كلمة [ بِسْمِ اللَّهِ الَّرحْمَنِ الَّرحِيمِ ] لما نزلت فرح أهل السماوات بها من الملائكة ، واهتز العرش لنزولها ، ونزل معها من الملائكة مالا يُحصِي عدده إلا الله ، [ بِسْمِ اللَّهِ الَّرحْمَنِ الَّرحِيمِ] مكتوبة على جبهة آدم عليه السلام قبل أن يُخلق بخمس مائة عام ، [ بِسْمِ اللَّهِ الَّرحْمَنِ الَّرحِيمِ] كانت مكتوبة على جناح جبريل عليه السلام يوم نزوله على ابراهيم عليه السلام حيث قال : [ يانَارُ كوني بَرْداً وسَلاماً عَلى ابْرَاهِيمْ ]، وكانت [بِسْمِ اللَّهِ الَّرَحْمَنْ الَّرحِيمِ ]مكتوبة على عصا موسى عليه السلام وكانت مكتوبة بالسريانية ،ولولاها لما انفلق البحر ، وإن [ بِسْم ِاللَّهِ الَّرحْمَنِ الَّرحِيمِ] كانت على لسان عيسى عليه السلام حين تكلم في المهد ، وكان يتلوها على الموتى فيجيبون بإذن الله تعالى ، وكانت [ بِسْمِ اللَّهِ الَّرحْمَنِ الَّرحِيم ِ] مكتوبة على خاتم سليمان عليه السلام ، ومن أعظم خواص[ بِسْمِ اللَّهِ الَّرحْمَنِ الَّرحِيمِ] أنها مكتوبة في أول سورة من القرآن العظيم ، وقيل إن [ بِسْمِ اللَّهِ الَّرحْمَنِ الَّرحِيمِ] من قرأها عند النوم إحدى وعشرين مرة آمنَهُ الله تعالى تلك الليلة من الشيطان الرجيم ،ومن السرقة ومن موت الفُجْأة ،وتدفع عنه كل البلاء ،، وإن [ بِسْم ِاللَّهِ الَّرحْمَنِ الَّرحِيمِ] هو الإسم المُضْمَر ،و(الله) تعالى هو الإسم الأعظم ، و ( الرحمن) نعت له نفسه ، فهو رحمن الدنيا ورحيم الآخرة ، [ بِسْمِ اللَّهِ الَّرحْمَنِ الَّرحِيمِ] فيها مراتب التوحيد ،لأن ( بسم ) : قبالة أشهد ، و ( الله) : قبالة أنه لا إلاه إلا هو. وإنه مكتوب في الإنجيل ، " يا عيسى ،ليكن [ بِسْمِ الَّله الَّرحْمَنِ الَّرحِيمِ] في افتتاح قراءتك وصلاتك ،فإنه من جعلها في افتتاح قراءته وصلاته ، لم يروعه منكر ونكير ، ومن واظب على قراءتها هوَّن الله عليه سكرات الموت ، وفسح له في قبره مد البصر " وأول مانزل على آدم عليه السلام [ بِسْمِ اللَّهِ الَّرحْمَنْ الَّرحِيمْ] ثم رُفعت زمن ابراهيم عليه السلام ،ونزلت عليه وهو في المنجنيق فنجَّاه الله ، ثم رُفعت من بعده إلى زمن سليمان عليه السلام ، فنادى في جميع الأسباط والزُّهَّاد والعُبَّاد : " ألا من أراد أن يسمع آية الإيمان ،فليأت إلى سليمان بن داؤود في محراب أبيه ، قال : قاجتمعوا إليه، فقام سليمان ورقى المنبر ،وقرأ عليهم آية الإيمان وهي :[ بِسْم ِاللَّهِ الَّرحْمَنِ الرَّحيمِ ]، فلما سمعوها قالوا : نشهدُ أنَّك رسول الله حقاً يا ابن داؤود" . ثم رُفعت بعده إلى زمن موسى عليه السلام ، فلما نزلت عليه قهر بها فرعون وجنوده ، وقارون وهامان وجنودهما، ثم رُفعت من بعده إلى زمن عيسى عليه السلام ِ،فأوحى الله إليه " يا ابن مريم ،أما علمت أي آية نزلت ؟ قال : بلى يارب، فقال الله : أنْزَلتُ عليك آية الإيمان وهي بِسْمِ اللَّه ِالَّرحْمَنِ الَّرحِيم " . ومعنى (بِسْمِ اللَّه) : أي بدأتُ بعون الله وتوفيقه ، وبركته ، وهذا تعليم من الله لعباده ،ليذكروا اسمه عند افتتاح القراءة وغيرها حتى يكون الإفتتاح ببركة الله عزوجل ، ومعنى ( اللَّه) هذا الإسم الأكبر من أسمائه سبحانه وتعالى وأجمعها ، قال بعض العلماء : إنه اسم الله الأعظم ، ولم يتسم به غيره ولذلك لم يثن ولا يجمع ، قال تعالى: [ هَلْ تَعْلَمُ لَهٌ سَمِيَّا ] أي من تسمى باسمه الذي هو ( اللَّه) فاللَّه : اسم للموجود الحق الجامع لصفات الألوهية ، المنعوت بنعوت الربوبية ، المنفرد بالوجود الحقيقي ،لا إلاه إلا هو سبحانه ، ورُوِيَ عن الخليل والضَّحاك أنه قال : إنما سُميَ الله إلاهاً لأن الخلق يتألَّهون إليه في حوائجهم ،ويتضرَّعون إليه عند شدائدهم ، وللبسملة جمال يفوق الوصف ،وتعجز الأقلام عن التعبير عنه ،وذلك لما أودعه الله فيها من مكنون الأسرار وعظيم العجائب ،ولما تفيض به من سحائب الرحمة والرضوان ، وقد سُئل ابن عباس رضي الله عنه عن معنى ( الَّرحْمَنِ الرَّحِيمِ) قال: هما اسمان رقيقان ،أحدهما أرق من الآخر - أي أكثر رحمة - والرفق من صفات الله عزوجل لقول النبي صلى الله عليه وسلم: { إن الله رفيق يحب الرفق ،ويعطي على الرفق مالا يُعطي على العُنف} ،، ورُوِيَ عن علي كرَّم الله وجهه أنه قال: في قوله تعالى:[بِسْم اللَّه الَّرحْمَنِ الَّرحِيم] :هي شفاء من كل داء وعون على كل دواء . هنادي محمد عبد المجيد [email protected]