شريعة الإسلام تنادي وتُقر بقوامة الرجل على المرأة ، وهناك الكثير من المُعترضين على هذا التشريع السامي ، ولنا أن نوضّح ماهي القوامة ولم جاء الإسلام بهذا التشريع على هذا النحو .. تنطوي القوامة على معنيين هامين : * أن يأخذ الرجل على عاتقه توفير حاجات المرأة المادية والمعنوية ، بصورة تكفل لها الإشباع المناسب لرغباتها ، وتُشعرها بالطمأنينة والسكن ، وهذا قمّة الإكرام والعز ** أن يوفر لها الحماية والرعاية ويسوس الأسرة بالعدل . فالمقصود من قوامة الرجل على المرأة : قوامة تدبير ورعاية ودفاع عنها وسعي في تحقيق مصالحها ، وليس المعنى قوامة قهر وتسلّط وتعنت ، فالإسلام إذ جعل القوامة للرجل علي المرأة لم يشرع استبداد الرجل بالمرأة ، ولم يرد أن تكون القوامة للرجل على المرأة ، وإنما شرع القوامة القائمة على الشورى والتعاون والتفاهم والتعاطف المستمر بين الزوج وزوجته ، قال تعالى :[ وَعَاشِروهُنّ بِالمَعْروفِ ] النساء 19 ، وقال عليه الصلاة والسلام { خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي} وقال عليه الصلاة والسلام : { رفقاً بالقوارير } أي النساء . *** لماذا كانت القوامة للرجل لا للمرأة ؟ إما أن يكون الرجل هو القيّّم ، أو تكون المرأة هي القيّّمة ، أو يكونا معا قيّميْن ، وحيث أن وجود رئيسين للعمل الواحد يؤدي إلى التنازع والإفساد ، سنستبعد هذا الفرض الأخير من البداية .. فالإحتمال الثاني : أن تُعطى المرأة القوامة .. فنقول كقاعدة عامة : المرأة عاطفية وانفعالية تتغلب عاطفتها على عقلها في أي أزمة تمر بها هي أو إحدي أفراد أسرتها ، والذي يدبر أموره وأمور غيره بالإنفعال ، كثيراً ما يحيد عن الصواب ويعرض نفسه وغيره لأزمات بالإمكان تخطيها وعدم الوقوع فيها . وإنما خصّ الله سبحانه وتعالى المرأة بعاطفة قوية تفوق عاطفة الرجل ، نظراً لعِظم دورها في تنشئة الأجيال واحتياج فلذات كبدها لحنوها ورقتها ، وهذا مظهر من مظاهر الكمال لا النقص .. كما أن الغلظة التي جعلها الله في الرجل إنما فطره عليها لما خصه به من وظائف تتطلب القوة والصلابة كالزراعة ، والصناعة ، والجهاد ، والقوامة علي المرأة وأبنائه . وحيث انتفى الإحتمالين الأول والثاني لم يبق إلا الإحتمال الذي حكم به الإسلام .. قال تعالى :[ أَلَا يَعْلَمْ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ الّلطيفُ الخَبيرْ ] الملك14 .. فالقوامة في الشريعة الإسلامية ماهي إلا آلية تنظيمية تفرضها ضرورة السير الآمن للأسرة المسلمة القائمة بين الرجل والمرأة ، وما ينتج عنها من نسل طيب ، وما تستتبعه من تبعات ، مع التذكير أن وجود قَيّمْ أو قائد في مؤسسة ما ، لا يلغي وجود شخصية أو حقوق الشركاء فيها والعاملين في وظائفها . الحمدلله على نعمة الإسلام هنادي محمد عبد المجيد [email protected]