اتفق الرئيسان عمر البشير ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي، على تنمية وتقوية العلاقات بين البلدين، في وقت أنهي فيه الرئيس المصري زيارة خاطفة للخرطوم في ثاني رحلة خارجية له عقب انتخابه رئيساً لمصر استمرت لساعتين، التقى عبرها الرئيس البشير وأجرى مباحثات ثنائية معه في بيت الضيافة، وفيما رحب البشير بزيارة السيسي للسودان واعتبر ان الزيارة تمت في الاتجاه الصحيح وقال في تصريحات مشتركة مع الرئيس المصري بالصالة الرئاسية في مطار الخرطوم أمس «نعلم انه رغم المشاكل في هذه المرحلة كان السيسي مصراً على زيارة الخرطوم لايمانه بأهمية العلاقة السودانية المصرية» واعلن البشير ترحيبه بالزيارة وتقديره لها واضاف«نقدر هذه الزيارة والتي كانت في الاتجاه الصحيح والتي كما تعلمون جميعاً ليست علاقات جوار جغرافي وهي علاقات تاريخية وثقافية ودينية وفي هذه الزيارة تحدثنا في الموضوعات ومصير العلاقات الثنائية بين البلدين وتقويتها وتطويرها بما يعود على مصلحة البلدين» وأوضح البشير ان الزيارة تطرقت الى القضايا الاقليمية وزاد «بكل اسف القضايا تغلي في مواقع كثيرة جداً» وكشف البشير عن تفاهمات مع السيسي وتطابق في الآراء والاتفاق على العمل على إزالة بؤر النزاع وتطوير العلاقات الاقليمية بما ينفع المنطقة وانطلاقة جديدة لعلاقات تاريخية. من جانبه قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ان مصر تعتبر السودان جزءاً منها وان العلاقة بين مصر والسودان يجب تطويرها مردفاً بقوله ان «العلاقة اللي نحنا شايفنها عايزنها تتطور للافضل» وابان ان هناك موضوعات كثيرة يتوجب العمل فيها بين السودان ومصر حتى يستفيد الشعبان السوداني والمصري من التعاون، ونوه السيسي الى ان المرحلة الحالية والقادمة تحتاج من البلدين التنسيق لجهة المواقف بالمنطقة ولفت الى ان هناك مصلحة مشتركة وقدم السيسي الدعوة للبشير لزيارة مصر. وقبيل مغادرة الخرطوم عقب زيارة قصيرة، أثار الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي جدلاً وسط الصحفيين بتصريحه «نعتبر السودان جزءاً من مصر»، حيث أثار قول السيسي في كلمته بالمؤتمر الصحافي «نحن نعتبر السودان جزءاً من مصر» جدلاً وسط الصحفيين بشأن إن كان لهذه العبارة مدلولات سياسية متعمدة ضد سيادة السودان بسبب حلايب أم خانه التعبير؟ حيث كان يتكلم بالعامية المصرية. شعبياً نظمت تيارات بالخرطوم من ضمنها «مبادرة السائحون» وتنظيم الاخوان المسلمون وقفة احتجاجية أمس في مسجد جامعة الخرطوم بعد صلاة العصر تنديداً بزيارة السيسي للسودان، ودعت مبادرة السائحون عامة اهل السودان للمشاركة في هذه الوقفة الاحتجاجية، أما جماعة الاخوان المسلمين فقد وجهت عضويتها بالتظاهر لرفض زيارة المشير السيسي للخرطوم، والتوجه لمطار الخرطوم حاملين شعار رابعة، و ميدانياً استخدم مجهولون يستخدمون مكبرات صوت ويستغلون عربه بوكس مروا ويدعون الناس للخروج والتظاهر ضد زيارة السيسي، أما على صعيد الاحزاب فلقد أكدت حركة «الإصلاح الآن» بان موقفها المبدئي هو عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول و بناء علاقات مع دول الجوار والمحيط الاقليمي و العالمي، تقوم على حسن التعاون وبناء علاقات إيجابية لمصلحة الشعوب. وصرح السفير عبد المحمود عبد الحليم بأن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للخرطوم، تأتي في إطار خصوصية وأزلية العلاقات بين شعبي وادي النيل في مصر والسودان، مشيراً إلى أن الرئيس السيسي زار بلده الثاني، ووصف عبد المحمود الذي سيتولى منصب سفير الخرطوم لدى القاهرة، زيارة الرئيس السيسي للسودان بالمهمة وستسهم بشكل فاعل في تطوير وتنمية العلاقات المصرية السودانية في مختلف المجالات، بينما قال مندوب مصر الدائم بالاتحاد الإفريقي السفير محمد ادريس، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للسودان أمر طبيعي وضروري للتواصل مع الدول الأفريقية. وأضاف إدريس في مداخلة هاتفية لقناة CBC، إن هناك مصالح مشتركة بين البلدين الشقيقين، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار خصوصية وأزلية العلاقات بين شعبي وادي النيل في السودان ومصر. بالتالي فإن زيارة السيسي تعتبر بأن الجانب المصري يريد الخروج للعلن باعلان هدنة مع دول الجوار، عقب التوتر الذي أوجدته الاوضاع في مصر بانقلاب الجيش على الحكومة المنتخبة، خاصة مع الاختلافات العميقة في التوجهات والاستقطاب العربي الكبير في المنطقة، وعدم التوافق في عدد من الملفات الإقليمية، إذاً فإن القاهرة تعلم ان الخرطوم تريد السلام مع الشعب المصري، و تأمل ببدء علاقات واضحة عوضاً عن فترة العهود السابقة عندما كان ملف السودان عند دهاقنة المخابرات، لذا تتوقع الخرطوم ان تبدأ زيارة السيسي بدفع العلاقات للأمام وان تحل القضايا العالقة خاصة فيما يتعلق بملفات حلايب وغيرها، لان اتفاق السيسي مع السودان في هذه الملفات ربما يعبث بالامل لاعادة العلاقات بين البلدين. صحيفة الإنتباهة