حينما وقف القيادي الاتحادي البارز بباب مولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل وزعيم الختمية هتف به هاتف ان اخلع نعليك وادخل مسرعا لتقبيل يد مولانا , فخلع صاحبنا الحذاء ودخل مهرولا حافيا وامسك بيد مولانا وقبلها ثلاثا بطريقة خبيرة قبل ان يجلس ويعتذر عما اقترفه من ذنوب (انتهى) جاء هذا الخبر في اخيرة الراى العام الغراء والراى العام كما هو معلوم صحيفة مصداقيتها ليست موضوع جدل حتى في (شماراتها ) كما انها اوردت في صفحة داخلية وفي ملفها السياسي صورة للسيد حاتم السر مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية في اخر انتخابات وهو يتهيا لتقبيل يد مولانا (حاتم ليس هو المقصود في اول الخبر) وفوق هذا وذاك الواقعة ليس فيها اي مشاحة في علاقات الصوفية و الطائفية فان يقبل المريد (الحوار) يد الشيخ (المرشد) من ابجديات الادب الصوفي الطائفي (ولحدي هنا كويسين) ولكن المشكلة تكمن في انتقال علاقات الطائفة الي الحزب هذا اذا علمنا ان القيادي البارز المشار اليه اعلاه لم يكن ختميا في يوم من الايام عكس السيد حاتم الذي يبدو انه سليل اسرة ختمية .. وهذا يشئ لو انه انتخب رئيسا للسودان لن يكون مسئولا لدى الشعب او الحزب انما .... الحزب اي حزب منظمة مجتمع مدني حديث يقوم الانتماء له على الاختيار والحرية والمساواة فاي مساس باي من هذة المبادي بسبب الدين او العنصر او الموطن يحول الحزب الي مؤسسة مجتمع تقليدي وتصبح الحداثة فيه مجرد طلاء خارجي ولعل هذا هو الماذق الذي يقع فيه الاتحادي الاصل و(الكاشف اخوه) فمولانا مواطن سوداني وذو تجربة سياسية ثرة وطويلة فهو رجل دولة بحق وبالتالي من حقه رئاسة الحزب ومن حقه رئاسة الجمهورية ولكن شريطة ان تكون العلاقه بينه وبين محازبيه ومواطنيه(ليس حيرانه) علاقة تقوم على الحق والواجب وليس فيها اي قدسية فالقيادي الذي يخرج عن الحزب لاي سبب من الاسباب ثم يتراجع عن موقفه ويقرر العودة للحزب يمكن ان تشكل له لجنة محاسبة وتقرر في امره . في الادبيات الشيوعية يقدم نقدا ذاتيا الطائفية الدينية مرحلة تعتبر اكثر تطورا من الانتماء للعنصر او القبيلة وكل الدنيا مرت بها في مرحلة من مراحل تطورها وفي السودان لن يستطيع احد ان ينكر الدور الايجابي الذي لعبته الطائفية في تشكيل الهوية والوجدان السوداني وقد اسهمت في نزع الكثير من بؤر التوتر بسماحتها لابل اسهمت في ترقية الحياة الحزبية عندما كان السيدان على الميرغني وعبد الرحمن المهدي يقفان خلف الحزب ويمسكان بخيوط الطائفة ويتركان للسياسين ادارة شئون البلاد والعباد ولكن الابناء الان تسنما قيادة الحزب دون خلع لبس الطائفة المميز مما حشر الحزب في الطائفة بمقاسها المحدد الامر الذي سوف يحدد نموه. الديمقراطية ياجماعة الخير ليست الية لاختيار الحاكم فقط انما هي طريقة حياة شاملة فاذا لم تتجذر في حياة الفرد والمجتمع فلن تنسحب على ادارة الدولة وستكون مجرد صورة في حائط متصدع .( ابوس ايدكم) دعوا الاحزاب تنمو abdalltef albony [[email protected]]