* عشقه محبو الفن الأصيل بولهٍ وأحبوه بتفان.. جاءت تجربته مختلفة عن السائد بالساحة الفنية ومغايرة للخط الغنائي المكرور.. موهبته لا جدال عليها.. صوته الندي يضخ الطرب في الأوردة والشرايين، لذا فإنهم لم يجدوا اسم شهرة مناسب يطلقونه عليه سوى (العندليب الأسمر)، ذلكم اللقب الذي يمثل ماركة مسجلة للفنان المصري عبدالحليم حافظ.. فلماذا يا ترى أطلقوا هذا اللقب (المسؤولية) على الفنان الراحل زيدان إبراهيم.. هل أرادوا إحراجه، ووضعه في مأزق يصعب الخروج منه.. أم أن لهم فلسفة في الاختيار.؟؟ * أحسب أن لقب (العندليب الأسمر) أُطلق على زيدان لأنه يشبه الراحل عبدالحليم حافظ في تفاصيل الميلاد الفني.. خرج على الناس كالقذيفة، وأحدث ضجة لا مثيل لها.. جاء في زمن العمالقة ولم يمش على خطى أحد منهم ووضع نصب عينيه تحدي أن يكون (زيدان).. اختلف حليم في عصر كان من الصعب فيه أن يخرج الفنان من عباءة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.. وزيدان يا سادتي لم يشبه معاصريه، وتفوق على أنداده، وسحب البساط من تحت أقدام الذين سبقوه، وأصبحت تجربته تمثل تحديا حقيقيا للآتين من بعده، وتلك هي قمة العبقرية والنبوغ.!! * كان يمثل (انقلابا) ناجحا بشارع الفن السوداني.!! *(ثورة) على كل ما هو سائد من تشابه في الأطر النمطية، ومشروعه الغنائي بمثابة خروج عن التقليدية. !! *(تمرد) على السير في طرق الآخرين، وامتلك ملامح تميز جعلته يختلف عن بقية المطربين.!! * انتفاضة غنائية حقيقية بعزيمة لا تلين.. وصوت (ذهبي).. وحنجرة (ماسية).. وموهبة من (البلاتين).!! * زيدان كان يمثل فصلاً كاملاً من تاريخ الغناء السوداني.. لا يعرف المجاملة في أحاديثه الصحافية.. صريح في آرائه التي يطلقها في قضايا الفن المختلفة.. عُرف بجرأته المعهودة والدعابة اللطيفة التي تقف على طرف لسانه وسخريته المحببة . * أطلق عليه الصحافي الراحل التيجاني محمد أحمد اسم (العندليب الأسمر).. وصادف التشبيه (من يستحقه).. فإن كان لقب (العندليب) قد ظل (حصرياً) على عبقري الغناء العربي (عبد الحليم حافظ) بوصفه مطرباً استثنائياً تفوق على أبناء جيله وأنداده ومن عاصروه.. بل وتميز بمنتوجه الفني (المختلف لوناً وطعماً وقيمة) عمن سبقوه... فإن خطوط نبوغه تكاملت في تحقيق ألبوماته الغنائية أعلى الأرقام (مبيعاً وتوزيعاً) بعد رحيله عن الدنيا ليتجاوز بذلك حتى الذين أتوا من بعده مستحقاً لقب أمير الفن وعندليب الغناء وعلى خطاه يمشي زيدان.!! *أثبت التيجاني محمد أحمد أنه حصيف، فطن، ذكي، حاضر البديهة، حاذق ولماح.. عندما أمسك بخيوط التشابه وقواسمه المشتركة مُفصِّلاً سربال اللقب على مقاسه ليصبح هناك (عندليب بجنوب الوادي).!! * (زيدان إبراهيم) أو(العندليب الأسمر) صوت طروب... تريان.. متخم بالطلاوة.. وحنجرة تقطر نبراتها نداوة.. أحب الفن بوله.. وعشقه بتفانٍ.. وقدم من أجله رخيص التضحيات وغاليها.. كافح، عانى، ناضل وكابد حتى استطاع أن ينحت اسمه بصبر على الصخر.. اتهموه ب(الصعلكة) حيناً.. وبالانجراف وراء (الغناء) الذي لن يقدمه شبراً حيناً آخر، إلا أن إرادته القوية وعزيمته الفولاذية – وإيمانه بأن الفن رسالة وقضية جعلته يقفز فوق الأسوار الشائكة ليفتت صخور العقبات ويهد المتاريس ويذلل الصعاب متسلحاً بالموهبة ومدججاً بأغنيات (ترفع الرأس) وتشرف كل صوت.. فكانت أعماله التي تطرب الأبدان وتسكر الوجدان خير وقود وزاد.. ليصبح مطرباً يشار إليه بالتميز والبنان.!! * لا تندهشوا للوفاء الذي وجده زيدان بعد رحيله عن الدنيا، فالرجل يستحق منا كل الحب والعرفان، فكل من طرب لزيدان يعرف قدره، ولا تستغربوا للذين يشوهون أغنياته من بعض شباب المطربين، فهؤلاء يرددون أعمالاً لا يعرفون قيمتها ولا يهمهم كثيراً أن تحتفظ ببريقها ورصانتها.!! * قبل يومين ردد مطرب شاب أغنية لزيدان إبراهيم بقناة (الخرطوم) ففعل بها الأفاعيل، مما يدفعنا للمطالبة بتأسيس جمعية لحفظ أغنيات العندليب بعيداً عن حناجر التشويه والتخريب . * الحفاظ على أغنيات العندليب مسؤولية عارفي قدره ومن يهمهم أمره، وكلكم يعلم أنه القائل ذات تعليقأغنياتي شعر الفنانين الشباب ما عندهم ليهو رقبة).!! * حقاً(غُنا زيدان شَعراً ما عندكم ليهو رقبة، وحقيقي حالتكم صعبة).! نفس أخير: * في بعدك يا غالي.. أضناني الألم.! ضد التيار - صحيفة اليوم التالي