من المستحيل أن أقول عن أي شيء أكتبه بأنه سوبر، فمادح نفسه ذامها، ولكني كنت أدردش مع الزميل والصديق العزيز منصور الجبرتي يوم المباراة، فقال لي: ستكون مقالة سوبر، ويقصد أنها ستكون عن انطلاقة الموسم الكروي السعودي بلقب، وإن جاء متأخراً، إلا أنه أفضل من ألا يأتي أبداً، وهي كأس السوبر بين الفتح بطل الدوري، والاتحاد بطل كأس الملك. وللأمانة، كانت البداية "سوبر" في حضور الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، والجمهور الرائع الذي ملأ مدرجات ملعب الشرائع، ومعظمه اتحادي، أضفى على المباراة نكهة "سوبر"، وبالهدف الباكر والصاعق للكونغولي دوريس سالومو الذي أعتبره أحد أفضل المحترفين في الكرة السعودية. ما أعجبني في الفريقين أنهما غيّرا جلدهما، وإن كان بطريقتين مختلفتين، وربما متناقضتين، فالفتح غيّر الكثير من لاعبيه بهدوء، ومن دون أية ضجة إعلامية، وربما يكون ذلك، لأن الأسماء التي تغيّرت ليست جماهيرية، وحتى الفتح نفسه لم يكن يحظى بهذه الهالة الإعلامية، كما هو الحال مع الهلال والنصر والأهلي والاتحاد الذي شهدت تغييراتهم هيجاناً جماهيراً وإعلامياً، ولكن الإدارة أثبتت أنها لا تتعاطى مع المواقف بمنظور «الجمهور عاوز كدة»، بل تعاملت مع المقولة الأهم، وهي «مصلحة النادي عاوزة كدة»، وإن حاجج البعض في الأسلوب والتوقيت، وليس في التغيير نفسه. مباراة السوبر كانت «سوبر» في كل شيء، وتحديداً في إثارتها وضربات جزائها وكروتها الحمراء والجدل حول قرارات الحكم العمري وتوقيت هذه القرارات، علماً بأن كل أوقات المباراة هي أوقات قانونية، إن كان في أولها أو وقتها بدل الضائع الذي شهد أيضاً هدف الحسم الفتحاوي بثنائية بين أبرز محترفين سولومو وايلتون الذي جعل بداية موسم الفتح «سوبر»، وهما اللذان شاركا في صناعة موسم سابق «إكسترا سوبر». وللأمانة، فإنني شخصياً لم أتوقع بقاء الاثنين في الفتح، وتوقعت أن تنهمر عليهما العروض المغرية، ولكن يُحسب لإدارة الفتح أنها تمكنت من إبقائهما مع مدربهما فتحي الجبال الذي كنت أيضاً أحسبه سيُغادر، ولكنه بقي، وصنع مجداً جديداً لهذا النادي الذي وصفه الأمير خالد الفيصل بأنه يستحق الفوز، وكان أكثر لياقة من العميد، وهو فعلاً استحق الفوز، فألف مبروك، لمن خطط، وجهّز، وأعدّ، وتعب، وأسهم، ودفع على قد بساطه، فمدّ رجليه بعيداً.. وبعيداً جداً. [email protected]