حالة من الارتياح في العالم العربي سادت عقب نجاح اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في جدة يوم السبت الماضي في التوصل إلى اتفاق بشأن طي صفحة الخلافات الخليجية، التي كانت لها الأثر السالب في مجمل العمل العربي المشترك، ويتطلع العرب عموما والخليجيون على نحو أخص إلى مخرجات غرفة العمليات التي شكلت من دول الخليج لوضع التفاصيل النهائية لإعادة تريب العلاقات بين دول الخليج الثلاث (السعودية والإمارات والبحرين) من جهة ودولة قطر من جهة أخرى يتطلعون إلى أن الغرفة التي ستلتئم في المملكة العربية السعودية في أن تضع حدا ليس لهذا الخلاف العابر وإنما أسس تمنع تصدع البيت الخليجي مستقبلا، لأن تماسكه من تماسك الأمة العربية وقوتها، وضعفه وتشتته من هوان الأمة، والجميع تابع التجليات السالبة لهذا الخلاف خصوصا على الوضع في مصر وقطاع غزة، عموما تلك دروس وعبر يجب الاستفادة منها دون الرجعة إليها مجددا. كان وزير الخارجية الكويتي، صباح خالد الحمد الصباح، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لاجتماع وزراء الخاجية بمجلس التعاون الخليجي موقفا وهو يستخدم عبارة (شوائب) عندما قال: تم النقاش في شوائب وما علق بالمسيرة الخليجية وتم اتفاق على وضع أسس لتجاوزها بأسرع وقت عبر التأكد من إزالة كل الشوائب. واستخدام هذه العبارة يؤكد بأن الخلافات عابرة وليست عميقة، فالشوائب في اللغة جمع شائبة، وهي: شيء مختلط بغيره وهو ليس من جنسه، كما أن تفضيل وزير الخارجية الكويتي لكملة شوائب بدلا عن خلافات في إشارة إلى أنها سريعة الإزالة، ما يعني اننا سنشهد قريبا عودة المياه إلى مجاريها وهو ما أشار إليه كذلك وزير الشؤون الخارجية العماني، يوسف بن علوي، لوكالة الصحافة الفرنسية عندما قال إن المشاكل بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى قد حلت تماماً، مشيرا إلى أن الدول الثلاث ستعيد سفراءها إلى الدوحة. عودة السفراء إلى الدوحة هو الإجراء الذي يجب تسريع وتائره للتأكيد أن الخلافات حلت وإلى الأبد، وأن ليس ما جرى محض تأجيل للخلاف ليس إلا كما باتت تشير بعض الصحف. وقالت وسائل إعلام خليجية إن الزيارة التي أداها وفد وزاري سعودي رفيع المستوى إلى الدوحة والمنامة وأبوظبي، قد وضعت اللمسات الأخيرة على اتفاق لعودة العلاقات بين الدول الخليجية الست إلى ما كانت عليه، وأن عودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلى الدوحة ستكون الأسبوع القادم. فهل نشهد عودة السفراء الأسبوع القادم أم أن بعض الشوائب لا تزال عالقة بالتضامن العربي الخليجي؟ العالم الآن - صحيفة اليوم التالي