اللهم لا اعتراض في حكمك، فها هو الطب الحديث يسعى إلى انتهاك رجولتنا لنصبح مثل الحريم «لا مؤاخذة»! وكل العبث الذي يقوم به العلماء في زماننا هذا يهدف إلى إذلال الذكور من العرب! وإلا فماذا تسمي ما أعلنه باحثون بريطانيون من إمكان أن يحبل الرجل؟ يعني رجل اسمه مثلاً عنترأبو شوارب قد يتغيب عن العمل لأنه حامل أو على وشك الوضع! خلاص: سبر العلماء أغوار كل شيء وتوصلوا إلى علاج لنزلات البرد ومصل واق من الملاريا ولم يبق أمامهم ما يفعلونه سوى أن يتوصلوا إلى طريقة نحمل بها نحن الرجال البواسل! والمحزن حقاً أننا نحن رجال ما يسمى الوطن العربي، لم نأخذ بعد حقنا من الفياغرا، لان حكوماتنا لاتزال تحك فروات رؤوسها للبت في أمر تداول ذلك العقار، بدون وصفة/ روشتة طبية خوفاً من أن يلهينا عن قضايانا المصيرية! ثم يقول لنا علماء بريطانيا: مبروك بإمكانك أن تحبل وأن تلد من دون الحاجة إلى امرأة؟ واضيعة شواربنا واشماتة أبله ظاظا بنا! تخيل عزيزي القارئ أن تجد تنويهاً في هذه الصحيفة يقول: نعتذر عن نشر مقال الزميل جعفر عباس هذا الأسبوع والأسابيع التالية لأنه نزيل مستشفى أمراض الرجال والولادة بعد أن أنجب بنتاً بعملية قيصرية! مصيبتنا نحن الرجال العاربة والمستعربة هي أن الله حبانا بكروش رحبة، مما يجعلنا أفضل حقول التجارب للحمل والإنجاب الرجولي، فالرجل العربي وبفضل البسطة في كرشه، يستطيع أن يحبل بأربعة توائم دفعة واحدة: واحد داخل المريء والثاني في المرارة والثالث في المصران الغليظ والرابع في البنكرياس! ولأن الرجل العربي يملك مصراناً غليظاً متمرساً في التعامل مع الفول والطعمية والمكبوس والهريس والمنسف والكبة، فإن ذلك المصران سيكون قادراً على استضافة أكثر من جنين وبذلك تنتفي الحاجة إلى إرهاق بقية أجزاء الجهاز الهضمي! كل هذه المساخر بدأت بعدما توصل باحثون أمريكيون إلى عقار يغني النساء عن معاشرة الرجال، أي يوصل المرأة إلى مرحلة الارتواء الجنسي من دون الحاجة إليك يا «فالح»! ويا من يكتنزون الفياغرا: بلوها واشربوا عصارتها! وبما أنني ضعيف الصلة بالعلوم، حديثها وقديمها، فإنني أتساءل: لماذا يريد العلماء للرجال أن يحبلوا وأن ينجبوا؟ هل هناك «أزمة» نساء أو أرحام؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فإن في الصين نحو سبعمائة مليون امرأة. ويطيب لي أن أزف للنشامى بشرى أن نسبة العنوسة بين نساء أوروبا في ارتفاع مطرد، بسبب عزوف الرجال عن الزواج، فهم يريدون صديقات فقط، ولو الأمور ما «زبطت»، يتم البحث عن بديل «ترانزيت»، فهيا يا عرب: عليكم بالأوروبيات وليحجز كل واحد منكم من بينهن زوجة احتياطية تتولى الحمل والإنجاب نيابة عنه، لأن هذه المسألة قد تصبح إلزامية في ظل النظام العالمي الجديد، فمن الوارد جداً أن تستصدر الدول الكبرى قراراً يقول: طالما أن العرب لم يسهموا بشيء في ميادين العلوم والمعرفة خلال العشرة القرون الماضية، فلابد من إلزام الرجال العرب بتولي الإنجاب خلال العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين بدلاً من النساء الغربيات. قلبي عليكم يا عرب الشتات الأوروبي، حتماً ستكونون حقل التجارب الأول في مجال الحمل الرجالي، فأنتم مثل تركيا: لا أنتم هنا ولا أنتم هناك! لا بلدانكم الأصلية تريدكم ولا أنتم تنتمون حيث تقيمون الآن! ستخطفكم من الشوارع العصابات اليمينية وتنقلكم إلى المستشفيات لزرع الأجنة في كروشكم، ولكن لا بأس فطريقة الحمل الرجولي هذه من ابتكار طبيب بريطاني من أصل مصري (هو في الواقع مصري حتى النخاع برغم جواز سفره ذي اللون الأسود). والطريقة اسمها «زفت»! TFIZ نعم زفت مثل حظكم الأغبر الذي حرمكم من أوطانكم الأصلية وحرمكم من الإحساس بالانتماء للبلدان التي تقيمون في غيتواتها. وزفت هذه هي refsnarT naipollaf-retnI etogyZ... الدوام لله أيها السادة سابقاً واحذروا حمى النفاس فهي مهلكة! [email protected]