*أصبحت في الفترة الأخيرة من المدمنين على متابعة (الدوري السعودي) لكرة القدم، سيما دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين، خاصة المباريات التي طرفها (فريق النصر) فلقد أصبحت بحكم الشعار الأصفر نصراوياً شاهقاً. *والنصر السعودي الآن أصبح قاب قوس من التتويج بهذه البطولة، وهو بالكاد يحتاج الآن إلى نقطة واحدة تضاف لنقاطه الستين ليحسم البطولة قبل أسابيع من نهاية فعالياتها. *فعلى الأقل هو يتفوق على نده الهلال بست نقاط كاملة ظلت على حالها منذ وقت مبكر من مجريات الدوري. *على أن النصر السعودي الذي يحتفظ في هذا الموسم ببطولة ويقترب من البطولة الأخرى الأكبر للمحترفين، كان قد غاب عن منصات التتويج لفترات طويلة في دوري بلاده، إلا أنه يعود في هذا الموسم عودة داوية . *ولم يتقدم على هدافه محمد السهلاوي الذي يحمل الفنلة رقم عشرة في عالم التهديف وحوزته ستة عشر هدفاً إلا لاعب الاتحاد مختار فلاتة الذي أحرز هدفه الثامن عشر في مباراة فريقه الأخيرة الذي جمعته مع النصر، المباراة التي فاز فيها النصر بثلاثة أهداف مقابل هدف مختار فلاتة للاتحاد. *لم يخسر فريق النصر في هذا الموسم إلا مباراتين اثنتين، الأولى مع نده التقليدي الهلال والثانية مع فريق الشباب الذي يزاحم هو الآخر على المرتبة الثالثة التي تؤهله إلى تمثيل بلاده في المونديالات الإقليمية. *في المباراة الأخيرة التي جمعت بين النصر والاتحاد سجل الجمهور الرياضي للناديين موقفاً باهراً، وهو يصفق للاعب محمد نور، وهو يغادر الملعب. * على أن اللاعب الأسطورة محمد نور الذي يحقق الآن مع النصراويين بطولتين باهرتين هو ذاته محمد نور الذي سبق أن أحرز مع ناديه التاريخي الاتحاد ثماني بطولات شاهقات، وربما أن جماهير أندية أخرى قد صفقت له، فعلى الأقل قد كانت للاعب نور صولات وجولات مع الأخضر السعودي على امتداد القارة الاسيوية، وقد سجل اسمه بمداد من ذهب مع أساطير الكرة السعودية على امتداد تاريخها النضير. *سجل اسمه على قائمة الشرف، التي يتصدرها أيضاً اللاعب الأسمر ماجد عبد الله، وربما تعود جذور اللاعبين الأشهرين إلى مهد (أمة الأمجاد والماضي العريق)، فربما العرق هو الذي ساقنا إلى هناك، فقديماً قال أهلنا (العرق دساس). *والسؤال الذي أبحث له عن إجابة هنا، هل تعد هذه (ردة وطنية رياضية)، وأنا أعرف لعيبة النصر الصعودي أكثر مما أعرف لعيبة نادي المريخ السوداني، وفي المقابل أعرف لعيبة الهلال هناك أكثر مما أعرف لعيبة هلالنا السوداني! *ولئن كنت أنا قد هربت إلى الدوري السعودي وعبرت البحر الأحمر، فعلى الأقل إن آخرين قد عبروا المحيطات إلى مؤازرة فرق في قامة برشلونة وريال مدريد الإسبانيين وإن وجدنا عذراً لهؤلاء على أن إسبانيا نفسها هي بعض (أندلسنا المفقود) وفردوسنا القديم، فما بال الذين حطوا رحالهم في أندية شيلسي وليفربول وآرسنال وبغية الأندية الإنجليزية في بلاد الأمبراطورية التي غربت عنها الشمس. * لكن بالأحرى إن شمس كرتنا هي التي غربت، وكما في مسرحية ود كين (ده الخلانا من البلد هجينا)! *أخي الحبيب مزمل.. قرأتك ذات يوم تقول (بأن الذي حدث في الرياضة حدث في السياسة والزراعة و.. ولا عزاء.. *لكن ألا يمكن أن نبدأ من هنا من ملاعب كرة القدم، فعلى الأقل في ظل تراجع الكيانات السياسية، لماذا لا نتقدم بالأندية الرياضية لتكون وعاء وطنياً تحتدم فيه المشاعر الوطنية وتلتئم فيه اللحمة المناطقية والعشائرية أن تفعل الرياضة ما فشلت فيه السياسة. *على أن نلتف في هذه المرحلة التي سقطت فيها الأحزاب السياسية حول حزبين رياضيين يقودهما رجلان وقوران هما الباشمهندس الحاج عطا المنان رئيس حزب الهلال السوداني، والأستاذ الخلوق جمال عبد الله الوالي رئيس حزب المريخ السوداني! ملاذات آمنه - صحيفة اليوم التالي