قبل سنوات تم إعلان تأسيس جمعية للعناية بالقطط ورعايتها في دولة قطر، وقام بذلك بعض العلوج والطراطير وجيرانهم من عدد من الدول الأوروبية، وبادئ ذي بدء أعلن أنني أكره القطط، وبصراحة أكثر فإنني أخاف من القطط، اي عندي فوبيا (رهاب) القطط، وأهون على قلبي ان اجلس في غرفة مظلمة مع معمر القذافي وجورج قرداحي وفاروق الفيشاوي وراغب علامة وأنا استمع الى شعبان عبدالرحيم، من ان تستفرد بي قطة، والسبب الآخر لكراهيتي للقطط هو أنها تعادي الفئران، وهناك فأران أكن لهما احتراما شديدا، هما جيري صاحب القط توم والذي ياما اسعدني ببهدلة توم ومرمطته، وميكي ماوس، فأر ديزني الشهير، الذي صارت له امبراطورية تدر مليارات الدولارات.. وفوق هذا كله فإن القطط تحسب ان الله خلق بني البشر كي يكونوا في خدمتها، كما أنها كائنات كسولة تمشي نحو عشر خطوات ثم تتمدد وتنام، والقطط التي في منطقة الخليج تعاني مرض النوم بسبب إدمان المكبوس، الذي تصب كل عائلة منه يوميا نحو خمسة كيلوجرامات مربعة في مقالب القمامة!! ثم ان الإنسان العربي بطبعه يتعاطف مع الفئران، بسبب القواسم المشتركة معها، فالعربي مبرمج بحيث يحمل بعض خصائص الفئران ليعيش في هلع دائم من المداهمات والغدر من قبل القطط السمان البشرية، التي تتفوق على القطط الحيوانية بكونها نباتية ولحمنجية في نفس الوقت، بل لها استعداد لأكل الزلط لتحقيق مصالحها، ومع هذا فإن مشهد القطط وهي مقتولة هرسا في الشوارع يؤلمني كثيرا، ومن ثم فإنني أرحب بالجمعية على أمل ان تجمع القطط الضالة التي تقتحم بيتي بدون استئذان، وتوفر لها ملاذا آمنا.. والحقيقة ان تكاثر القطط الضالة في المدن العربية، يفضح خيبتنا نحن الرجال، ويكشف الى اي مدى صرنا شخشيخات ودمى في أيدي زوجاتنا، فلو كان كل رجل منا يذبح قطة امام زوجته فور عقد القران وكتب الكتاب، لما أصبح متوسط دخل برميل القمامة من الثروة القططية نحو عشرة قطط!! كان آباؤنا وأجدادنا يذبحون القطة بأيديهم العارية من دون الحاجة الى سكين، ومن ثم كانت امهاتنا وجدَّاتنا يمشين من دون ان «يلخبطن» العجين! وقيام جمعية لحماية القطط في دولة عربية دليل على ان العولمة «وصلت»، وبعد بضعة اشهر سنسمع عن جمعية لحماية الضب، وسيصبح اخراج الضب من جحره بضخ الغاز الصادر من (عادم) السيارة في الجحر، (هذه هي الطريقة التي يستخدمها البدو لصيد الضب) جريمة تماثل الشروع في القتل، وليس من المستبعد ان يتم إشهار جمعية للدفاع عن حقوق الصراصير في عدن، والعقارب في نواكشوط.. بل وبما ان سنغافورة هي المثال الذي قد تقتدي به العديد من الدول في مجال التنمية الاقتصادية الصاروخية، فقد يصل بنا الحال الى انشاء جمعية اصدقاء دورات المياه، وتشهد سنغافورة سنويا المؤتمر العالمي للمراحيض، وقد زرت سنغافورة، وأشهد بأنني رأيت فيها حمامات في مجمعات تسوق انظف من معظم المطاعم في العالم العربي، وفي سنغافورة يصنفون المراحيض الى ثلاث فئات: خمس واربع وثلاث نجوم، وما دون ذلك «ممنوع»، ولكنني ما كنت سأشارك في مؤتمر حول المراحيض حتى لو كان ذلك مقابل ضمان دولي بمنع ظهور القذافي وليليان وفاروق الفيشاوي ورمسفيلد على شاشة اي تلفزيون!! ما هو نوع الحوار الذي سيدور في مثل ذلك المؤتمر؟ أي نوع من الملابس سيرتدي اولئك المشاركون في المؤتمر؟ هل سيضعون امام كل مشارك رول من ورق التواليت بدلا من الكلينكس او الفاين؟ هذه عالم فايقة ورايقة!! مثل هذه الاشياء لا تهمنا فما زال نصف سكان العالم العربي لا يعرفون ما هي دورات المياه.. بل لا يعرفون «المياه»!! ثم ان الحديث عن مثل تلك الاشياء لا يختلف كثيرا عن برامج هالة سرحان التي تتحدث فيها عن العادة السرية وعلاقة الفراش بين الزوجين!! ونحن في العالم العربي لسنا بحاجة الى منابر نبحث فيها قضايا دورة المياه، بل مؤتمرات حول الدورة الدموية، فكثيرون منا جف الدم في عروقهم من شدة الفقر او شدة الخوف، وبعضنا «ما عندهم دم» أساسا، ومعظم بلداننا تعاني انقطاع الطمث حتى أصيبت بالعقم فلم تعد تلد النجباء والصناديد وذوي العقول الراجحة! ما لنا نحن ودورات المياه وبعض بلداننا حالها أتعس من دبليو سي [email protected]