بدا لى في المبتدأ أن يكون العنوان أعلاه ( أسخر مع حاتم السر ) على طريقة ( أضحك مع هذا الفلان أو مع الجهة تلك )، ولكني في النهاية عدلت عنه الى الصيغة أعلاه، لتذكري لطرفة شايقية لها علاقة بخلافة السادة الختمية سنأتي على ذكرها، ويهمني هنا حتى لا يظن بي السادة المراغنة والخلفاء والمريدين الظنون، أن أثبت للجميع أنني تربيت في بيت كان عائله الذي هو الوالد رحمه الله ختميا واتحاديا عتيدا، وكان يصرف على الحزب في دائرته صرف من لا يخشى الفقر رغم أنه لم يكن ثريا أو موسرا بالمعنى وان كان تاجرا (كسيبا)، كما قيل لي أن جدي لوالدي الذي توفى قبل مولدي بسنوات عديدة،لم يكن ختميا فحسب بل كان من أفضل منشدي الطريقة وأعذبهم صوتا في منطقته في ترديدها،ومن شاكلتها القصيدة المسماة (المبتهجة المصلحة للنفوس المعوجة) التي يقول مطلعها (يارب بهم وبآلهم عجل بالنصر وبالفرج.. اشتدي أزمة تنفرجي قد أذن ليلك بالبلجِ.. وظلام الليل له سرجُ حتى يغشاه أبو السرجِ..الخ)..هذا التداعي التمهيدي فرضته السخرية التي قابل بها القيادي بالحزب الاتحادي ومرشح الحزب للرئاسة في الانتخابات الماضية الأستاذ حاتم السر، الأنباء التي قيل أنها ترددت عن خليفة سيتبوأ مقام مولانا الميرغني في الحزب وسيخلفه على قيادته،وشخصيا لم أسمع بهذه الأنباء (المترددة) والا لكنت سبقت هذا القيادي الاتحادي في السخرية منها بيني وبين نفسي طبعا،ومن المفارقات العجيبة لهذا الحزب العجيب،أن حاتم السر الذي يسخر الان من (أقاويل) عن خليفة منتظر لمولانا،كان هو نفسه موضع سخرية من قيادات اتحادية مخضرمة عندما راجت (أقاويل) سابقة نصبته بالاسم خليفة لمولانا... بهذه المناسبة، مناسبة خلافة مولانا على الحزب أوالطائفة لا فرق فالأمر سيان،حضرتني الطرفة الشايقية التي نوهت اليها،والطرفة تقول أن قرويا طموحا باحدى قرى الشايقية عزم على أن يصبح من سادة قريته وزعماءها، ولم يكن في قريته شأنها شأن كل القرى من المناصب الرفيعة سوى منصب العمدة وممرض الشفخانة وخليفة السيد علي الميرغني الذي يشرف على شؤون الطائفة،بعد أن فكر الرجل ودبر وقلب الأمر من كل وجوهه عزم على أن ينتزع منصب الخليفة من شاغله حين وجد أن لا قبل له بمنافسة العمدة والممرض،وبفهلوته ودهنسته استطاع أن ينال ما أراد رغم أنف الغالبية الكاسحة من أهل القرية الذين لم يكونوا يثقون فيه لاشتهاره باللجاج وكثرة القسم(الحليفة) بالله وبالطلاق وبسيدي بمناسبة وبدونها ،أغتاظت جدا احدى السيدات لفوزه بمنصب الخليفة فأطلقت عبارتها التي جرت مثلا في ديار بني شايق (مافي خليفي بى حليفي)..وبعد لا أظن أن أحدا بمقدوره أن يخلف مولانا على زعامة الحزب،وحتى ان تم ذلك فانها لن تكون سوى زعامة صورية اسمية على طريقة (ريسو وتيسو) أما زعامة حقيقية تفصل الحزب عن الطائفة وتجعل ما للحزب للحزب وما للطائفة للطائفة،فذلك لن يتم الا في حالة واحدة هي أن ينشق هذا الزعيم ويستقل بحزبه والباب يفوت جمل والدليل هو قادة كل هذه الأحزاب الاتحادية المنشقة... بشفافية - صحيفة التغيير حيدر المكاشفي