جاءني هذا التعليق من المذيع التلفزيوني المعروف، كمال سويكت، على عمود (بلطجية مذيع تلفزيوني).. المعلومات التي أوردها سويكت في رسالته، يشيب لها الولدان.. سأعلق عليها لاحقاً. لا حول ولا قوة إلا بالله. ضياء أستاذي الفاضل / ضياء الدين بلال تحية طيبة وأنت تتحدث عن الحادثة التي شهدها تلفزيون السودان، وهي اعتداء المذيع أنس بالضرب على مدير القناة القومية.. أراك وصفته بالبلطجي.. ولكن تمنيت أن تتوقف في عمق القضية التي دفعت بأنس إلى أن يخرج من ثوب المذيع. أنس المبارك لا يختلف اثنان على تميزه كمذيع، ولكنه قبل أن يكون مذيعاً، هو إنسان له كرامته وكبرياؤه وعزته.. هو رجل سوداني شهم، وابن قبائل يثيره الاستفزاز، حتى ولو كانت النتيجة موته، كغيره من السودانيين الغبش الميامين. دعني أسالك: هل ترتضي لنفسك أن تطرد أمام زملائك، خاصة وأنت لم ترتكب جريرةً سوى تميزك؟. في اعتقادي أنك في تلك اللحظة قد تتناسى ضياء الدين بكل زخمه الصحفي، لأن الاستفزاز مسَّ رجولتك في وقت أغلقت فيه الأبواب أمامك كي تنال العدالة. من وصفته أنت بالبلطجي، نصفه نحن بالبطل، الذي ثار لكرامته وكرامة كثيرين، ممن يكتوون بنار الظلم، من إدارة التلفزيون، وأنا أولهم.. نتمثل فيه بو عزيزي التونسي، لعله يكون بادرة طيبة لثورة تقتلع الظلم من داخل تلفزيون السودان. وها أنت تطالب بمحاسبته على ما ارتكبه، ولا نختلف معك في ذلك، ولكن قبل أن نحاسب أنس، دعنا نحاسب الذين أوصلوه إلى هذا المنعطف.. ولعلي أتساءل قبل أن نحاسب أنس. من يحاسب قيادة التلفزيون التي شردت أسر العاملين من منازلهم، بعد أن عجز معظمهم عن سداد إيجار البيت، بعد أن ظل التلفزيون يماطل في سداد مستحقات العاملين لأكثر من أربعة أشهر، رغم خصم 50% منذ سنوات؟ من يحاسب إدارة التلفزيون التي تسببت في إخراج أطفال معظم العاملين من الرياض والمدارس الخاصة، بعد أن عجزوا عن سداد رسوم مدارس ورياض أطفالهم، نتيجة لما ذكرت من عدم صرفهم استحقاقاتهم لأربعة أشهر؟ من يحاسب إدارة التلفزيون التي تسببت في بيع الكثير من العاملين لسياراتهم، نتيجة عجزهم عن سداد الأقساط؟ من يحاسب إدارة وقيادة التلفزيون على إهمالها لمسجد وحمامات التلفزيون إلى درجة أنها تترفع من أن تصلي معنا، وتمضي إلى حيث الرفاهية والتكييف في مسجد الإذاعة، سوى نفر قليل من قياداتها (الأستاذ يس والأستاذ عيساوي)؟ ولولا الحياء وخوفي على مشاعر قرائك، لبعثت لك بصور يندى لها الجبين، لحمامات التلفزيون التي طفحت ولمنظر المسجد من الداخل. من يحاسب قيادة التلفزيون التي جعلت من أعضاء فرق التلفزيون في التغطيات لمناسبات الولايات، متسولين يقتاتون على بلاط الولاة، ويتصيدون مأكلهم ومشربهم ومسكنهم؟ من يحاسب إدارة التلفزيون التي عملت على طرد المشاهد السوداني من أمام تلفزيون الدولة، نتيجة لعدم توفر بيئة العمل ومعينات العمل، مما انعكس ذلك سلباً على مستوى ما يقدم من برامج باستثناء ما يتعلق بالسياسة وحتى هذه ليست بالجاذبة؟ من يحاسب إدارة التلفزيون على سياساتها، والتلفزيون يمضي إلى الوراء بشكل مخيف ومريع؟ من يحاسب إدارة وقيادة التلفزيون التي عجزت عن سداد رسوم الدورات الخارجية لمنتسبيها، فكان أن تذهب على حساب نفسك، أو أن تفوِّت عليك فرصة التدريب الخارجي؟ من يحاسب إدارة التلفزيون التي أغلقت قسم اللغة والبرامج الإنجليزية والنشرات والتدني على مستوى المكان والأجهزة؟ من يحاسب إدارة التلفزيون وقياداتها على وعلى وعلى وعلى.. والقائمة تطول ولا تسع صفحات (السوداني) لما يمكن أن يقال عن تدني الأوضاع في التلفزيون في كل جوانبه ناهيك عن مساحة عمودك المقروء. من يحاسب إدارة التلفزيون، وقد تسببت في هجر المبدعين للتلفزيون، لأنها في كثير من الأحيان تهضم حقوقهم، حتى وصلت إلى أن تكتب تنازلاً بعدم المطالبة، ولهذا لا نشاهد سوى مواهب في بدايات طريقها، لأنهم لا يودون سوى الانتشار؟ كثيرون هم الذين يكتوون بجمر إدارة التلفزيون، من المتعاونين الذين فُرض عليهم العمل دون مقابل أو مغادرة التلفزيون، إلى درجة أنهم يحملون إذن الدخول تحت مسمى متدرب احتيالاً على القانون، على الرغم من أنهم يطلون على الشاشة في برامج مباشرة، وتجاوزوا العام أو أوشكوا. كمال عثمان سويكت مذيع بتلفزيون السودان بل قل أحد المظاليم بالتلفزيون العين الثالثة - ضياء الدين بلال صحيفة السوداني