(2,5) امرأة على البال ! للحظات بعد انتهاء البرنامج ، ظلّ جالسًا مكانه مذهولًا . أيّة لغة تتكلّم هذه الفتاة ؟ كيف تسنّى لها الجمع بين الألم والعمق ، أن تكون عزلاء وعلى هذا القدر من الكبرياء ؟ بالرغم من مرور سنتين على ذلك اللقاء التلفزيوني ، ما زال يذكر كلّ كلمة لفظتها ، احتفظت ذاكرته بكلّ تفاصيله . ندم يومها لأنّه لم يتنبّه لتسجيله ، فقد كان يحتاج إلى أخذ جرعات إضافيّة من صوتها ، كمن يأخذ قرصًا من الأسبرين لمعالجة مرض مزمن . اكتشف مرضه للتوّ وهو يتابعها . كانت تنقصه امرأة مثلها كي يتعافى ، ويتخلّص من كلّ الأجهزة الاصطناعيّة التي يستعين بها على حياة فقدت مباهجها . [ من رواية " الأسود يليق بكِ " ] الكاتب : أحلام مستغانمي