كثُرت في الآونة الأخيرة ظاهرة إدعاء النبوة ، أو ظهور المهدي المنتظر ، وهي حالة أخرى من إدعاء النبوة ، وكلها تداعيات لديانة تسمى ( البهائية ) التي انتشرت في الآونة الأخيرة انتشار النار في الهشيم ، فهي الديانة التي تنفي أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء و خاتم الرسل ، وتزعم بعدم انقطاع الوحي بعده صلى الله عليه وسلم ، وأن الوحي لا زال يتنزل على أشخاص بعينهم ، ومن هنا نبعت فكرة هذا الدين الذي يعد ديانة غير إسلامية ولا تمت للإسلام بصلة ، ولنا أن نسلط الضوء على هذه الحركة العالمية التي انتشرت وتوسعت دون أن يشعر بها أحد أو يلقي لها بالا . * الدين البهائي هو دين عالمي مستقل ، ينسبه البعض للإسلام رغم اصرار اتباعه أنه دين سماوي مستقل برسوله ، ومبادئه ، وأحكامه ، وهيئاته الإدارية المستقلة استقلالاً تاما عن الإسلام ،، أسسه الميرزا حسين علي النوري الملقب ب ( بهاء الله ) ، وهو أحد تلامذة علي محمد الباب صاحب الديانة البابية ،، وقد ظهرت الدعوة إلى هذا الدين في القرن التاسع عشر الميلادي في ايران، وهو دين معترف به رسمياً في العديد من دول العالم ، وينتشر في أكثر من 235 بلدا ودولة ، وله تمثيل غير حكومي في منظمة الأممالمتحدة منذ بداية نشأتها ، كذلك في الأوساط العلمية والدينية ، والإقتصادية في العالم . * يرى البهائيون الديانات بصورة عامة على أنها دين واحد ، فتحت طياته على أن العباد هم المربين السماويين ومؤسسي الديانات العالمية من رسل وانبياء قاموا على تهذيب وتنشئة المجتمعات تدريجياً ، حسب مراحل تطور هذه المجتمعات وتطور احتياجاتها ، ويمثل بهاء الله مؤسس الدين البهائي ، أحدث الحلقات في تعاقب هؤلاء المربين الإلاهيين ولكنه ليس آخرهم ، فالبهائيون يعتقدون بدوام حاجة البشر إلى التربية الإلاهية ، ويعتقدون بمجيء رسل آخرين في المستقبل ، ولكن بعد مرور ألف سنة على الأقل من ظهور الرسالة السابقة . * يعتقد البهائيون أن جميع الكتب السماوية كالتوراة والإنجيل والقرآن منزلة من الله سبحانه وتعالى ، ويحثون اتباعهم من مختلف الخلفيات والمعتقدات على دراسة هذه الكتب السماوية والتمعن فيها . * يعتقدون بألوهية الفرد وبوحدة الوجود والحلول وأن لا انفصال بين اللاهوت والناسوت للبهاء . * يقولون إن الوحي لا يزال مستمراً وبأن المقصود بكون محمد خاتم النبيين هو أنه زينتهم كالخاتم في الأصبع - سبحان الله - وأن الوحي مستمرا لأن هذا وعد الله لعباده . * يحرمون ذكر الله في الأماكن العامة ولو بصوت خاقت . * يعتقدون بقدسية الرقم 19 ، فالسنة 19 شهرا ، والشهر 19 يوم ، ولهذا الرقم مكانة خاصة عندهم لأنه يكون محور التقويم البهائي . * لا يؤمنون بالجنة والنار ، ولكن يومنون بالملائكة والحياة الآخرة ولكن لهم تفسيراً يختلف عن التفسيرات الشائعة . * لا يؤمنون بالحياة الآخرة بعد الموت ، ويقولون بصلب المسيح عليه السلام . * لا يعتقدون بالإنتماء للوطن بل للعالم أجمع تحت دعوى وحدة الأوطان ، كذلك يدعون إلى الغاء كل اللغات والإجتماع على اللغة التي يقررها زعيمهم ! * الإحصائيات البهائية تشير إلى أن عددهم في العالم هو حوالي 6 ملايين نسمة ، أما الإحصائيات غير البهائية فتقدر عدد اتباعهم بين 8-4 ملايين نسمة . * للبهائية وجود في معظم الدول العربية حيث كان لهم العديد من المراكز والهيئات الإدارية . * للجامعة البهائية العالمية ممثلا في الأممالمتحدة والهيئات الدولية المختلفة مثل " اليونيسيف" و" اليونيسكو" وغيرها ، وتقوم الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا بين الفينة والأخرى بإثارة قضيتهم تحت عنوان حقوق الإنسان وحرية المعتقد . * كانت بدايات الدين البهائي في الإمبراطوريتين الفارسية والعثمانية ، ثم بدأ يتقبله العديد من سكان الغرب منذ بداية القرن العشرين ، ومن بعدها في حوالي الخمسينيات من ذلك القرن ازدادت أعداد البهائيين في بلدان العالم وتتفق معظم المصادر الحالية على أن تعداد البهائيين في الهند وأفريقيا وأمريكا الجنوبية وجزر المحيط الهادي قد تجاوز بكثير تعدادهم في ايران البلد الذي ظهرت فيه ونشأت وتفرعت منه . * يعد الدين البهائي ثاني ديانة عالمية من ناحية الإنتشار الجغرافي ، يتواجد أتباعه في 247 دولة في العالم ، يمثلون أتباعه 2100 عرق وأقلية قبلية ، وترجمت كتبه إلى 800 لغة . * توجد معابدهم في مختلف قارات العالم وتسمى هذه المعابد ( مشارق الأذكار ) جميع تكاليف انشاء هذه المعابد تجمع من تبرعات البهائيين وأبواب هذه المعابد مفتوحة لأصحاب جميع الديانات . * لا يوجد في الدين البهائي أية مراكز أو مناصب أو وظائف فقهية ، فليس فيه كهنة أو رهبان أو قساوسة أو رجال دين ، ويعتقد البهائيون أن على كل شخص مهمة تثقيف نفسه والتعرف والإطلاع الشخصي على تعاليم دينه وتطبيقها في حياته اليومية ، أما أمور المجتمع فتحال إدارياً على النطاق المحلي الإقليمي إلى ما يسمى بالمحافل الروحية المركزية . * يتفق أغلب المسلمين على أن البهائية ليست فرقة أو مذهباً من الإسلام ، وقررت المحكمة الشرعية العليا في مصر سنة 1925م ، أن الدين البهائي دين مستقل عن الدين الإسلامي ، وينظر الكثير من المسلمين لأتباعه على أنهم كفار خارجون عن الملة خالدون في النار ، وذلك لأن البهائيون يعتقدون أن مؤسس البهائية هو رسول موحى له جاء بعد رسالة الإسلام ! * لا يتدخل البهائيون في الشئون السياسية للبلدان التي يقيمون فيها ويحترمون قوانين هذه البلدان حيث تتاح لهم درجة من الحرية لممارسة عقيدتهم .. وهذا بالتأكيد لا ينطبق على الدول الإسلامية التي تحارب البهائية وتدعو للقضاء عليها وعلى اتباعها . لهذا نسمع من الحين للاخر أن شخصا ما أعلن أنه المهدي المنتظر ، أو أنه مكلف من رسول الله ، أو أنه نبي مرسل . هنادي محمد عبد المجيد [email protected]