** الحمد لله ..على سبيل المثال، (أزسرومايسين)، شراب للأطفال ومضاد حيوي للإلتهابات، كان يباع للمواطن قبل أسبوع، ب(54 جنيه)، وتواضع السعر بحيث يباع اليوم ب(33 جنيه)، أي بتخيفض بلغت نسبته (39%).. و(سيفكروكزيم)، حقن مضاد حيوي واسع الإستعمال، كان يباع للمواطن قبل أسبوع ب(36 جنيه)، وتواضع السعر بحيث يباع اليوم ب(26 جنيه)، أي بتخفيض بلغت نسبته (27%).. و(دوكزاسين)، مضاد للبروستات، كان يباع للمواطن قبل أسبوع ب(103 جنيه)، وتواضع السعر بحيث يباع اليوم ب(60 جنيه)، أي بتخفيض بلغت نسبته (42%)..و..و..!! ** القائمة طويلة ولن تسع كل الأسماء ..تلك الأسماء - وغيرها - هي الأسماء العلمية للأدوية، وليست التجارية التي يكتبها بعض الأطباء في روشتات المرضى بغرض الترويج لبعض شركات الأدوية في غفلة المجلس الطبي ..نعم أكرر، بعض الأطباء أخطر على الناس والبلد من بعض شركات الأدوية ومجلس الصيدلة، إذ بروشتاتهم الدوائية ذات الأسماء التجارية يرسخون (قبح الإحتكار) في سوق الدواء ..لوائح المجلس الطبي ترفض ذلك السلوك، وكذلك قسم أبوقراط، ولوائح مجلس الصيدلة أيضاً، وقبل كل هذا ترفضه مكارم الأخلاق..وباذن الله، سلحفائية آداء المجلس الطبي ولوائحه الرقابية المحنطة (ملف مرتقب)..!! ** المهم، بورصة أسعار الأدوية بالبلاد تشهد إنخفاضا حقيقياًو ملموساً منذ الثلاثاء الفائت..ومنذ الخميس الفائت - وحتى ضحى البارحة - توقفت شركات الأدوية عن البيع للصيدليات، ليس إعتصاماً أو إحتجاجاً، بل بغرض مراجعة أسعار أدويتها من قبل مجلس الصيدلة ولحين إعتماد الأسعار الجديدة..لم ينخفض سعر الدولار، لا رسمياً ولاتجاريا ولا (سوق أسود)، ولم تدعم وزارة المالية شركات الأدوية، ولم تتنازل تلك عن أرباحها لصالح الناس، ولم يتم إلغاء أي رسم، ولم تخصص المصانع تخفيضاً للسودان، ولم تدخل أدوية جديدة إلى مخازن الشركات.. ومع ذلك، تشهد أسعار الأدوية إنخفاضاً حقيقياً وملموساً وهي في مخازنها بالخرطوم، بل قد تصل نسبة التخفيض في بعض الأصناف الدوائية - قبل منتصف الأسبوع القادم باذن الله - إلى نسبة تقترب إلى (50%).. لماذا ..؟؟ ** لم يحدث شئ، فقط عاد بعض الرشد لمجلس الأدوية.. لقد رجع المجلس - أخيراً - إلى دليل الأدوية المسجلة، وشرع يلزم الشركات بأسعار الدليل.. ثم وجد المجلس - أخيراً - أن أدوية تم تسجيلها بأسعار عالية و(كاذبة)، وشرع يراجعها ويعيد تسجيلها وتسعيرها بأسعارها الحقيقية..وكذلك شرع المجلس في يتسعير الأدوية بتسعيرة قوامها (الدولار التجاري، 5.70)، وليس (متوسط سعر الدولار في 1.5)، والذي أوصل سعر الدولار إلى (9 جنيهات)..عودة هذا الرشد إلى مجلس الصيدلة هي التي تعيد أسعار الأدوية حالياً إلى وضع ما قبل إرتفاع سعر الصرف..ولو كان المجلس بهذا الرشد قبل إرتفاعها، لما إرتفعت الأسعار لحد العبث ونهب أموال الناس بالباطل..وبالتأكيد أن يأتي الرشد - أخيراً - لهذا المجلس الرقابي خير من ألا يأتي نهائيا..!! ** وعليه، لسنا قضاة - أو ولاة أمر - لنحاسب الذين أرهقوا مرضانا وأهلهم بالعبث والنهب، فلتحاسبهم السلطات ( إن كانت مسؤولة فعلاً، وليس مجازاً)..أما الدروس التي يجب أن يتعلمها مجلس الصيدلة من هذه القضية كثيرة، وليته يتعلم، وأهمها ألايرتمي في حضن الشركات لحد تسخير سياساته ولوائحه وقوانينه لخدمتها وليس لخدمة المواطن، أي سلطة الشركات - مهما كان حجم نفوذ أصحابها في أوصال الدولة والحزب الحاكم - يجب ألا تكون فوق سلطة المجلس..وعلى المجلس أن يستقوى في رقابته بالمواطن وغاياته، وليس بالشركات الباحثة عن الثراء الفاحش..والإنحياز لغاية المواطن بقوة القانون كفيل بهزيمة الأطماع الذاتية التي دأبت أن تقتات من أوجاع الناس..نعم، يجب إشعار الشركات بأن هناك سلطة رقابية تراقب تجارتها وسلعها و(أسعارها وجودتها).. يعني بصراحة كدة : على هذا المجلس الرقابي ألا يشغل وظيفة (موظفات العلاقات العامة بالشركات)، أو كما كان يعكس المشهد البائس طوال الأشهر الفائتة.. !! ** ذاك درس.. والآخر، على مجلس الأدوية أن يعلم أن هناك سلطة أخرى ليست في هذ الدولة، بل في الدنيا، اسمها (السلطة الرابعة)..ولها واجبات في حياة الناس والبلد، ويجب أن يؤديها بصدق ونزاهة وبلا أجندة ذاتية، ومنها أن تقول للمخطئ (أخطأت)..لقد تلاسن البعض شفاهة في الهاتف خلف عيون الرأي العام لحد الشتائم والإساءة ، وتجاوزتها بصبر الصابرين و(حسبنا الله ونعم الوكيل)، وليطمئنوا على أن مساحة العفو والتسامح - علي الإساءة الشخصية - في نفسي برحاب الفضاء وبسعة صدر يؤمن ب(رحم الله إمرء عرف قدر نفسه)، لقد طويت تلاسنكم وشتائمكم في طي النسيان.. فالمعركة لم تكن لكسب (قضية ورثة ) أو(حلبة مصارعة)، بل لنعيد بعض أمور العامة إلى نصابها ولنحفظ لأهلنا بعض حقوقهم بقدر المستطاع و(أضعف الإيمان)..وهذه القضية - وغيرها من قضايا العامة - ليست بمائدة ميسر بحيث يحزن المهزوم ويغضب أو يشمت المنتصر ويغتر..فلتكن أحزان أهل السودان وشماتة أعداء السودان محور تفكير سادة هذا المجلس و(كل المجالس)..أوهكذا يجب أن تكون، لا طرائق تفكير مجلس الصيدلة فحسب، بل غاية أفعال الجميع أيضأً..!! إليكم - السوداني [email protected]