[size=5][justify] انصفو المعلمين.. يا هؤلاء استشهد.. بغنية البنات.. التي ظهرت في فترة الخمسينات من القرن الفائت.. عندما كانت ترددها الحسان.. وكل واحدة تحسب نفسها من المحظوظات.. غنية برقضو بيها العروس:- ما بيدوكي المفلس بيدوكي تاجر واللا مدرس كان وضع المعلم وضعا رفيعا.. اجتماعيا واقتصاديا.. . وضعا تشتهيه الفتيات للاقتران بالمدرس.. كان الكلام دا في بداية الخمسينيات.. أما كنا تحت الاستعمار.. الاستعمار ال لي حسي وقت نطراهو نقول "الاستعمار البغيض".. رحل الاستعمار الكعب والبيغض.. الذي كان يهتم اهتماما كبيرا بالمؤسسة التعليمية.. وكان في إمكانو يقول إن شاء الله ما اتعلمتو.. نحن زاتو من مصلحتنا ما تتعلمو.. عشان تزرعو لينا القطن وطقطقو ليا الصمغ.. ومافيكم زول يفتِّح ويقعد يشبكنا استعمار استعمار.. بالرغم من انو قد يكون للاستعمار اجندة يمررها من خلال التعليم لكن برضو نحن الربحانين في النهاية.. ومازال المدرس يتمسك بموقعة المتقدم في الهرم.. الاجتماعي.. ويجد احترما كبيرا حتى انه كان أول رئيس سوداني وأول سوداني يرفع علم الاستقلال كان معلم"إسماعيل الازهري ".. وأول رئيس وزراء لأول ثورة شعبية كان معلم (سر الختم الخليفة أكتوبر64).. ثم توالت الحكومات الوطنية.. واخذ وضع المدرس في التردي.. ونازلا الي درك سحيق.. كانت الحكومات المتعاقبة تعمل حساب الفئات التي تؤثر مباشرة في استمراريتها.. زي المؤسسة العسكرية.. الاطباء.. القضاة.. المحامين. العمال.. ولا تحسب للمعلمين أي حساب.. لو اضربو يعني شنو؟ الوليدات يقعدو عند اهلهم.. وبينفعوهم في المراسيل.. ويونسو امهاتهم بدل ما قاعدات النهار كلو صانّات.. أي دولة إدارتها ذكية وذات بصيرة نافذة بتعمل للمعلم الف حساب.. المعلم هو أساس الدولة الحديثة.. هو البيضع الاساس للدولة فيطلعو من تحت طبشيرتو الأطباء والمهندسين.. والصيادلة .. والبياطرة والزراعين.. والتقنين في كل المجالات.. حتى ضباط الجيش وضباط البوليس.. والأخطر.. من دا السياسين البيديرو الدولة.. ديل لو ما كان اساسهم قوي فعلى الدولة السلام.. حال المدرسين يحنن.. وبالتالي حال دولتنا يحنن.. أعلى مرتبات في الدول الواعية مرتبات المعلمين.. أدنى مرتبات في دولتنا المترنحة مرتبات المعلمين.. مقارنة بين أكتر شريحتين بيكوركو.. المعلم والفنان.. المعلم مسكين يكورك النهار كلو.. يوميتو ما تفوت العشرين جنيه.. الفنان برضو يكورك زيو واحد.. لكن اقل فنان ساعتو بتلاتة مليون.. ساعتين ويمشي اهلو وينسى الحفلة.. المعلم يشيل معاهو المدرسة وهموم المدرسة للبيت.. دا كلو فوق العشرين جنيه دي.. المعلم حبالو الصوتية معرضة للتلف.. والتهاب الحنجرة.. والفنان نفس الحكاية.. لكن الفنان بيقدر يعالج نفسو اما المعلم فعليه بغرغة الملح والقرض.. الفنان يمشي الساونا ويتنضف ويسبسب.. أما المعلم .. فعليه ان يكافح الجرب والقوب والقمل في بعض الطلبة.. دا لو ماعمل حسابو ح يجيهو قوب.. الفنان عندو تلاتين بنطلون وخمسين قميص المعلم عندو تلاتة وخمسة من كل صنف علي التوالي.. والمقارنة فيها كتير.. نتبوبر ونقول في مناسباتنا الوطنية"الشعب السوداني يا معلم الشعوب".. ومعلمنا البيعلمنا نعلم الشعوب ما قادر ياكل.. دايرين لكم زول مشلهّت و ما قادر ياكل ولا قادر يتعالج ويعالج وليداتو.. يعلمكم وبالو رايق؟.. لو دايرين دولة تنافس الأمم.. انصفو المعلم!! الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي