قال ابن المبارك : الرَّحْمَنْ إذا سُئِلَ أعطى ، والرحيم إذا لم يُسأَل غضب ، وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تفسير [ بِسْم اللَّهِ الَّرحْمَنِ الَّرحيمِ ] فقال:{ أمَّا الباء : فبهاءُ الله وروحه ونضره وبهاؤه ، وأمَّا السين : فسناءُ الله ،وأمَّا الميم : فمُلك الله ،وأمَّا الله: فلا إلاه غيره ، وأمَّا الرحمن :فالعاطف على كل البَرْ والفاجر من خلقه ،وأمَّا الرحيم: فالرفيق بالمؤمنين خاصة} وجاء في معاني الحروف أن كل حرف هو افتتاح اسم من أسمائه تعالى . * خواص (بِسْمِ اللَّه الَّرحْمَنِ الَّرحِيمِ) : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { من قال حين يصبح ثلاث مرات : بسم الله الأعظم الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ،لم يصبه فُجْأة أو فالج } - الفُجْأة هي الموت المُفاجئ - وببركة [ بِسْمِ اللَّهِ الَّرحْمَنِ الَّرحيم] جرتْ سفينة نوح عليه السلام ، وببركة [ بسم الله الرحمن الرحيم] نجا إبراهيم عليه السلام من النار وجُعلتْ عليهِ برداً وسلاماً ، وكان عليه ا الصلاة و السلام يقول :{ إذا خرجتَ من بيتك أو دخلت فقل : بسم الله ارتحلنا وبسم الله خرجنا وعليه توكلنا} وتقولها أيضاً عند غلق الباب ،فإن الشيطان لا يدخل بيتاً ،ولا يفتح بابا ذُكر عليه [ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الَّرحيم] وإذا دخلت إلى فراشك وقلت: بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُصِبْك شيء . ،جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :{ إذا أتيت أهلك فقل : بسم الله اللهم جنِّبنا الشيطان وجنِّب الشيطان ما رزقتنا} ، وقد أوصى رسول الله ربيبه من أم سلمة:{ يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك }،، وعلى كل مسافر أن يلزم ذكر الله ،حتى لو وضع رجله في الركاب يريد السفر ، فليقل : بسم الله فإنه لا يناله مكروه بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويروى أن طلحة بن عبدالله حين وقصت به ناقته ،قال له عليه الصلاة والسلام :{ لو قلت بِسْمِ اللَّه الَّرحْمَنِ الَّرحيمِ لرفعتك الملائكة ، فببركة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الَّرحيم ترفع الملائكة قائلها ،وتذهب عنه الشياطين} ، وكان عيسى عليه السلام يَرقي بها من الأوجاع والآلام ، وقد رقى بها أحد الصحابة كبير قوم ، عندما لم يجد الصحابة في المكان من يضيفهم وأشتدت بهم الحاجة ،فجاء أهل كبير القوم الذي لُدِغ ،يسألون الصحابة عن علاج ،فأجابهم أحد الصحابة أن يرقيه بالبسملة ،على أن يكون لهم جُعلاً ،فشفي كبير القوم بإذن الله ،، يقول بعض العلماء : [ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحَمنِ الَّرحيمِ ] قَسَمٌ من ربنا ،أنزله عند رأس كل سورة ،يُقسم لعباده أن هذا الذي وصفتُ لكم يا عبادي حق ،ومن وعدي ولطفي وبري أن [بِسْمِ اللَّهِ الَّرحْمَنِ الرَّحيم] تضمَّنتْ جميع الشرع ،لأنها تدل على الذات وعلى الصفات ، هذا صحيح ، وروي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه نظر إلى رجل جوَّدها فغفر له ، ويروى أن رجلا نظر إلى قرطاس فيه [ بسم الله الرحمن الرحيم] فقبَّله ووضعه على عينيه ، فغُفِر له ، وروى النسائي عن أبي مليح عن ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { إذا عثرتْ بك الدابة فلا تقل : تعِسَ الشيطان ،فإنه يتعاظم حتى يصير مثل البيت ،ويقول: بقوتي صنعته، ولكن قُل :[ بِسْمِ اللَّه الَّرحْمَن ِالَّرحيم] فإنه يتصاغر حتى يصير مثل الذبابة} ،، وعن ابن مسعود قال: { من أراد أن يُنجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، ليجعل الله تعالى له بكل حرف منها جُنَّة من كل واحد} - جُنَّة تعني وقاية - فالبسملة تسعة عشر حرفاً على عدد ملائكة أهل النار ،الذين قال الله فيهم: [ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرْ] وهم يقولون في كل أفعالهم: بِسْمِ اللَّهِ الَّرحْمَن ِالَّرحِيمِ فمن هنالك قوَّتهم ، وببسم الله استضلعوا ،، ورُوِيَ عن جعفر بن الصادق رضي الله عنه أنه قال: البسملة تيجان السوَر ، ويقول عبد الله بن المبارك: إنها آية من كل سورة ، ويقول الإمام الشافعي: هي آية في الفاتحة ، ولا خلاف بينهم أنها آية من سورة النَّمْلْ ، ويقول أبوهريرة رضي الله عنه عن النبي أنه قال:{ إذا قرأتم [الحَمْدُلِلَّهِ رَبِّ العَالَمِين] فاقرؤا بِسْمِ الَّلهِ الَّرحْمَنِ الَّرحيمِ ،فإنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني ، وقد روى مسلم عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهُرِنا إذ غفا إغفاءة ثم رفع رأسه مُبتسماً ،فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال: نزلت علي آنفا سورة ، ثم قرأ [بِسْم ِاللَّهِ الَّرحْمَنِ الَّرحِيمِ ، إِنَّا أعْطَينْاَكَ الكَْوْثَر ] ، ومن أسرار بركات البسملة ،أن الشرع ندب إلى ذكرها في أوَّلِ كل فعل ،كالأكل والشرب ،والنحر ،والجماع والطهارة ، وركوب البحر إلى غير ذلك من الأفعال، ومن أسرار البسملة أنها ساترة للعورات من أعين الجان ،فقد روى ابن ماجه والترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{ ستر مابين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الكنيف- مكان الخلاء أو الحمام - أن يقول بسم الله } ،، وشكاإلى رسول الله عثمان بن العاص وجعاً يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل بسم الله ثلاثا ،وقل سبع مرات أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أغلق بابك واذكر اسم الله عليه ،واطفئ مصباحك واذكر اسم الله عليه ،وأوكِ سقاءك واذكر اسم الله عليه} - والإيكاء هو ربط فتحة الوعاء وسدِّها - كانت تلك هي فضائل البَسْمَلَة ، وهي أمر من الأمور السهلة البسيطة التي نجهل عظم قدرها ، ولا نحرص على ذكرها ، فتضطرنا الحوادث والآفات للبحث عن الدواء وهو متوفر أمامنا وسهل لدينا تناوله ألا وهو ذكر الله في كل عمل صغير أو كبير ، وببركة إسم الله تتم المرجوَّات .والحمدلله هنادي محمد عبد المجيد [email protected]