كحال معظم السودانيين الذي يتدافعون لفعل الخير " بحسن النية " ، كاد أن يقع طالب سوداني يدرس بجامعة أسيوط المصرية ، ضحية لتاجر مخدرات جعل من إمرأه مُسنة ترافقه طُعماً للتعاطف معها وبالتالي خدمته ، ويروي شقيق " الطيب " قصته التي وردت ل " سوداناس " قائلاً : شقيقي الطيب إسماً وصفة ، كان يدرس في جامعة أسيوط ، وبعد أن قضي إجازته في السودان بين الأهل والأصدقاء ومراتع الصبا ، قفل راجعا إلي مصر ، يحمل معه القليل من المتاع شنطة متواضعة مستقلا الباخرة ، ومعه مجموعة من الزملاء ، وكان يجلس بجانبهم رجلا وإمرأة طاعنة في السن ، قدروا أنها والدته وأنها لا محالة ذاهبة للعلاج والإستشفاء ، فأصبحوا يخدمونها علي طول الرحلة كوالدة لهم ، ونشأت علاقة طيبة بينهم وبين الرجل الشهم الكريم والذي تبدو عليه سمات أولاد البلد . وبعد ساعات من الأنس وصلوا الحدود المصرية وإدارة جمارك أسوان ، وهنا قال الرجل لشقيقي " الطيب " احمل لي هذه الشنطة معك لأنني سأحمل شنطة ثقيلة واعطني شنطتك لأنها أخف !ولم يتردد شقيقي الطيب وبكل بساطة حمل الشنطة ودخل بها الي ادارة الجمارك ، أمسك الضابط بجواز السفر ونظر الي شقيقي ونادى بإسمه كاملاً فأجابه نعم ، فقال له : فين عفشك ؟ قال له هذا هو؟ وضع الضابط الشنطة علي الكاونتر ودون أن يفتح الشنطة قال له : عدي وخذ شنطتك.وبعد ان عبر شقيقي صالة الجمارك استلم الرجل شنطته .. وبعد أن غادرت الباخرة اسوان ، بدأ شقيقي واصحابه يشتمون رائحة غريبة ، ليكتشفوا أن الشنطة التي كان يحملها شقيقي كانت مليانة بنقو .