أوردت الأنباء أن السيد والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر قد دشن مؤخرا حوالي ثلثمائة من ( بصاته ) للتغلب على مشكلة المواصلات الطاحنة التي تشهدها العاصمة القومية !! والشاهد أن الشوارع والمواقف مازالت مكتظة بالمواطنين ، تراهم يهرولون خلف ( الهايسات) وعندما تمر البصات المكيفة إياها، تجدها مكدسة على آخرها وقد رجعت ظاهرة ( الشماعة) حيث الفتيات والشبان وكبار السن أحيانا تجدهم وأياديهم ( متشعبطة) في سقف البص نسبة لازدحامه وعدم وجود أماكن للجلوس !! قد يكون الوالي مهموماً بحل الأزمة ، وقد يكون ظنه أن إنزال المزيد من البصات إلى المواقف فيه حلا للمعضلة الخانقة ، ولكن التكدس الذي يراه المرء بأم عينه في الأماكن المخصصة والغير مخصصة للمواصلات يقول بأن الحل ليس في ( تدشين) عدد إضافي من البصات ونزولها إلى الشارع ولكن في ترتيب وتوفيق أوضاع هذه البصات أولا بتخصيص المزيد من المواقف وتوسعة الشوارع لمرورها، حيث انه من الملاحظ أن خطة زيادة البصات لم تتبعها زيادة لعدد المواقف ولا شوارع ( الزلط) والمسارات التي من المفترض أن تسلكها تلك البصات ! كنت قد كتبت رداً على حديث المسئول من قبل في أطار سعيه لحل الأزمة عندما تحدث عن ( حلم) مترو الانفاق وكان رائي أن ذلك المشروع الضخم يحتاج لسنوات وسنوات لتنفيذه ، خاصة ونحن نسمع به من زمن ( حفروا البحر) ولا جديد سوى بريق التمني الذي لا ينفع ولا يقدم المرء قيد أنملة في بلد ( الحداث فيهو ما سواي ) !! ولو حقاً أراد السيد الوالي حلا سريعا وعمليا (حتى ولو مؤقتا) للمشكلة فعليه أن يستورد للسودان عدد مقدرا من ( الحذاء) الالكتروني الذي نجح شاب بريطاني في صنعه من أجل التغلب على مشكلة المواصلات وزحمة المرور وذلك بابتكاره للحذاء الإلكتروني الجديد والذي يمكنه توصيل الأشخاص إلى الجهات التي يريدونها باستخدام جهاز التحكم عن بعد (ريموت كنترول). بحسب ما جاء في الخبر الذي نقلته وكالة ( أنباء الشرق الأوسط) وجاء فيه أن : (سرعة الحذاء تصل إلى 15 كيلومتراً في الساعة ومجهز بمحركات تستمد طاقتها من البطارية ويمكن للشخص تغيير اتجاه سيره بواسطة تمايل جسمه لليمين أو اليسار) !! والشاب الذي صنع الحذاء ( العجيب) ويدعا ( تريدواي) كان قد قال في تصريح : ( 'إن الحذاء يمكنه السير لمسافة 5ر4 كيلو متر دون الحاجة إلى تعبئة البطارية وأنه فعال في توصيل الأشخاص الذين يرتدونه إلى منازلهم أو مقار عملهم أو أي جهة يختارونها بأمان وسلامة) !! قرأت هذا الخبر مرارا وتكرارا وأطلقت لخيالي العنان فتمنيت لو أن السيد الوالي قد خصص مسارات ( إتجاهين) للشعب السوداني ممن يستطيعون تملك هذه (الأحذية) ولو بالتقسيط ( زي بصات الوالي القالوا عايزين يملكوها لناس الهايسات ديك) !! وتخيلت كم السعادة التي سيشعر بها المواطن وهو ( راكب جزمتو) ومتوجه إلى مقر عمله دون مضايقة من رجال المرور ولا مخالفات ال ( 30) جنيها ولا يحزنون !! مواطن صالح يسير بحذائه ( السحري) في شوارع الخرطوم عبر مسارات محددة فيلحق بزمن عمله ويستريح من ( بهدلة) الانتظار في مواقف مواصلات لا تأتي إلا نادراً!! نرجو من الوالي أن يفكر في الأمر جدياً ، خاصة وأن المسؤول الذي يستورد البصات( بالشيء الفلاني) ولا يحل بها أزمة ماثلة، باستطاعته استيراد ثلاثمائة من ( الأحذية ) المواصلاتية وتجريبها في السودان .. فمن يدري .. ربما ..!! و سيد الرايحة يفتش خشم البقرة !! نادية عثمان مختار مفاهيم - صحيفة الأخبار [email protected]