هو الحسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما، كنيته أبو محمد ، وألقابه كثيرة: منها التقي، والطيب، والمجتبى، والزكي، والسيد، والسبط ، والولي، ،الوزير، والقائم، والحجة، ولكن أعلاهارتبة وأولاها به ما لقبه رسول الله ص وهو السيدلأنه قال ص:{ إن إبني هذا سيد }وقال ص:{ من أراد أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسن بن علي}،، وكان نقش خاتم الحسن العزة للهقال واصل بن عطاء: "كان الحسن بن علي عليه سيماء الأنبياء، وبهاء الملوك، قيل له إن فيك عظمة، قال : "بل في عزة قال الله تعالى:[ ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين]"وقال فيه محمد بن إسحاق:"مابلغ أحد من الشرف بعد رسول الله ص ما بلغ الحسن بن علي ، كان يبسط له على باب داره فإذا خرج وجلي انقطع الطريق فما مر أحد من خلق الله إجلالا له فإذا علم قام ودخل بيته فمر الناس ولقد رأيته في الطريق ماشيا ، فما من خلق الله أحد رآه إلا نزل ومشى " كان سيدنا الحسن بن علي ، جميل الوجه حسن الصورة ، أبيض مشرب بحمرة، أدعج العينين، سهل الخدين ، رقيق المسربة ،كث اللحية ، ذا وفرة ، وكأن عنقه أبريق فضة ، عظيم الكراديس ، بعيد ما بين المنكبين ، ربع القامة ، لا بالطويل ولا بالقصير، مليحا ،من أحسن الناس وجها، وكان يخضب بالسواد ، وكان جعد الشعر ،حسن البدن ، قال الحسن :" من كان يباه بجد فجدي رسول الله ، ومن كان يباه بأم فأمي البتول أو كان يباه بزائر ، فكان جبريل يزورنا، " وطاف بالبيت فسمع رجلا يقول :"هذا ابن فاطمة الزهراء" فالتفت إليه فقال :"قل ابن علي بن أبي طالب فأبي خير من أمي"،، وكان أقمر، جبينه أزهر، ولفظه أعذب ،من الشهد، إذا مشى كأنه البدر إذا بدر ، والوبل إذا أمطر ، وله جمال مماهو غير معهود للبشر، ومن النور والضياء ما تكسب عنه الشمس والقمر ، ومن صباحة وجهه ونضارة خده أن عشقته المرأة البدوية ، وروي في المناقب، أنه دخلت عليه إمرأة جميلة، وهو في صلاته، فأوجز في صلاته، ثم قال لها :" ألك حاجة؟" قالت نعم قال :" وماهي ؟"قالت : قم فأصب مني ، فإني وفدت ولا بعل لي ،قال عليه السلام :"إليك لا تحرقيني بالنار ونفسك "فجعلت تراوده عن نفسه وهو يبكي ويقول :"ويحك إليك عني"واشتد بكاؤه فلما رأت ذلك بكت لبكائه، فدخل الحسين ورآهما يبكيان ، فجلس يبكي وجعل أصحابه يأتون ويجلسون ويبكون حتى كثر البكاء، وعلت الأصوات فخرجت الأعرابية وقام القوم وترحلوا ، ولبث الحسين بعد ذلك دهرا لا يسأل أخاه عن ذلك إجلالا ، فبينما الحسن ذات ليلة كان نائما إذ استيقظ وهو يبكي، فقال له الحسين :" ما شأنك وما يبكيك؟" قال :"رؤيا رأيتها الليلة " قال الحسين : وما هي ؟ قال :"لا تخبر أحدا مادمت حيا" قال نعم قال الحسن :" رأيت يوسف الصديق فجئت أنظر إليه فيمن نظر ، فلما رأيت حسنه وجماله بكيت ، فنظر إلي وقال:يا أخي بأبي أنت وأمي ما يبكيك؟ فقلت رأيت حسنك وجمالك فذكرت امرأة العزيز وما ابتليت به من أمرها وما لقيت من السجن وحرقة الشيخ يعقوب فبكيت من ذلك وكنت أتعجب منه ، فقال يوسف:فهلا تعجبت مما فيه المرأة البدوية بالأبواء؟! "وكان الحسن بن علي يشبه رسول الله ص في الخلقة والخلق ، وكان رسول الله ص يقول له :{ يا حسن أنت أشبهت خلقي وخلقي }ويقول ص :{الولد ريحانة، وريحانتاي من الدنيا الحسن والحسين } ويقول ص:{الحسن والحسين اسمان من أسامي أهل الجنة ولم يكونا في الدنيا وأن الله تعالى حجب هذين الإسمين عن الخلق حتى يسمى بهما ابني فاطمة }قال أبو هريرة رضي الله عنه:" قدم راهب على ناقة له فقال :دلوني على منزل فاطمة ، فدلوه عليها ، فقال لها: يابنت رسول الله أخرجي إلي إبنيك ، فأخرجت الحسن والحسين، فجعل يقبلهما ويبكي ويقول : اسمهما في التوراة شبر وشبير ،وفي الإنجيل طاب وطيب،ثم سئل عن صفة النبي ص فلما ذكروه قال : "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله "وعن أم الفضل زوجة العباس أنها قالت:"قلت يا رسول الله رأيت في المنام كأن عضوا من أعضائك سقط في حجري "، فقال ص { تلد فاطمة غلاما فتكفلينه} فوضعت فاطمة الحسن فدفعه إليها النبي ص فأرضعته.ولما ولدت السيدة فاطمة الحسن رضي الله عنه قالت لسيدنا علي :" سمه"فقال :ما كنت لأسبق بإسمه رسول الله ص فجاء رسول الله ص فقال يا أسماء هاتي إبني} قالت فدفعته إليه في خرقة صفراء ،فقال ص:{ يا أسماء ألم أنهكم أن تلفوا المولود في خرقة صفراء؟}ثم رمى بها وأخذ خرقة بيضاء فلفه فيها وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ثم قال لعلي :{هل سميته؟} فقال ما كنت لأسبقك بإسمه فقال ص :{ وما كنت لأسبق ربي عزوجل }فأوحى الله إلى جبرائيل [أنه قد ولد لمحمد ابن فاهبط فأقرئه السلام وهنه وقل له أن عليا منك بمنزلة هارون من موسى، فسمه باسم ابن هارون ]قال فهبط جبريل فهنأه من الله تبارك وتعالى ثم قال : "إن الله يأمرك أن تسميه باسم ابن هارون "قال ص:{ وما كان إسمه؟} قال: شبر قال ص :{ لسان عربي} قال :"سمه الحسن" فسماه الحسن فلما كان يوم سابعة عق النبي ص بكبشين أملحين وأعطى القابلة فخذا ودينارا ،وحلق رأسه وتصدق بوزن الشعر ورقا أي فضة، ،وعن ابن عباس كان رسول الله ص حامل الحسن ابن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه مرة ، ويقول:{ إن إبني هذا سيد ولعل الله يصلح به فئتين من المسلمين عظيمتين}وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ص أتى بتمرمن الصدقة فجعل يقسمه والحسن بين يديه يتعفر فأخذ الصبي تمرة فجعلها في فمه فلما فرغ النبي ص من القسمة حمل الصبي وقام فإذا في فيه تمرة يلوكها فسال لعابه عليه، فرفع رأسه ينظر إليه فأدخل إصبعه في فمه وقال :{كخ كخ أي بني }وانتزع التمرة ثم قذف بها وقال:{إنا آل محمد لا نأكل الصدقة}وعن علي أمير المؤمنين قال:" رأينا رسول الله ص قد أدخل رجله اللحاف أو في الشعار فاستقى الحسن فوثب النبي ص إلى نعجة لنا فمص من ضرعها فجعله في قدح ثم وضعه في يد الحسن ، فجعل الحسين يثب عليه ورسول الله ص يمنعه، فقالت فاطمة رضي الله عنها:" أبتاه أبتاه كأن الحسن أحبهما إليك" قال ص {ماهو أحبهما إلي ولكنه استقى أول مرة وإني وإياك وهذين وهذا المنجدل يوم القيامة في مكان واحد}ويقصد بالمنجدل علي رضي الله عنه وكان منجدلا ينظر فعلهم. هنادي محمد عبد المجيد [email protected]