} دعني في هذه الجمعة المباركة احتل « وهجك » متألق الحروف لتسليط الضوء على أفعال مستفزه تصدر بحقنا من بعض إخوتنا العرب، فقبل ايام قلائل وجهت رسالة عبر صحيفة المشاهد للملحق الإعلامي بسفارة جمهورية مصر بخصوص إعلان « الشيبس » المستفز والغارق في الاستفزاز لنا نحن السوادنة ولكن يبدو أن مصر « الرسمية » مُقرّة ومقتنعة بكل ما ورد في الإعلان التلفزيوني القبيح . } وقد عضدت مصر « الشعبية » من موقف أجهزتها الرسمية والإعلامية من خلال مباراة الأهلي والزمالك الأخيرة حيث كشف كابتن خالد الغندور مقدم برنامج « الرياضة اليوم » في قناة دريم الأولى الفضائية المصرية الهتافات العنصرية التي رددتها جماهير الأهلي أثناء المباراة بحق مهاجم الزمالك شيكابالا مثل « السوداني » و«القرد » و«الموزة » وكشف الغندور هذه المعلومة أثناء مداخلة مع مراقب المباراة المعنية الذي اختتم مداخلته قائلاً « يا كابتن خالد ما أكلتش موز ولا سوداني ». } من يهن يسهل الهوان عليه .. وطالما نحن السودانيين لازلنا نوهم أنفسنا بأننا عرب فعلينا أن نتقبل كل استخفاف واستهزاء يصدر عن العرب « من خليجهم حتي محيطهم » بحقنا ، ويكفي على هواننا وذلنا الذي ارتضيناه لذواتنا أننا وبسبب « العروبة الكذوب تنازلنا طوعاً واختياراً وبمحض إرادتنا عن جزء عزيز وغالٍ من مساحة المليون ميل مربع وأعنى بذلك جنوبنا الحبيب والذي بعد « 72 » ساعة من تاريخ اليوم سيتجه أبناؤه الكرام نحو صناديق الاقتراع للتصويت لصالح الانفصال ومن ثم الاعلان رسمياً عن دولتهم الجديدة وبعدها سنعود للتعريف عن السودان « القديم » بوطن الستمائة ألف ميل مربع !! } ولقد أعجبني تصريح قرأته قبل يومين للسيد مالك عقار والي ولاية النيل الازرق جاء فيه أن عروبة الشماليين مشروخة وأنهم يتباهون بالنسب لآبائهم العرب ويتفادون الحديث عن أمهاتهم الأفريقيات وقال إن العرب عندما دخلوا السودان لم يدخلوه وبرفقتهم زوجاتهم وإنما لوحدهم كجنس رجالي يعني والكلام من عندي جاءوا إلينا « عزابة »!! } وأذكر قبل سنوات خلت أن تلفزيون الكويت استضاف عدداً من الشخصيات المهتمة باللغة العربية في برنامج كان محوره الغور في أسباب تدني اللغة العربية في المدارس والمعاهد والجامعات العربية وقد انبرى « ديك تور » كويتي عندما أتاح له مقدم البرنامج الفرصة قائلاً : « كيف لا تتدنى اللغة العربية وتتدحرج الى الوراء طالما صارت اللغة الرسمية للسودانيين الزنوج » بينما أيده متحدث لبناني الذي ذهب أبعد من ذلك بقوله « بل منذ تم اعتمادهم أعضاء في جامعة الدول العربية »!! } والغريبة والعجيب أن العرب « المتعنصرين » هم اكثر « خلق الله » بكاءً وولولةً من العنصرية التي يتعامل بهم تجاههم الشعب الإسرائيلى وبقية الشعوب الغربية ، ينددون ويشجبون ويستنكرون بعنصرية الدولة العبرية ثم يعودون مستخدمين ذات العنصرية بحق الشعوب السوداء ومن بينها نحن السوادنة السود!! } هل تذكرون يا من تابعتم مباراة إنترناسونال البرازيلي ومازيمبي الكنغولي في بطولة كأس العالم للأندية التي جرت في ديسمبر الماضي في أبوظبي هل تذكرون الكلمات الحقيرة والتي كانت تصدر من فم المذيع الإماراتي المدعو علي سعيد الكعبي المعلق بقناة الجزيرة الرياضية من علي شاكلة « أفريقيا السوداء بلد الفقر والجهل والمرض وأرض الحروبات والفساد » وظل يردد في هذه الكلمات كالببغاء طوال زمن اللقاء الذي تسيده فريقنا » الافريقي طولاً وعرضاً وباداء جميل وبعرض ساحر واخاذ توجّه بهدفين رائعين . والآن امثال الكعبي لا يرون في الافريقية شيئاً جميلاً جاءت كلماته أعلاه دون ان يُكلّف نفسه مشقة وعناء الاشادة بفريق مازيمبي ، والحمدلله على عدم إشادة على الكعبي بالنادي الكنغولي ولو تم ذلك لخسر مازيمبي على غرار غزله وتطبيله للفريق البرازيلى !! } ونهر التاريخ المتدفق علينا من عهد رسول الإنسانية وسيد الخلق أجمعين « صلى الله عليه وسلم » يحدثنا ويروي لنا عن غضبه الشديد والعظيم تجاه سيدنا أبي ذر الغفاري رضي الله عنه يوم أن دخل في نقاش حاد مع سيدنا بلال بن رباح رضوان الله عليه كان أن ختمه بسبّه لبلال قائلاً : « يا ابن السوداء » وعندها أمسك النبي الكريم لسانه الرطب عن التحدث مع سيدنا أبي ذر الذي لم يجد ما يُكفّر به عن خطئه سوى وضع خده على الأرض منادياً بلالاً أن ضع قدمك عليه ، ولأن دواخل بلال « الأسود » بيضاء ونقية من منطلق إيمانه القوي والعميق بالله سبحانه وتعالى الذي خلق الناس أجمعين ووزعهم شعوباً وقبائل؛ لأن سيدنا بلال كذلك فقد مد يديه الكريمتين ورفع سيدنا أبا ذر من على الارض وقام بتقبيل خده بدلاً عن الاستجابة لطلبه بالدوس عليه بقدمه .. فأين أنتم يا عرب من زعيم الإنسانية وأفضل العرب؟ ! } وأخيراً تعالوا نردد مع إبراهيم الكاشف « شمسك سطعت وأشرق نورها بقت شمسين .. أنا أفريقي أنا سوداني » !! وتقبل أخي ياسر فائق شكري وتقديري أخوك / عبد اللطيف الهادي