عندما نقول (فلان ذويق) أي أن ذوقه عال.. ونقول أيضا إن فلان (ماعنده ذوق) بمعنى ليس لديه أي درجة من الذوق.. فالذوق ملكة يتمتع بها بعض الناس ولايشترط في الإنسان أن يكون ذا مال كي يكون ذا ذوق.. فالمال لايأتي بالذوق.. تماما مثل بعض الفنانات الفقيرات اللواتي أصبحن فجأة نجمات.. ثريات.. فنجد أنهن في بداياتهن كن لايعرفن كيف يلبسن ولا مايلبسن ولكنهن عندما حصلن على المال.. استعن بمصممين يختارون لهن ما يناسبهن من لباس وتسريحات ومكياج.. وحين يكن بعيدا عن المسارح والكاميرات نكتشف أنه لا ذوق لهن.. حيث يذكرنك ببداياتهن فلم يرفع المال من أذواقهن بقدر ما استطعن شراء أذواق الآخرين من مصممين ومصففات وملونات.. ولكن المال يساعد على تنمية الذوق وبروزه إذا كان الإنسان أساسا يتمتع بهذه الملكة.. كما أن البيئة التي ينشأ فيها الإنسان ويتعامل معها بعقله وحواسه من بشر وطبيعة ومواد وألوان ترعى وتصقل ذوقه.. وحين يبلغ الإنسان مرحلة عالية من الذوق يوصف بأن ذوقه رفيع جدا.. فمن الممكن جداً أن ترى شخصا ذا منصب وليس لديه ذوق وفي المقابل قد ترى إنسان بسيط لاتوجد في حياته الكسور ولا المقامات وبالرغم من ذلك يكون ذا ذوق عال.. والذوق الأصيل يدوم وينطبق على كل شيء وذوق التقليد ينكشف بسرعة عند التجربة الثانية أو الثالثة.. فالإنسان (الذويق) ترى ذوقه في ملابسه، وإن لم تكن باهظه الثمن.. إذ تجد الذوق في تصميمها واختيار الألوان وتنسيقها مع بقية ما يرتديه من كماليات.. كما نجد ذوقه في كل ما يتعلق بالتصميم.. من التصميم المعماري كالمنازل والمكاتب إضافة إلى الذوق في اختيار ألوانها وديكوراتها واكسسواراتها.. وما إلى ذلك.. ولذلك عندما تكون ذاهبا لمقابلة أحد أولئك (الذويقة) الحقيقيين.. تأكد أنك سترى ما يسرك.. فكل الجمال يكمن في الذوق وتفاصيل الذوق.. ومن ناحية أخرى.. يقول الفلاسفة (تكلم حتى أراك) إذن حتى نرى الذوق وحتى نراك جميلة سيدتي تكلمي.. حتى يراك الجميع بذلك الجمال الذي تريدينه ويريده من حولك.. كوني جميلة بمظهرك.. برشاقتك.. بأناقتك.. بعقلك.. فلم يعد مكان الجمال في المظهر الخارجي.. وإن كان البوابة الأولى له.. فكم جمعتنا الحياة بجميلات.. وما إن تتحدث الواحدة منهن حتى تكتشف أنك أمام من لا تريد أن تراها.. وربما تندم على دقائق قضيتها مع امرأة جميلة بعد أن كنت متلهفا للحوار معها.. وهناك مقولة يرددها الكثيرون.. فحواها.. (الأخلاق هي الأهم) وهذه المقولة تطلق على المرأة التي لاتتمتع بصفة الجمال.. وإن كنت اعتبر هذا مجرد رأي غير صائب.. فهناك جمال الشكل وجمال الروح وجمال الفكر.. وعندما يجتمع الثلاثة في امرأة يحق لها أن تفخر.. فالشكل ليس لها فضل فيه.. أما الروح والفكر فهما من صنع يديها.. عندها نقول تكلمي.. حتى تظهري جمالك وحتى تستمتع العين وتسعد الروح ويستنير العقل منك.. وفي خلاصة الحديث.. إن التحلي بالذوق يشمل طريقة الكلام وكيفية انتقاء الكلمات والعبارات المناسبة.. فبذلك تجذب مستمعيك وتترك في أنفسهم انطباعا إيجابيا أو سلبيا.. إذن الذوق سجادة اجتمعت فيها جميع ألوان الجمال، بتناسق رائع فأعطت مظهراً خارجيا جميل ألفته النفس وسعدت به الدواخل.. (أرشيف الكاتبة) كلمات على جدار القلب - صحيفة اليوم التالي