* مسكين المواطن السودانى، كل ما حلت به كارثة سارعت الحكومة لنفيها او التقليل من فداحتها لدرجة الاستهانة بأرواح الناس وكأنهم قطيع من الفئران، وليس الأغنام، وكلنا نذكر ونتذكر ولا ننسى ولن ننسى التصريح المشهور بأن عدد القتلى فى دارفور هو عشرة آلاف فقط، وليس ( ثلاثمائة ألف كما تزعم الأممالمتحدة والمنظمات الغربية المرتبطة بالصهيونية والامبريالية والاستعمار). * حسنا، عدد القتلى عشرة آلاف فقط، بل عشرة فقط، فأين هذا من كلام الله سبحانه وتعالى الذى يتشدق النظام انه يحكم به؟ أين هذا من الآية القرانية: " ومن يقتل مؤمناً متعمّداً فجزاؤه جهنّم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً" النساء 93، وأين هذا من الآية القرآنية : " من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً» المائدة 32، وأين هذا من الآية القرآنية: "والذين لايدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النّفس التي حرّم الله إلا بالحق" الفرقان 68 . أين العشرة آلاف الذين قتلوا باعتراف الحكومة من كل هذه الآيات القرآنية أم أن الذين يحفظون القرآن ويزعمون انهم جاءوا ليحكموا به لا يهمهم ما جاء فيه من أحكام وقيم ومفاهيم ؟! .. إن نفسا واحدة تقتل بدون نفس او فساد فى الأرض تساوي نفوس كل الناس، وإن من يقتل مؤمنا واحدا عمدا جزاؤه الخلود فى النار وغضبِ الله ولعنته. * قد يقول قائل من فلاسفة النظام وباشكتبته والمنافقين فى الأرض: ولكن الذين قُتلوا ( بضم القاف) قد استحقوا القتل لأنهم أفسدوا فى الأرض بتمردهم على الحاكم المسلم، ونقول لهم بأن الذين قُتلوا لم يتمردوا على الحاكم المسلم ولم يرتكبوا ذنبا سوى صلة القرابة او القبيلة التى تربطهم بالقلة التى تمردت وهو ليس بذنب أبدا .. لا في دين ولا قانون ولا عرف، فبأي ذنب قتلوا ؟! * وها هي القصة أو (المأساة) تتكرر مرة أخرى فى جنوب كردفان ويلجأ البعض للتقليل من فداحة المشكلة والاستهانة بأرواح الأبرياء الذين راحوا ضحية الاقتتال بين الحكومة وخصومها، والقول بأن أرقام الضحايا ليست مخيفة .. تخيلوا !! ومن المؤسف ان من يقول هذا الحديث الفج ويستهين بأرواح المواطنين هو شخص يشغل موقعا رفيعا داخل البرلمان، فأي برلمان هذا الذي يستهين بأرواح من يمثلهم ؟! * لقد ظننا ان الحكومة ستستفيد من استهانتها السابقة بالمواطنين ومشاكلهم وأرواحهم التى تكبدت بسببها الكثير من المتاعب والصعاب والأزمات ولا تزال، فى التعامل مع مشكلة جنوب كردفان وأهلنا النوبة والمأساة التى حلت بهم، ولكن من الواضح ان الحكومة لم تتعلم شيئا من تجاربها السابقة، وأن مأساة كردفان كمأساة دارفور .. أولها كفر ..!! مناظير زهير السراج [email protected] الاخبار، 14 يونيو 2011