كانت.. صينية الغداء.. غير الأكل والاستمتاع به وربما عدم الاستمتاع حسب التبيخ وطريقة التبخة.. والموضوع الح يتناقش بعد الغدا.. واللا كان فيهو محشي واللا مافيهو.. واللا سجك.. واللا لحم برا غير لحمة الملاح.. والتي كنا نتحايل على اكلها بان نلفها في لقمة الكسرة لا من شاف لامن درا.. كان اجتماعا تراجع فيه كل شؤون الأسرة.. وخصوصا ما يتعلق بالقراية.. ولكن بعد الانتهاء من الوجبة مع شراب الشاي.. صينية الغداء تطورت من صحن الدبكر.. وهو صحن مصنوع من خشب الحراز.. يتكبا فيهو الاكل من عصيدة وما شابهها في اللون والطعم والرائحة واخذ اسم اخر مع عموطتها.. ولازم يكون في شافع ماسك الصحن لأنو الصحن مقعر شديد.. عبارة عن كُرة قسموها نصين.. وأقل هبشة يقعد يلف.. ومع كل لقمة من أي زول بيقعد يلف.. يعني ممكن يدك تلف في الصحن وتمرقها بدل ما تمشي على خشمك تلقاها مشت لي خشم زول تاني.. عشان كدي بيكون في شافع ماسك الصحن للناس الكبار عشان ياكلو.. ويكون هو مسكين جيعان.. لكن واجبه يحتم عليه الصبر.. ويكون ماسك الصحن ويراقب في الاكل قدامة يتضاءل و هو طامع انو يتغدا من الفضلة.. وايدو في قلبو انهم ياكلو كل مافي الصحن.. يقعد يراقب و في سرو يقول( اها خلاس كملوهو.. أها خلاس كملوهو.. عمي الحسن دا مالو لقمتو كبيرة كدي؟).. كان في صينية الغدا تراجع الدروس وعلامات الاختبارات الصغيرة.. زي الإملاء واختبار الحساب.. كنت دائما لما أجيب في الإملاء نمرة كعبة ادس كراس الإملاء تحت مرتبة من مراتب العناقريب ولما يسالوني عنو أقول مجموع للتصحيح.. وعند تفتيش الخريتة لا يجدو الكراس (الخريتة شنطة من القماش للكتب والكراسات).. على الأقل يمر يوم الليلة ولي باكر ليها مية فرج.. يا مات الكراس.. يا ماتت الإملاء.. يا ماتت المدرسة.. أو اقعد اشحد ربنا يكون في انقلاب.. لأنو الناس ح يكونو مشغولين بسماع اخبار الانقلاب في الرادي وينسو حكاية الإملاء دي.. عندما كانت الانقلابات موضة في السودان.. كان مؤتمر صينية الغدا مؤتمرا يوميا فهو مؤتمر المائدة المستديرة لكل أسرة.. لكن راحت صينية الغدا وتلاشت وحلت محلها.. الساندوشتات.. زي ما حلت الإشارات محل صينية سان جيمس.. و كلمات تجهيز الغدا لها مدلولها.. نغرف لكم الغدا (فاعلم علم اليقين أن غدانا مفروكة).. نسوي الغدا (انه تبيخ لاشك فيه وح نعمّط).. ثم نخت الغدا (تبيخ ومعاهو حاجات تانية).. ثم غدا مافي والعشاء زاتو قرّب.. حليل ايام زمان.. حسي الله يستر من حسي.. وحليلنا من الزمن دا.. الأبو والولاد والبنات والأم.. كلهم يتلاقو في الواطساب أو الفيسبوك.. أو يتلاقو في صالة العرس.. والابو ما يعرف أم اولادو المكياج يغيرها ليهو تكون تعاين ليهو من بعيد يتمحن ويعاين لها ويقعد يتذكر" دي منو دي؟.. الكريعات ديل ما غريبات علي"!! الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي