يحق للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن يقول إن التدخل العسكري الفرنسي في أفريقيا الوسطى كان ضروريا رغم أن نفس الرئيس تقاعس عن ذلك في العام 2012 عندما استنجد به الرئيس المخلوع فرانسوا بوزيزيه، وقوات التحالف المتمرد تطرق أبواب بانغي، ولكن أمس فقط ومن البرازيل التي يزورها هولاند قال الرئيس الفرنسي الذي اتسمت ولايته بالتدخلات العسكرية في أفريقيا قال: "لم أصل إلى السلطة كي أشن الحروب، إنها الظروف التي أوجبت هذه العمليات". ظروف أفريقيا الوسطى الراهنة فعلا توجب التدخل والواقع أن التحسن النسبي والهدوء الحذر للأوضاع في أفريقيا الوسطى ما كان له أن يتحقق لولا التدخل والتدخل السريع جدا من قبل القوات الفرنسية التي تواجه الآن أخطر مهمة وهي نزع سلاح المليشيات المتحاربة في أفريقيا الوسطى التي أوشكت على الانزلاق في حرب أهلية هي الأخطر من نوعها لأنها قائمة على أساس طائفي ديني ما كان لها أن تتوقف تلك الحرب إلا بإبادة كل طرف للآخر أو إبادة جميع سكان أفريقيا الوسطى أفقر البلدان الأفريقية وأقلها استقرارا في أوضاعها السياسية على مر التاريخ. المهمة الأصعب الآن أمام القوات الفرنسية والأفريقية الأخرى المساعدة لها هي الحيلولة دون قيام الأطراف المتحاربة من المسلمين والمسيحيين بحملات انتقامية في الوقت الراهن فالحفاظ على حالة الهدوء الراهنة من شأنه إعادة الأوضاع تدريجيا إلى طبيعتها قبل اندلاع الفتنة الطائفية. التدخل الفرنسي هذه المرة عند مقارنته بالتدخل في مالي نجد أن نتائجه ظهرت سريعا على الأرض فالتقارير الواردة من بانغي تشير إلى العودة التدريجية للحياة الطبيعة كما إن شركة الخطوط الجوية الفرنسية استأنفت رحلاتها إلى بانغي في إشارة إلى هدوء الأوضاع الأمنية. كل هذه الإشارات الإيجابية على أن الأوضاع الأمنية في أفريقيا الوسطى تحسنت بعيد التدخل العسكري الفرنسي وتصريحات هولاند بأنه يذهب إلى الحرب في أفريقيا مكرها لا بطل، إلا أن وزيرة الدفاع الفرنسية السابقة ميشيل أليو ماري، شنت أمس الجمعة هجوما على سياسة هولاند، في ما يتعلق بالتدخل العسكري الحالي في أفريقيا الوسطى، واعتبرت أليو ماري، المنتمية لحزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" اليميني المعارض أن الأمور "تبدو بدائية جدا"، معربة عن صدمتها إزاء الطريقة التي يدخل بها هولاند فرنسا في عدد من العمليات العسكرية، في حين أن كل مسرح للعمليات يختلف عن الآخر. وبينما انتقدت ميشيل أليو ماري تدخل هولاند في أفريقيا الوسطى نجد وزير دفاع فرنسيا سابقا آخر يتفق مع هولاند حول ضرورة التدخل ولكن يختلف حول المدى الزمني حيث يرى جيرار لونجييه، أن «العمليات العسكرية ستستغرق ما يقرب من عام (على الأقل)، وذلك على عكس ما تؤكده الحكومة الحالية، التي حددت زمن التدخل ب6 أشهر". العالم الآن - صحيفة اليوم التالي