ومما ضحكنا له كثيرا ما حكاه لنا أحد الأصدقاء، إذ قال إنه كان يذهب لطبيب شهير في الخرطوم وكانت المواعيد عنده صعبة جدا وتمتد لشهر وشهرين إلا أنه كان يعطي مسجل العيادة نفحة من مال فيدخل في نفس اليوم، وبينما كان يوما ينتظر الدخول إذ خرج الطبيب إلى الاستقبال غاضبا وصاح في مسجل العيادة: (شنو يا فلان يجوك أهلي الجايني من البلد وتديهم ميعاد بعد شهر.. أدفع ليك أنا برضو؟!!!) فبعض الأمور يظنها الناس خافية على أولي الأمر لكنهم يسكتون عنها لشيء في أنفسهم وهذا الظن هو ما يعتري الصحافة السودانية ولعل الصحافة عموما في العالم لما تخرج بمعلومات تظن أنها تساعد المسؤول في أداء واجبه وهي لا تعرف أن المسؤول (عارف أي حاجة) البعض يطلب منا أن نخبر المعتمد الفلاني بأمر ما ونحن نعرف أنه يعرف لكن الصحافة تكتب للتذكير والذكرى تنفع المؤمنين.. اختفاء الطائرة الماليزية لعله هو الأمر الوحيد المجهول بالنسبة للعالم حتى كتابة هذه السطور لما اختفت الطائرة في ظروف غامضة فما وجدوا لها أثرا ولحقت الفتى العربي الذي حكت الكتب عنه لما كان يواعد زوجة الخليفة فاختبأ يوما في صندوق لحفظ الزينة ووشى بعض الخدم للخليفة بذلك فجاء الخليفة إى زوجته وطلب منها ان تعطيه الصندوق ففعلت وأمر به فدفن في الصحراء وقتل الواشي وقيل إنه لم يغير معاملته لزوجته وما ظهر الفتى مرة أخرى. لعل قبر الفتي صار مثل قبور محمود محمد طه وأسامة بن لادن والعقيد القذافي.. إن أي مسؤول لابد أن يكون (غريق البطن) وذاك عين ما حدث من أحد المعارف مع والده لما انثقب لديتر العربة وهم على سفر فقال الأب لابنه (طلع كيس الصعوط) قالوا الصعوط بيقفل اللديتر... وكان الولد يظن أن والده (ما ناقشو) الشعب السوداني أيضا يعرف ما يظنه البعض أسرارا وان لم يملكوا وثائق فإنهم يملكون (الحدس) رغم إدمان الفول والعدس.. مررنا بشبه قصر لغني جديد فقال أحد الأعمام وكان زميلا لوالد الغني (ساعي بريد) يا أولاد ما تظنوا سوءا في الولد لعل والده ترك له خطاب استغاثة غردون باشا في لندن فباعه كوثيقة.. البعض يظن أنه مستور والأسرار مثل الحمل إن لم يلحظ الناس انتفاخ البطن سمعوا صرخة المولود.. ............ عازمنكم سماية.. هتش - صحيفة اليوم التالي