كان من المفترض أن يكون عنوان العمود "القمة الإفريقية الثانية والعشرون الحلقة السادسة" لأن الجلسة انعقدت على هامش القمة في مطعم الخرطوم في أديس أببا شارع مسكل فلور ولكن السيد صديق كوراك صاحب المطعم وحفل التكريم طلب مني هذا العنوان لأن الجلسة فعلا "ما منظور مثيلا" لان الحضور شمل ممثلين من كل القرن الأفريقي ... ومن ضمن عنواني المقترحة كان ... "صديق كوراك - النسخة الإنجليزية" فالرجل وإن كان من النسخة التقليدية لتجار الجنوب الشماليين إلا انه صار في اديس أببا حاذقا في الإنترنت والإيميل والواتساب ونحو ذلك .... ومما قاله لي "يا ود المغربي في البلد دي لو في خواجة داير يعمل غداء لثلاثة أشخاص ... يقول ليك برسل إيميل بالمواعيد ... ما في طريقة" ... أيضا لقد تم إجراء حوار مع كوراك باللغة الإنجليزية في التلفزيون الإثيوبي ... حقيقة كوراك رجل يواكب التطور ويسابق العصر بلا ملل.... ومازال حلم الرجل جمع البشير وسلفاكير ومعارضي ومتمردي الشمال والجنوب في مائدة غداء في مطعم الخرطوم ... غداء وبس لا مفاوضات ولا غلبة والموضوع ينتهي ... كما يقول. جاءني هاتف رقيق منه خلال القمة يدعوني لغداء تكريم للأستاذ عبد اللطيف أحمد مدير النيل للبترول في إثيوبيا بمناسبة عودته للسودان ولشخصي الضعيف وللأستاذ محمد طه توكل بمناسبة افتتاحه مكتب الأناضول الإقليمي بأديس أببا وهو فتح جديد للإعلام في هذه المنطقة لأن توكل معروف بعلاقاته الواسعة جدا في هذا الإقليم وفي الخليج والعالم العربي. من الحضور القطب الاتحادي الخليفة عوض كمبال والسيد خالد كرم صحاب وكالة إستثمار وسياحة في أديس والأستاذ علي كمبال صاحب أول مصنع حلويات في أديس ... والمقصود بذلك الحلويات الشرقية مثل الباسطة والبسبوسة. ومن المعلوم أن الذوق الإثيوبي لديه نفرة من السكريات وحتى وقت قريب لو اشتهى احدهم باسطة بالمذاق السكري المعروف فإن سيطلبها "صحبة راكب" من الخرطوم أو مصر أو جدة أو صنعاء أما الآن ففي مصنع "سوادانيز سويت" يتكدس الزبائن من السودان ومصر وكل الدول العربية والشرقية الذين يحبون هذا المذاق. الجلسة كانت سياسية وعامرة بالنكات ومن ضمنها أن "سودانير" لو تركت الطيران وتحولت لمصنع باسطة في عدد من الدول لكان خيرا لها. الخليفة كمبال احتكر الجلسة بالسياسة لفترة طويلة ويمتلك ذاكرة جيدة وإنتقادات قوية للحكومة وللاحزاب ولكل الممارسة السياسية السودانية ... ومن الطرائف أنه قال الحكومة طفشت الاستثمار والدليل إني قاعد مبهدل هنا في اديس أببا فقال له أحد الأصدقاء ... يا الخليفة أريتا بهدلتي ... عليك الله كان ما دعيت الله يبهدلني زي ما بهدلك في أديس أببا... طبعا الخليفة أحد الكبار في مجال الشاي حاليا. معظم الجلسة كانت عن "خطاب الوثبة" ... ونمسك عن الروايات والنكات من باب المهنية وكدا ... لكنها كانت جلسة جميلة للغاية ونلخصها في عبارة محمد طه توكل المولود في مصوع والمقيم في أديس وصاحب الجواز الجيبوتي والهوى السوداني والتوجه الشرق افريقي. قال توكل ... معظم المواطنين في هذا القرن هم بالصباح اثيوبيون أو صوماليون وفي الظهر ارتريون أو جيبوتيون وبالليل سودانيون ... ويمكنكم أن تبدلوا مواقع هذه الدول كما شئتم. نهاركم سعيد - مكي المغربي صحيفة السوداني