(الناس في شنو والحسانية في شنو!! هذا المثل السوداني "الناس في شنو والحسانية في شنو" حسب رواية المؤرخين، قيل أيام الثورة المهدية طُلِبَ من قبيلة الحسانية أن تشارك في صد هجوم الانجليز علي الخرطوم، ولكن قادة قبيلة الحسانية اعتذروا بحجة إنهم اليوم عندهم سباق حمير ولا يستطيعون المشاركة في هذه المعركة المصيرية! ومنذ ذلك التاريخ صار الحسانية مضربا للمثل علي أي شخص يترك أمر أهم وجلل من اجل شيء غير مهم!!) هذا المثل ينطبق على حكومة السودان، وعلى رئيس الجمهورية وعلى منبر سلام خال الرئيس!! قطعا عمر البشير لا يحكم السودان، بل حسن الترابي من خلف الكواليس، وما دور البشير سوى دور السكرتير مثلما كان مرسي لمكتب الإرشاد!! شنو القصة؟ جماعة خال الرئيس قعدوا كده في "بنبرهم" يتباكون على محمد مرسي وعلى مصر الضائعة من أيديهم بزعمهم على حسب رؤيتهم المصلحية. أكثر ما غاظ "جماعة البنبر" أن وزير الخارجية المصري نبيل فهمي عرج على الخرطوم ثم على جوبا في خط مستقيم، أخبر الخرطوم لو "فردة سلاح" واحدة تم تهريبها عبر الحدود السودانية إلى مصر، أو كأن يهرب "إخونجي" مصري مطلوب للعدالة إلى السودان.. عبر الحدود، ستدعم حكومة مصر المعارضة السودانية السياسية والمسلحة!! هذه فحوى الرسالة المصرية لا أكثر ولا أقل!! أكلهم الغيظ!! "جماعة البنبر" قعدوا يفشون حرقتهم في "بنبرهم" بلافتة كبيرة سموها "الأحداث في مصر.. الدلالات والحقائق!!"يمضغون القات والحصرم. هطرفوا على هدى اجندة قرارات اجتماع التنظيم الدولي الذي أنعقد مؤخرا في إسطنبول، وتخاطب أجندته الإسلاميين: افعلوا كذا وكذا.. أولها ربط "انقلاب" السيسي باليهود وبإسرائيل، وشتم الغرب ولكن ليس إلى حد القطيعة!! قولوا بلا هوادة إنه "الانقلاب على الشرعية"!! قولوا بلا هوادة السيسي سفك دمائنا!! رغم أن "إخوان أوباما" هم من سفك دماء المصريين وجندلوا جنوده وحرقوا الكنائس (70 كنيسة!!) لكي يمهدوا لواشنطون مسرح الاستعداء على مصر وجيشها وشعبها وثورته العظيمة. اخذ إخوان الشياطين يطلقون الأكاذيب والأكاذيب، والأكاذيب!! ولعلك تسأل ما حكاية هذه الأكاذيب؟ القصة ببساطة قناة الجزيرة وشبكة قنواتها المتنوعة، ومعهم شبكة قناة العربية وبقية تلفزيونات الخليج ما يسمى جميعهم الشبكة العربية للإعلام ربطت قبل سنوات نفسها مع الشبكة الأوروبية الإعلامية لتبادل الأخبار، والتنسيق، والعزف المشترك الخ (تذكر كانت هنالك جلسات إقليمية كثيرة أيام وزير الإعلام السوداني السابق الزهاوي مالك محورها التنسيق العربي الإعلامي!!) استعدادا لأيام "سوداء" قادمة في سياق مؤامرة "الربيع الإسلامي"!! لكن الجديد.. هذه الشبكات مارست تكتيكا جديدا، ما يسمى ب "قلب الحقائق". أول باكورة إنتاج الشبكة العربية للإعلام كان العزف على وتر أن إيران هي العدو بينما إسرائيل هي الصديق!! ومع سنة 2011م وغزوة البربر لإسقاط النظام السوري كان شعار الشبكة العربية "بشار يذبح شعبه"، بينما الحقيقة أن 130 ألف سلفي محارب مرتزق تم زجهم في سوريا يذبحون الشعب السوري!! لا يفهم السودانيون الطيبين البسطاء.. بواسطة تقنيات الديجيتال يمكنك فبركة أي شريط فيديو كليب بواسطة المونتاج والحاسوب!! يمكنك مثلا أخذ مقاطع من فيديوهات دموية بشعة من العراق سابقا ولصقها في فيديو على أنها في سورية!! أو يمكنك تحويل مظاهرة الملايين التي خرجت لتقول لمرسي "أرحل" على أنها جماهير مؤيدة لمرسي!! مع الأسف نجحت صحافة "التمكين" السودانية وقناة الجزيرة في خداع الشعب السوداني. ولكن مع الأزمة المصرية.. انكشفت الخدعة. نفس السيناريو السوري يطبقه التنظيم الدولي للإخوان على الشعب المصري، ولكن بالمقلوب! "الشعب المصري" الذي ثار طلبا لحريته ودفاعا عن مؤسساته وترابه الوطني يسميه إخوان أوباما ب "البلطجية"، ولكنهم للغرابة يجاهدون لنصرة "الشعب السوري" المسكين (!؟) من قبضة "الجزار" بشار الأسد!! رغم إنه هنالك شعب وهنا شعب.. هي إذن المعايير المزدوجة!! وهكذا انكشف الغطاء عن الدور القذر للتنظيم الدولي للإخوان وعن الدور الأمريكي الأطلسي في تغذية الإرهاب وتفتيت الدول العربية لضمان أمن إسرائيل وتأسيس الإسلامية الصهيونية على غرار المسيحية الصهيونية (اليمين المسيحي)، وما انكشاف الصفقة الأمريكية الخفية لتصعيد الإخوان في كافة الدول العربية إلا قمة جبل الجليد، منها دعم الخلافة الإسلامية الإخوانية أمريكيا مقابل إنهاء القضية الفلسطينية، وموافقة التنظيم الدولي على خطة "غزة الكبرى"، وتختصر بإعطاء قطاع غزة جزءا من سيناء ومبادلته بأراضي جنوب صحراء النقب المحتلة - وكذلك من ضمن الصفقة أن ترمي حماس السلاح، وقد فعلها كلبا قطر إسماعيل هنية وخالد مشعل حين رميا السلام وتحولت حركة حماس إلى حركة سياسية فقط. الشعب السوري المذبوح على يد بشار، والشعب المصري البلطجي!! هكذا يروج إخوان الشياطين!! مع هذا "اللغز الإخواني" في تشخيص الشعوب، والذي يصعب على فهم عقول السودانيين الطيبين، يفرض السؤال نفسه لماذا تدعم قناة العربية السعودية كلا من الشعب المصري وتدعم السيسي ضد الإخوان المسلمين، بينما في نفس الوقت تدعم الإخوان والسلفيين في سورية لإسقاط بشار الأسد؟ لماذا تعمل السعودية الشيء وضده؟ بينما قناة الخنزيرة تمارس العكس. تقف قناة القردضاوي ضد الشعب المصري وضد السيسي وتدعم الإخوان المسلمين والسلفيين الذي يحاربون النظام السوري. لماذا هذا الانقسام الخليجي في الرؤية المصلحية؟ ألا يفهم من هذا الاختلاف أن القضية ليست قضية شريعة ومبادئ إسلامية، أو طلبا لحريات الشعوب والديمقراطية، بل القضية تنفيذ أجندة ومخططات أمريكية صهيونية؟ لقد نجحت أمريكا وإسرائيل إلى الآن في تصفية أربع جيوش عربية!! صفى كلينتون وبوش الصغير الجيش العراقي، بينما صفى أوباما الجيش الليبي ثم يحاول تصفية الجيش السوري، ثم دارت الدائرة الآن على الجيش المصري. كل هذا تم على يد الإخوان والسلفيين كلاب النار!! ومع كل خدمات الإخوان لأمريكا وإسرائيل، يروجون بشكل هزلي ومضحك أن الانقلاب على الشرعية تم بتدبير أمريكي غربي!! نقول أن الأسوأ قادم!! تتوالى الأخبار أن باراك أوباما يرغب في ضرب أهداف سورية محددة بصواريخ كروز في حرب قصيرة مقدارها ثلاث أيام في المرة الواحدة!! ولماذا حرب قصيرة؟ يرغب ب "تقصيرها" إلى إرباك الخيارات العسكرية الإيرانية والسورية وحزب الله ما بين حالة الحرب واللاحرب، ما بين الحرب ب "القطاعي" والحرب "الموسعة".. التي لو حدثت الأخيرة، ستمطر سماء إسرائيل فجأة مئات الآلاف من الصواريخ وقد تمحو دولة إسرائيل من الخريطة. ومع هذا الخبر الخطير الذي يعكس النوايا الأمريكية والذي قد يشعل حربا عالمية رابعة، نجد "الحسانية" في منبر الطيب مصطفي في الخرطوم مشغولين بمأساة مقتل ابنة محمد البلتاجي (تلقبه الصحافة المصرية محمد البلطجي!!) التي أصابتها رصاصة طائشة انتقاما من رب العالمين، انتقام لأجل الأمهات الثكلى على أرواح أبنائهم البريئة التي أزهقها البلتاجي بدون حق شرعي في رابعة وفي المحافظات المصرية!! لم نتخيل أن يجلس الدكتور حسن مكي في "بنبر الزبالة" أو بالأحرى في سقيفة بني ساعدة، وعاء الفتنة والكفر، وينطق د. مكي بعكس الحقائق والتاريخ. الدكتور مكي لمح ولم يصرح، وتمسك باللون الرمادي، وربما تعد الرمادية إحدى مشكلات الدكتور المزمنة.. وقد يندم عليها طوال عمره. وبصراحة، ما قاله في سقيفة الطيب مصطفى يُعَد مفارقة في تاريخ الرجل!! قال الدكتور حسن مكي: "لا بد أن ننظر للأمور نظرة عميقة" ناصحا إخوان الشياطين وكأن لهم عقل، وأكد تورط الدول الغربية في هذا الانقلاب (هذه مجازفة من د. حسن مكي!!) وأضاف مكي "بالتأكيد كان سيجد الأخوان المسلمين صعوبات كبيرة في الحكم نتيجة لأن كل رجال الأعمال في مصر كارهة للإخوان، والإعلام المصري أصبح مرتهنا للاستخبارات العالمية!!" (هذه مبالغة عدى بعض الصحف التي تمولها دولة قطر مثل الشروق وإبراهيم المعلم!)!! وأكد د. مكي حرصه على عدم شق صف الجيش المصري، وقال: "لن يسعد بذلك إلا إسرائيل"!! هذه جيدة!! ولكن لمن تدق الأجراس؟ لمن يقول الدكتور حسن مكي هذا الكلام في الجيش المصري؟ ومن يخاطب حقا؟ قطعا يخاطب الإخوان المسلمين الذين يحاربون ويقتلون مجندي الجيش المصري يوميا ويرغبون في عمل انشقاقات في بنيته العسكرية وإضعافه. السؤال لماذا لا يسمى د. حسن مكي الأسماء بأسمائها؟ لماذا لا يقول أن إخوان الشياطين يعملون بجدية على تدمير الجيش المصري؟ خير أجناد الأرض؟ ولماذا يرمز د. مكي، وكأنه يتكلم عن فاعل مجهول غائب؟ لماذا لا يقول الحقيقة مباشرة أن الإخوان يعملون لتفتيت الجيش المصري؟ ومع ذلك يعتبر قوله اعتراف ضمني أن الإخوان مذنبين وأصبحوا عملاء لدولة بني صهيون. من يضعف الجيش المصري يخدم إسرائيل. ثم لماذا يخاف د. حسن مكي على الجيش المصري ولا يخاف على الجيش السوري؟ وقد أعترف د. مكي أن الجيش المصري أصبح صناعة أمريكية في تقديره. بالمقابل، ألا يستحق الجيش السوري الوقفة معه لأنه صناعة وطنية خالصة!! وبينما "الحسانية" مشغولين في سقيفة الطيب مصطفى ويعلنون الحداد على سقوط مرسي ومكتب الإخوان الذي يسمى الإرشاد في مصر، تنشغل صحيفتهم المنحطة بمقتل ابنة البلتاجي.. أي بسباق الحمير، وتغط الصحيفة التافهة النظر عن الأخبار المتلاحقة أن السعوديين والإسرائيليين يتنقلون معا بين عواصم" class="city"العواصم للتحشيد لعدوان أمريكي أطلسي على سوريا!! أجزمت صحيفة المنار المقدسية أن العمل الدبلوماسي المشترك السعودي الإسرائيلي على قدم وساق وهو اللافت في عملية التحضير والحشد السياسي والعسكري لتوجيه ضربات عسكرية لسوريا، وتشارك بريطانيا في الخفاء، ويتنقل المسئولون السعوديون والإسرائيليون معا في عواصم غربية لتوفير الدعم المطلوب لعدوان جوي صاروخي أمريكي ضد أهداف سورية!! وتقول دوائر سياسية واسعة الاطلاع لصحيفة المنار المقدسية أن العمل المشترك بين السعودية وإسرائيل يعتبر من أهم ثمار الأزمة السورية بالنسبة لتل أبيب، لكن، هذا التعاون والتنسيق لم يبدأ في الفترة الماضية، أو من الساعة التي تفجرت فيها عملية استخدام السلاح الكيميائي في ريف دمشق من جانب العصابات الإرهابية، واتهام القيادة السورية بذلك، وإنما هذا التعاون بدأ منذ لحظة اندلاع الأزمة في سوريا، عبر استخدام إسرائيل كمورد للسلاح الذي تتولى السعودية ابتياعه لصالح العصابات الإرهابية، وتكثفت اللقاءات في الأسابيع الأخيرة من اجل إقناع المترددين في منظومة المتآمرين على الشعب السوري بضرورة توجيه ضربات عسكرية ضد أهداف سورية محددة في محيط العاصمة دمشق لإحداث الثغرة المطلوبة في الدرع الذي إقامته القيادة السورية لحماية العاصمة، هذه الثغرة هدفها تسهيل مهمة تسلل العصابات الإرهابية التي تم تحضيرها منذ أشهر وعملت طواقم أمنية وعسكرية من عدة دول معادية لسوريا على تأهيلها بصورة متسارعة منذ تطهير الجيش السوري لمنطقة "القصير. نعم!! أنظروا ماذا يفعل بندر بن سلطان رئيس جهاز المخابرات السعودية في حق سورية والشعب السوري وفي حق الدين!! الضربة الأمريكية "المحدود' القادمة معدة لصنع ثغرة في الدفاعات التي حول العاصمة دمشق، قد تستخدمها عصابات خاصة تم تدريبها تدريبا خاصا على طريقة الممثل "رامبو" الذي لا يقهر، وذكرت هذه الدوائر ل المنار المقدسية أن عملية تحضير هذه العصابات تمت في قواعد عسكرية في دول الجوار السوري أي الأردن، وفي جنوب سوريا تحديدا، وذلك لبعد الحدود الشمالية عن العاصمة دمشق، وتضم هذه المجموعات الإرهابية ضباطا وجنودا منشقين ومن بعض الدول المتآمرة على سوريا للمشاركة في مخطط سقوط دمشق. وتضيف الدوائر أن خطة المتآمرين على سوريا تقضي بدخول هذه العصابات إلى دمشق وعقب الضربات والهجمات الجوية الدقيقة في حال تم اتخاذ قرار بذلك. وسيكون للطيران الإسرائيلي دور مهم وفاعل في تنفيذ هذا المخطط، وكشفت الدوائر عن وجود أسلحة ثقيلة ومدرعات في قواعد عسكرية في دول مجاورة لسوريا مع المجموعات المسلحة لإدخالها إلى الأراضي السورية صوب دمشق في لحظة الهجوم العدواني على سوريا. وترى الدوائر ذاتها أن من بين الأهداف التي سيتم استهدافها في حال خرجت الخطة العدوانية إلى النور وتم اعتمادها، ضرب المطارات وتعطيل قدرة الطيران الحربي السوري على التأثير في الميدان. هذه الخطة الأخيرة تعزى إلى تحليل المتآمرين العسكري أن عصابات الإخوان والسلفية لن تنجح في إسقاط النظام السوري إن لم يدعمها غطاء عملياتي جوي يتحرك ويضرب قوات الجيش العربي السوري ضمن رؤية الأقمار الاصطناعية لفتح الثغرات وقيادة العصابات المسلحة كما فعل الحلف الأطلسي في ليبيا. ولكن التقدير الأمني أمام أوباما لا يشجع على عملية عسكرية واسعة ضد سوريا، وهذا هو بيت القصيد!! فقد كشفت المصادر أن التقدير الأمني الذي وضع على طاولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يشجع على عملية عسكرية واسعة تغير ميزان القوى في الحرب الدائرة في الساحة السورية. وقالت المصادر أن العمليات العدوانية التي ستنفذ ضد الشعب السوري ستكون محدودة ودقيقة جدا، وهدفها في الدرجة الأولى حفظ ماء وجه الإطراف التي تحدثت طويلا عن عدم السماح باستخدام السلاح الكيماوي في المعارك الدائرة بسوريا، وعملية الاستخدام هذه كما تؤكد المصادر شكلت المصيدة لدفع أمريكا إلى التورط أكثر في الحرب في سوريا بتدبير الجهات التي ترى أن بقاء القيادة السورية حتى افتتاح موسم الحل السياسي للازمة السورية سيعرض أنظمة الحكم في عدد من دول المنطقة المتآمرة على الشعب السوري إلى الخطر، وفي مقدمة هذه الإطراف والجهات السعودية وإسرائيل وتركيا مرورا بدول أخرى في المنطقة، وهي جميعها تدفع باتجاه ضرب القيادة السورية. وأضافت المصادر أن التقدير ألاستخباري يرى أن الانزلاق نحو ردود قوية، ستدفع بالقيادة السورية إلى الرد بكل ما تملكه من أسلحة، وعندها ستندلع حرب حقيقية، لا تعرف أمريكا متى وكيف ستخرج منها. وأكدت المصادر أن السعودية أبلغت واشنطن والدول التي ستشارك في العدوان على سوريا التزامها بدفع كافة تكاليف هذا العدوان. وعليه تعتبر إسرائيل والسعودية رأس الحربة في العملية القادمة!! ويمكننا فهم المماطلة لعقد جنيف 2 إلا لصالح كسب الوقت، بل زعمت واشنطون أن الحكومة السورية تعطل عقد هذا المؤتمر!! هكذا يقلبون الحقائق. فهنالك نشاط عسكري واستخباري واسع في المنطقة تشارك فيه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها، وهي الجهات التي تقف وتخوض الحرب الإرهابية الكونية على سوريا. هذا النشاط المحموم والواسع يأخذ أشكالا عديدة بهدف لشن عدوان همجي على الشعب السوري بعد أن عجزت كافة أشكال الإرهاب عن تدمير الدولة السورية، وستكون إسرائيل والسعودية رأس الحربة في هذا العدوان. العدوان المرتقب تم التمهيد له بخطوات مفضوحة ومكشوفة، وفي مقدمتها، كذبة الكيماوي واتهام القيادة السورية باستخدام هذا السلاح، وهي خطوة لجأت إليها أطراف التآمر بعد عجزها في ميدان القتال، وفشلها في صد انتصارات الجيش السوري الذي يخوض حرب تطهير ضد العصابات الإرهابية التي تتلقى دعما متنوعا كبيرا من هذه الأطراف. هذا الفشل في الميدان دفع الجهات المتآمرة إلى تزويد الإرهابيين بمواد تحضير هذا السلاح واستخدامه ضد المدنيين. ويلاحظ بوضوح الموقف التحريضي على الشعب السوري من جانب القيادة الإسرائيلية والإعلام الإسرائيلي. واستخدام هذا السلاح من جانب الإرهابيين جاء لوقف تقدم الجيش وعرقلة انتصاراته، وفي وقت تقوم فيه فرق تفتيش بالتحقيق في حادث خان العسل، التي ارتكبتها العصابات الإرهابية، وكذلك، في إطار الحراك ألاستخباري الواسع الذي تقوده السعودية وتركيا وقطر ودول في المنطقة، وما يجري من لقاءات بين هذه الدول وإسرائيل، للإبقاء على الخيار العسكري قائما، ودفع الولاياتالمتحدة إلى استخدامه بتنسيق مع حلفائها، خاصة وأن هذه الجهات وفي مقدمتها الإدارة الأمريكية قد فشلت في تحقيق أغراضها الخبيثة في الساحة المصرية، حيث أسقط الشعب المصري جماعة الإخوان أحد مقاولي تنفيذ المخططات الأمريكية، هذا الفشل في مصر دفع أطراف المؤامرة إلى تكثيف جهودهم لتعويضه في الساحة السورية، فكانت كذبة الكيماوي، وانفجارات الفتنة الإجرامية في الساحة اللبنانية. وتقول هذه المصادر أن لقاءات عسكرية وإستخباراتية تجري منذ أيام في أماكن متعددة، للترتيب لشن غارات أمريكية قذرة على سوريا، وهناك دول في المنطقة تحدثت عن السلاح الكيماوي، قبل العمل الإجرامي الذي نفذته العصابات الإرهابية، وهناك لقاءات استخباراتية سعودية إسرائيلية، وتركية إسرائيلية، ما زالت مستمرة منذ عدة أيام. ووحدات خاصة وطواقم أمنية تضخ إلى الساحة السورية عبر دول الجوار، وأسلحة وصلت إلى هذه الدول لاستخدامها في العدوان المرتقب على الشعب السوري، وسط تعليمات صريحة وواضحة من الداعمين للإرهاب إلى العصابات الإرهابية بتكثيف عمليات التفجير وبشكل خاص في دمشق لإشاعة الخوف والرعب في صفوف المواطنين، يضاف إلى ذلك التحركات العسكرية لقطع الأسطول الأمريكي في البحر المتوسط التي ترافقت مع تهديدات باراك أوباما وترؤسه اجتماعات أمنية في واشنطن، ترى المصادر أنها لتحديد موعد شن هذا العدوان البربري بالتعاون مع السعودية وتركيا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل ودول الذيل الأمريكي في المنطقة. وتشير إلى المصادر إلى أن لقاءات استخباراتية وعسكرية مماثلة ستنتقل خلال الساعات القادمة إلى عمان وأنقرة وتل أبيب، بمشاركة سعودية فعالة، حيث تخشى الرياض اندثار حكم آل سعود الذين يقفون وراء العمليات الإجرامية والإرهابية في الساحات العربية، وبشكل خاص في الساحات السورية والعراقية واللبنانية. ونواصل.. شوقي إبراهيم عثمان كاتب ومحلل سياسي [email protected]
