القدوة الصالحة التي تنتفع بها أزكى إنتفاع في عاجل أمرها وآجله ، وليس ثمة قدوة حسنة أفضل ولا أنفع ولا أزكى ممن هو خيرة الله لعباده محمد ص . القدوة السيئةتعني الإقتداء بأهل الزيغ والضلال والفساد بما يتعلق بأسافل الأمور ورذائلها ، قال تعالى :[وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا ءاباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ، قل أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلنا به كافرون] وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله ص يقول :{إن الله يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا}وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال :قال رسول الله ص :{ لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها، لأنه كان أول من سن القتل}وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي ص قال :{ لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموه} قلنا اليهود والنصارى ؟ قال : {فمن؟} ويكفي بالمقتدي بغيره في السوء مذلة وخسارة : أنه قد أسلم قياده لمن يورده في الدنيا موارد الهلكة ، ثم يوم القيامة هو من المتخلين عنه المتبرئين منه، قال تعالى:[ إذ تبرأ الذين أتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب] ،،،اللهم اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين .اللهم آمين. هنادي محمد عبد المجيد [email protected]