وسائل لإعلام التي تصول و تجول في البهو الفسيح لمقر الاتحاد الإفريقي لا تهتم إلا بقضيتين حتى الآن، وبدأت القضية الثالثة في المزاحمة فقط في هذه اللحظة. القضية الأولى هي قضية جنوب السودان ... لم توجه أي فضائية أسئلة لمسؤول في الاتحاد الإفريقي إلا وكان أولها عن جنوب السودان. أما المسؤولون من الخرطوم فهم معنيون بشأن الجنوب أمام الإعلام من الدرجة الأولى. السؤال حالياً .. هل سيحضر سلفاكير ويلقي كلمة أمام القمة أم لا؟! القضية الثانية هي مساعي مصر لاسترداد العضوية الكاملة في الاتحاد الإفريقي بعد قرار التجميد ... من سيقف مع مصر ومن هو ضدها من الدول؟! "بدأت التكتلات في الظهور" وهنالك سؤال عن موقف السودان. القضية الثالثة التي بدأت في المزاحمة هي الكتاب الجديد الذي سيدشنه البروفيسور البريطاني ديفيد هويل وبالرغم من أن الجنائية ليست حاضرة في "القمة الزراعية" إلا أنها لم تغب ولن تغيب من المجتمع المدني الإفريقي لأنها تتعلق باستقلال القارة ومحاولات الاستعمار الحديث المغلفة بفلسفة حقوق الإنسان. سيكون هنالك تجمع كبير في فندق رأس هوتيل بعد قليل وقد بدأ الناشطون والصحفيون في الزحف نحو الموقع. السودانيون يتحدثون عن "الوثبة" ويحللون خطاب البشير ولكنه موضوع خارج الأجندة إذ من الطبيعي أن تقدم الحكومة ما هو دون طموح المعارضة والشعب نفسه... الرضا عن الحكومة مستحيل ... الخطاب وحضور الأحزاب والقيادات الوطنية اختراق كبير وهذا الجدل صحي وطبيعي والحق على الاعتراض على قرارات الدولة جائز شرعاً منذ زمان عمر بن الخطاب الذي واجهه اعتراض علني من امرأة في صفوف الصلاة. أما بالنسبة للمهتمين بالحراك الإفريقي هنا في فعاليات القمة فإن الحديث عن هذا الجدل في وجود مذابح جماعية في دولة جنوب السودان ... ووجود نذر حرب أهلية ... مجرد ترف. كتبت بالأمس أن أقوى وزارة في الحكومة من حيث القيادة هي وزارة الخارجية لأن الوزير الأستاذ علي كرتي ووزير الدولة السفير كمال الدين إسماعيل قمة في الفهم والمعرفة والأداء ... وعندما قرأت خبر تعيين السفير عبد الله الأزرق وكيلاً للخارجية ازدادت قناعتي فهؤلاء الشيوخ والركائز من أقوى رجال الدولة والجهاز التنفيذي والديبلوماسية السودانية .. ... عرفناهم في الحراك الدولي والإفريقي حق المعرفة.بالإضافة إلى أن مقدرتهم على التفاهم والتضحية للعمل العام عالية للغاية، وأتوقع بينهم انسجاماً وتنسيقاً عالياً إذ لا يوجد فيهم من يطلب المواقع ... ثلاثتهم تطلبهم المواقع ولا يطلبونها .. لو كان هذا منهج الرئيس في التعيينات في كل الوزارات وكل مواقع المسؤولية فإنه بمقدوره الذهاب لمزرعته في السليت والنوم السعيد في عنقريب هباب ويترك الحكومة تعمل لوحدها... حتى الفريق بكري سيرتاح ... وعندها لا نحتاج إلى شائعات أو تنحٍ ولا يحزنون. نهاركم سعيد - مكي المغربي صحيفة السوداني